هل بقي الغادر المتواري وحزبه (بيضة القبان) كما يصفون في تشكيل الحكومة المركزية؟
    الأثنين 18 يونيو / حزيران 2018 - 15:02
    وفيق السامرائي
    خبير ومحلل عسكري ستراتيجي عراقي مغترب
    [[article_title_text]]
    يخطئ الغادر المتواري /شمال غرب/ اذا ظن أنه سيكون بيضة القبان ( وهو تعبير دُرج عليه من مصطلحات انحدار السياسة في زمن محاصصات بريمر) في مساومات ومداولات تشكيل الحكومة، فمن ينحدر الى درجة السخرية لاعودة له إلى مواقع التأثير. 

    السجل السيء لا تمحوه مصالح السياسيين؛ لأن سلطة الشعب عموما والكادحين تحديدا تزداد قوة وتأثيرا. 

    الكرد جزء من النسيج العراقي يصيب كتلهم ما يصيب غيرها من العراقيين إن لم نقل بأن الأحزاب الكردية تقاتلت فيما بينها قبل عقود على نطاق واسع غير مسبوق عراقيا، وذلك بسبب مسعود وأبيه. 

    فرض الهيمنة التي سعى الى تطبيقها مسعود على الشعب الكردي فشلت فشلا ذريعا منذ ثورة القائد الوطني الكردي المرحوم ابراهيم احمد والرئيس الراحل الطالباني على سياسات ابيه الكارثية والسلطوية قبل أكثر من نصف قرن.

    رفعه شعار حدود الدم ظنا منه استحالة عودة العراق، وتخاذل ميلشياته ودورها المريب في سقوط الموصل وهزيمتها الشنيعة أو انسحابها المهين أو التآمري أمام تقدم الدواعش على سنجار وتسبب ذلك في سبي آلاف من حرائر اليزيديات، والتصرف المهين لمفارزه مع جنود وضباط اضطروا الى الانسحاب الى الاقليم ليلة مؤامرة سقوط الموصل الذي كان لسلوكه سبب فيه وتجريدهم من تجهيزاتهم وأسلحتهم ومعداتهم قبل أن يستدير عليه الدواعش بعد أن فشلت كل مخططاتهم ومخططات أهلهم التكفيرين في اقتحام بغداد، وفتحه مناطق نفوذه أمام الهاربين والمطلوبين والمغطين لداعش إعلاميا، واصراره على الاستفتاء بهدف تفتيت العراق، وتدفق ارهابيين من مناطق نفوذه جنوبا، وتنسيقاته العلنية والسرية مع السعودية وغيرها خارج الاطار المركزي للدولة، كلها صفحات سجل ومحطات سوداء لا يمكن تجاهلها أوطيها من قبل أي من الكتل والتحالفات السياسية، يضاف الى ذلك الضعف الشديد الذي اصاب حلفاءه من أحزاب وسياسيين عراقيين.

    الاتحاد الوطني والاحزاب الكردية الأخرى ليست مستعدة تحت أي ظرف أن تقدم أفضلية لحزب مسعود وعائلته، والقيادات الشابة تنتزع المبادرة بشكل واضح وقوي. 

    إذا، لا مجال قطعا لغطرسة الغدر، ومهما حصل في دهوك خلاف المعطيات فلا عودة لما كان ابدا. 

    (ولا قبان ولا بيضة) بعد الآن ولاشيء غير المعطيات الواقعية في المعادلة الوطنية،

    وسيبقى الغادرون أوهن من بيت العنكبوت حتى تحين ساعة الحساب وتدخل سلطات المركز مواقعه المخابراتية في سره رش والمنافذ كافة في وقت لن يكون بعيدا ووقف شفط النفط، ولن يتخلى الشعب عن فرض سلطة الدولة لمنع التآمر والانفلات مجددا، ولا حج ولا حجيج الى هناك، فالحج السياسي في بغداد والنجف/ الحنانة حصرا، والمغارات في جبال الشمال لا تحصى لمن اعتادوها زمن هروب كبير العصاة، وغير هذا هراء.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media