الحمد لله على السلامة أيها الأمير
    السبت 16 يونيو / حزيران 2018 - 13:00
    عادل نعمان
    كاتب وإعلامي مصري
    أصبت بوعكة صحية منذ أسبوع منعتنى من الظهور، ومن الكتابة، حتى فتحت جريدة «الوطن» يوم الأربعاء فى صفحته الثالثة، فوجدتها مزينة بصورة هذا الشاب الأمير محمد بن سلمان، فأعاد لى الصحة والأمل، ونسيت الوجع والمرض، وقد كان فى استقبال الملك عبدالله الثانى ملك الأردن، هو والملك سلمان فى مكة على هامش القمة الرباعية بين المملكة والكويت ودولة الإمارات، لمد يد العون والمساعدة للأردن فى مواجهة مظاهرات الإخوان المسلمين المهلكة والمدمرة، وتفويت الفرصة عليهم، التى لا تقصد ولا تبتغى سوى دمار الأردن وضمها إلى دول الخراب العربى، وكنت أتمنى أن يكون هذا المؤتمر الرباعى هو الحل الأمثل لإبعاد هذا الربيع القاتل الذى يحاول العودة من جديد من بوابة الأردن لاستكمال باقى مهمته، والله سعدت وفرحت، وقلت الحمد لله على السلامة، أين كنت أيها الأمير المنقذ الشاب؟ ومن هذا الذى أبعدك عن مهمتك لشهر أو أكثر؟ ومن هذا الذى أساء إليك وأساء إلينا؟ عودك أيها الأمير أحمد، بل وألف أحمد، ولتعرف أنهم بك متربصون وقاعدون ومنتظرون، لساعة أو لدقيقة يطولونك فيها دون مهادنة أو تردد، فلا تأمن لهم، ولا تركن إليهم، ولا تترك نفراً منهم قريباً منك، أو حتى قريباً لقريب، والله لو طالوك لقتلوك، وأنت الأمل والرجاء، وليس بغيرك سنهدم هذا الصنم الوهابى الذى يعبده كل السلفيين.

    أقول لك كانت الهواجس تحيط بنا من كل جانب ومن كل اتجاه، حتى بتنا نصدقهم، وسلمنا أنهم طالوك، هتفوا وصرخوا وقالوا: قتلوك، ومثلوا بك ودفنوك، وواروك التراب سراً كما دفنوا وواروا التراب منذ قرون جدك الخليفة عثمان بن عفان فى حوش يهودى ليلاً، خوفاً من الذين حاصروه أربعين يوماً، وجوعوه وعطشوه ثم قتلوه، وقلنا يا رب تاريخنا مكرر، ودامٍ وقاتل، وينسخه النساخ بحروفه الحمراء دون تعديل، وصوروك ممدداً ومقتولاً، وقال بعضهم أصابوك إصابات قاتلة، لا عود منها أحمد، أو حتى مقبول أو نصف حى، ولم يخرج علينا تعليق من هنا أو من هناك، وتركنا أصحاب الشأن عندك دون كلمة اطمئنان واحدة، حتى كان ظهورك المدوى، حماك الله حتى تقتلع جذور الوهابية من العالم، وليس من المملكة وحدها، وهو أمر سهل وهين وعظيم، وأولى خطواته: مصادرة أموال كل مشايخ الوهابية فى المملكة، هذه الأموال الحرام قدرها أن تعود إلى حلالها فهى أموال الناس والعباد، وثانى الخطوات امنع الأموال عن مشايخ السلفية خارج المملكة فى المساجد والجمعيات والمنابر والأحزاب والجماعات المختلفة التى تستظل بظل الدين، وتعتمد على أموال المملكة، وأغلق المحبس من عندك، واحجب السيل المنهمر وبدايته من خزائنك، وحين يجف المدد، وتنشف الأرض وتجدب، سيخرجون من جحورهم، يبيعون ويشترون، بضاعة غير البضاعة، ويقفون فى أسواق غير الأسواق، ويتعاملون كبقية خلق الله، ساعتها سيكون كل ملبسهم ومشربهم ومأكلهم من عرقهم وجهدهم ومن الحلال، هذه الثانية أما الثالثة: فحاربهم حرباً شعواء، واضحة صريحة مدوية، لا تخاذل فيها ولا مهادنة، ولا تترك منهم صغيراً أو كبيراً، ولا تهادنهم ولا تأمنهم مهما أقسموا لك، وأعلنوا لك البيعة والطاعة، فكان جدك الملك عبدالعزيز من قبل قد ضاق بهم ومنهم، وبعد أن أقسموا له الطاعة كاملة، وخرجوا عليه طمعاً فى الأغنام والأسلاب وأموال الناس، ولم يكن أمر الدين وإعلاء كلمته شاغلهم، مهما أقسموا وحلفوا ومرمغوا أنوفهم بالتراب سواء فى عهده أو فى عهدك، وكانوا قد أرادوا غزو دمشق والعراق، كما صنع أجدادهم من قبل، وكان مطلبهم الوحيد الغزو والغنائم، ولما زاد نفوذهم وهيمنوا وسيطروا، وفرضوا سطوتهم على البلاد والعباد، حاصرهم وقاتلهم فى «موقعة السبلة» إلا أن المهمة لم تكتمل، وترك بقاياهم وأذنابهم وروافدهم وأحفادهم التى احتلت الحرم المكى وقتلت المئات، واحتلت واستعمرت عقول الشعب السعودى والسلفى حتى يومنا هذا، ما عليك سوى إكمال المهمة التى بدأت فى «موقعة السبلة»، وأعلن الحرب عليهم واضحة، ولا تخف منهم، الكثير سيترك الميدان لينعم بأمواله كما فعل فى تاريخنا من سرق أموال المسلمين من بيت مال المسلمين، ومنهم من يجبن ويترك الميدان فلا تترك كل هؤلاء يفلتون بين يديك كما أفلتوا من بين أيدى أجدادك، وحتى لا يظهر منهم حفدة وورثة فى مستقبل أولادنا، اقتلع الجذور من باطن التربة وطهرها ولا تترك منهم أثراً، هؤلاء نفر لا طريق ثالث بيننا وبينهم، ولا مهادنة ومسايسة معهم، فإما أن تكون منهم أو عدوهم وقاتلهم أو مقتولهم، فلن ينفع معهم الانتظار على الأبواب، افتح الباب بعنف وحاسبهم اليوم وليس غداً، فاليوم لك وغده عليك، هذا مبدأهم وعقيدتهم، وورثهم الذى ورثوه، ويورثونه، اتغدى بهم قبل العشاء الأخير.. والحمد لله على السلامة وربنا معاك تكمل مهمة عظيمة انتظرناها أعماراً، وهى بينى وبينك مهمة مشتركة، وغير هذا لا صالح لى به.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media