ثورة الجياع قادمة
    الثلاثاء 19 يونيو / حزيران 2018 - 13:37
    محمد موزان الجعيفري
    كثر الحديث عن الحلول الاقتصادية والاجتماعية لازمات العراق كما يفعل الكثير من خبراء البرامج التلفازية الحوارية اليوم بالحديث عن كل شيء وخاصة عن ازمة المياه حتى بات العراق مهدد بالجفاف .

    لماذا ثورة الجياع ؟ ولماذا 2020 تحديداً ؟ كما يتنبأ بها المختصون بكملة بسيطة ان الحكومات العراقية منذ مجلس الحكم العتيد ذهبت الى نادي باريس لتسوية ديون حروب نظام صدام اللعين التي يطلق عليها وصف ( الذيول الكريهة ) وكانت بحدود 140 مليار دولار , وتمت التسوية بتخفيضها مقابل وصية لتمويل النظام الاقتصادي العراقي عن نظام السوق المملوك للدولة الى نظام السوق المفتوح لكن ثورة اسعار النفط آنذاك ما بين 2005 حتى عام 2013 لم توظف من قبل الحكومة العراقية لأحداث هذا التحول المنشود بل لم تستطع الحكومات المتعاقبة الخروج من مظلة الفساد والمحاصصة وانتهى الامر مع انهيار اسعار النفط الى تجاوز ديون الخط الاحمر وفقاً لمؤشرات صندوق النقد الدولي وهي بحدود 135 مليار دولار يدفع عنها خدمة دين بحدود 18 مليار سنوياً وهنالك حقوقاً للشركات النفطية التي اتفق معها فيما بعد عرف بعقد المشاركة نسبة ارباحها المقطوعة من قيمة برميل النفط المنتج وليس من نسبة السعر وتقل هذه النسبة في بعض العقود الى 20 دولار عن كل برميل فيما سعر برميل النفط مهدد بالانهيار عام 2020 نتيجة لاتساع انتاج السيارات الكهربائية بنسبة 6 بالمئة من الاستهلاك في الدولة المتقدمة والنامية واحتمالات توقف الولايات المتحدة الامريكية والصين واليابان والنمور الاسيوية من استيراد النفط بشكل تدريجي حتى التوقف الكلي عنه خلال خمسة الى عشرة اعوام ما بعد 2020 وبذلك يكون لسعر برميل النفط قيمة تذكر , وتشير دراسات وكالات الطاقة العالمية الى ان الانتاج النفطي العالمي يبلغ ذروته بين اعوام 2010 و 2020 ثم بعد ذلك يبداً العد التنازلي والهبوط غير القابل للتراجع كما تقدر معظم الدراسات ان عمر النفط المتبقي لا يتجاوز الخمسين عام يصاحب المشروعات الصناعية والاقتصادية والخدمات الاجتماعية فيما قدر النقد الدولي حجم خسائر الدول الخليجية مابين 300 الى 500 مليار دولار جراء ازمة النفط المقبلة مما يفرض عليها الصرف من مدخرات صناديق الشعب ويظهرون المسؤولين المتنفذين امام الشعب مبتسمين على التلفاز بالجلسات الحوارية مؤكدين ان الشعب هو من انتخب تلك الحكومات التي ادت سياساتها الفاشلة الى ان يكون وضع البلد في ازمة بعد ازمة وان على الشعب ان يتحمل خياراته مظللين الرأي العام بدعايات المذهب والعشيرة والقومية , وصدق الشاعر الكبير الجواهري " نامي جياع الشعبِ نامي ..... حرستكِ اله الطعامِ " 

    أهكذا يستهين هؤلاء الفاشلين بالشعب ومقدراته ولم يدر ببالهم ان ثورة الجياع قادمة لتكنسهم الى الابد وترميهم في مزبلة التاريخ .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media