د. منير موسى
أَسْتَيْقِظُ بَاكِرًا فِي الصَّبَاحِ
عَلَى تَغْرِيدِ الْبُلْبُلِ الصَّدَّاحِ
أُقَبِّلُ اُمِّي؛ فَهِيَ تُفْرِجُ هَمِّي
بِذِرَاعَيَّ أَحْتَضُنُ أَبِي
سَنَدِي وَحَبِيبُ قَلْبِي
أَغْسِلُ يَدَيَّ وَوَجْهِي
بِالْمَاءِ وَالصَّابُونِ
وَأُنَظِّفُ أَسْنَانِي
بِالْفُرْشَاةِ وَالْمَعْجُونِ
أَشْرَبُ الْحَلِيبَ مَعَ الْعَسَلِ
فَيَتَقَوَّى جِسْمِي، وَيَتَفَتَّحُ عَقْلِي
وَأَصِيرُ مِثْلَ الْبَطَلِ
أُرَتِّبُ سَرِيرِي وَغُرْفَتِي
وَأَسْتَمْتِعُ بِالطَّقْسِ فِي شُرْفَتِي
وَأُصْغِي إِلَى الْيَمَامَةِ
تُغَنِّي عَلَى الزَّيْتُونَةِ
أَتَنَاوَلُ مَعَ عَائِلَتِي طَعَامَ الْفَطُورِ
بِآدَابٍ وَهُدُوءٍ، بِهَنَاءٍ وَسُرُورِ
أَلْبَسُ بَنْطَلُونِي وَرِدَائِي
وَأَنْتَعِلُ حِذَائِي
وَأَقُولُ لِأَهْلِي: بِخَاطِرِكُمْ أَحِبَّائِي
أَحْمِلُ مِحْفَظَتِي عَلَى ظَهْرِي
وَأَدْعُو اللَّهَ؛ كَيْ يُسَهِّلَ أَمْرِي
عَلَى يَسَارِ الشَّارِعِ أَسِيرُ
مُتَفَائِلًا، وَفَرَحًا أَطِيرُ
وَيُنْعِشُنِي بِصَوْتِهِ الْعُصْفُورُ
فَأَصِلُ إِلَى مَدْرَسَتِي؛ وَأَسْتَرِيحُ
فَتَضْحَكُ لِي وُرُودُهَا؛ وَتَفُوحُ
أَجْلِسُ عَلَى مَقْعَدِي
وَأَمَامِي كِتَابِي، وَدَفْتَرِي
وَأَقْلَامِي، وَمِسْطَرَتِي
وَأَقِفُ احْتِرَامًا لِمُعَلِّمَتِي
أُحِبُّهَا؛ وَأَنْهَلُ الْعِلْمَ مِنْهَا
وَكُلَّ حَياتِي مَدِينَةٌ لَهَا
وَأَهْتَدِي بِرُشْدِهَا وَهُدَاهَا
غِنْوَةُ الْمَدْرَسَةِ
مَدْرَسَتِي مَا أَبْهَاهَا
حَدِيقَتُهَا مَا أَحْلَاهَا
يُنَوِّرُ أَيَّامِي سَنَاهَا
نَحْنُ - الطُّلَّابَ - جَنَاهَا
رِيحُ حَبَقِهَا وَشَذَاهَا