أملنا كبير بـ (رايات سائرون)
    الثلاثاء 19 يونيو / حزيران 2018 - 13:19
    محمد موزان الجعيفري
    اعتاد النظام السابق ان يختار عناوين لحروبه المتعددة والكثيرة ولم يجد عنوانا مناسبا للمعركة الاخيرة التي اطاحت به وبنظامه الا تسميتها ب ( ام المعارك ) ، وللنظام الحالي وكياناته المتحاصصة ايضا فأن له توصيفاته وتسمياته التي تصل الى حد السخرية القاتلة.....
    ماجرى منذ عام 2003 وماسيجري من تبعات اخرى كلفتنا التضحيات الجسيمة بالارواح والاموال والسمعة الدولية وهدر كرامة الانسان العراقي وضياع هويته وانتهاك ابسط حقوقه واستهداف اخلاقياته والتي مارسها من خلال السياسات الفاشلة المتوالية من الازمات التي خربت البلاد واذلت العباد وسجلت اعلى الارقام بين دول العالم في الفساد والفشل بالادارة وانعدام الادارة الوطنية المخلصة واستبدالها بالمحاصصة والصراع والتقاتل على مغانم السلطة.

    وصدق من قال ان الهموم تثير السخرية والضحك كالطير الذبيح الذي يرقص ويرتجف رجفة الموت الاخيرة ، وقد مرت علينا في العقود الاخيرة سنوات عجاف كأنها الدهور وأطلت علينا وجوه لحكام ومتنفذين ( ليس فيها من نور الرحمن من شيء ) ولم نجد لها شبيها او مثيلا في الحكومات الشرقية والغربية وحتى في قصص الف ليلة وليلة حين يصفى الحمال المعدم ليلامس مصباح علاء الدين ويظهر له المارد الجبار فيقول له ( شبيك لبيك مولاي .. اطلب ماتتمنى ... ف انا عبدك بين يديك)

    هل تعلمون ان هذا المارد اليوم هو (الديمقراطية) التي خصصت لحاشية الحكومة وعصاباته من الثروات والمناصب مما لاتتصوروه في الاحلام وماعجز عنه المارد الجبار لتحقيقه مقابل انتزاع ابسط مقومات الحياة عند عموم الشعب ودليلنا عند اجراء مقارنة لكل مسؤول في الحكومة ومجلس النواب قبل وبعد ظهور اثاره الذي زرعه الامريكان سنرى العجب ونقر الصيام في شهر رجب!!!!

    واخيرا سنقول ، مرت علينا فصول من الازمات والصراعات بين الاخوة والاعداء تستحق كل معركة منها ان نطلق عليها تسمية او عنوان واذا مااردنا تصنيف مهزلة الانتخابات الاخيرة من مراحل القانون المجحف والمفوضية المتحاصصة والتزوير الى حرق مخازن صناديق الاقتراع فلن نجد تسمية اكثر دقة غير وصفها ب (ام المهازل) التي سقطت فيها ورقة التوت ، ولم يعد هنالك من حل سحري لادارة هذه القضية فهي على حد تعبير المصريين (فضيحة بجلاجل) اشتركت فيها الاطراف السياسية بكل اطيافها الحكومية والاجهزة الامنية المكلفة بحماية المخازن والمفوضية المستقلة للانتخابات المتهمة بالتزوير وخيانة الوطن ، ولاندري هل بعد ذلك ستمر علينا مهزلة اكبر تجعل حتى الشهداء يهربون من قبورهم بحثا عن وطن جديد ترقد فيها اجسادهم بسلام وامان.

    العراق جميل وعريق لوثه الجهلة واللصوص المتسلطين وربما ، ربما ، ينتفض الشعب لتخليص البلاد من هؤلاء الطغمة الفاسدة التي هدمت البلاد لان الشعب اصبح ( موتى بلا قبور ) الذي ارتضى الذل والهوان واغتيال الشرفاء من ابناءه وسرقة ثرواته في عز النهار ، بحجة الولاء ، ومازال يصفق ويردد الموال ( بالروح بالدم نفديك يافلان) ولكن برغم هذا الوضع المرالذي تمر به البلاد ارتفعت رايات سائرون في سماء الوطن ببرنامجها الاصلاحي الوطني ورجالها الشرفاء والتف حولها كل الوطنيين والمؤمنين بالتحول الديمقراطي متمنين لهذا الوطن الاستقرار والحياة الرغيدة ، ليلوح لنا في الافق بصيص يضيء هذا الظلام نحو بناء وطن حر خالي من الاضطهاد يسوده الامان والعدالة الاجتماعية.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media