من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية
    الأثنين 18 يونيو / حزيران 2018 - 04:41
    محمد موزان الجعيفري
    يؤكد مشرعو تقرير التنمية الانسانية العربية على العديد من القيود المفروضة على الحقوق الديمقراطية في المنطقة ومن بينها القيود على حرية التعبير حيث تفرض احدى عشر دولة عربية رقابة مسبقة على الصحف سواء قبل النشر او بعده كما يفرض القانون قيودا على ماتنشره الصحف الابعد الحصول على ترخيص يمكن للسلطة الادارية او التنفيذية ان تسحب او تهدد بسحبه للحيلولة من دون تجاوز الصحيفة للخطوط المحظورة لحرية التعبير ولم يرد في النص حق الصحفي في الحصول على المعلومات والاخبار الا في تشريعات خمس دول عربية هي (الجزائر ، مصر ، الاردن ، السودان ، اليمن).

    اما حالات الطواريء فهي مستمرة من دون وجود مايبررها من اخطار وتحول الاستثناء الى قاعدة ومن شان قوانين الطواريء ان تجرد المواطن من كثير من حقوقه الدستورية مثل (حركة السكن ، الحرية الشخصية ، حرية الراي والتعبير ، الصحافة ، سرية المراسلات والحق في التجمع والاجتماع).

     ان مفهوم الحرية لايشتمل على الحريات المدنية والسياسية فحسب (اي التحرر من القمع بصورة عامة) بل يغطي تحرر الفرد من جميع العوامل التي لاتنسجم ومفهوم الكرامة الانسانية (مثل الجوع والمرض والجهل والخوف والفقر).

    ان اخفاق المواطن في تحقيق الديمقراطية في العديد من الدول العربية لايرجع الى اسباب ثقافية وسياسية وانما يعود الى التباين في البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتي عملت على قمع القوى الاجتماعية والسياسية والفاعلة القادرة على استغلال ازمة الانظمة التسلطية او الشمولية لصالحها او الغائها كليا وادى اقصاء هذه القوى الى انتزاع زخم الدفاع عن الحركة الديمقراطية وهذا يتطلب من المثقفين والنشطاء من منظمات المجتمع المدني التي بدات تنمو في بعض الدول العربية ان يتصدروا النضال ومسيرات المطالبة بالحرية والحقوق المدنية لشعوبهم ولعل العبء الاكبر في تحقيق هذا التحول يقع على عاتق النخب من الاحزاب التقدمية والنشطاء المدنيين وتوحيد صفوفهم ليشقوا لهم طريقا سلميا وسطيا ولاينصاعوا لسطوة اهل السلطة والثروة ويبتعدوا عن طريق الياس والعنف الذي يجنح اليه كثير من الشباب غير الواعي والذي أغلق في وجههم سبل العيش والتحرر السلمي الفعال لكي تتظافر جميع جهود هذه النخب الخيرة من اجل بناء دولة ديمقراطية مدنية تحقق العدالة والرفاه للمواطنين وتخلصهم من الاحباط والياس والجوع والخوف من الفقر.  
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media