"اول" متجر لبيع المشروبات الكحولية في الشرقاط يثير جدلا كبيرا
    الجمعة 22 يونيو / حزيران 2018 - 10:02
    [[article_title_text]]
    (السومرية نيوز) بغداد - شهدت مدينة الشرقاط (125 كم شمال مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين)، افتتاح متجر لبيع المشروبات الكحولية هو الأول من نوعه في محافظة صلاح الدين، بعد ان قدم مواطن مسيحي يدعى (هرمز) طلبا إلى الإدارة المحلية في القضاء في وقت سابق والتي ابدت موافقتها ليتم افتتاح المتجر في كورنيش المدينة .

    واثار المتجر جدلا كبيرا بين الأوساط المحلية تراوحت بين القبول والرفض والاستنكار، حيث رحب البعض بالخطوة وعدوها نوعا من الانفتاح وممارسة الحريات الشخصية، لافتين إلى أن هكذا مشاريع توجد في العاصمة بغداد او في مدن أخرى في إقليم كردستان وغيرها دون أن يعترض احد على الأمر، فيما أكد آخرون أن المشروع يدل على وجود وعي مجتمعي إضافة إلى أنها مؤشر على تحسن الوضع الأمني في المدينة. 

    المواطن (س _ خ) رفض الكشف عن اسمه، وهو أحد زبائن المتجر يقول ان المشروع مرحب به ويشهد إقبالا كبيرا من قبل الزبائن التي تقتني ما تريد من تلك المشروبات بعد ان كانت تباع بشكل سري وبأسعار عالية جدا وتقتصر على أنواع محدودة بعضها رديء ومغشوش يسبب الإدمان للمتناولين فيما اتاح حرية الاختيار للمقتنين الذين يجدون مختلف أصناف المشروبات الروحية وبأسعار مناسبة .

    مواطنون محليون ورجال دين أبدوا اعتراضهم على المشروع عاديه حالة من "التسيب والانحلال" كون الطابع الديني و العشائري مايزال هو السائد في المدينة. 

    ويقول (م_ ا) وهو رجل دين، ان الاسلام حرم بيع وتناول المشروبات الكحولية وبما أن جميع سكان المدينة من المسلمين فيجب ازالة هذا المتجر كونه يتنافى مع القيم الدينية التي تربى عليها الشرقاطيون ملقيا باللائمة على الإدارة المحلية في القضاء التي سمحت بإفتتاح المتجر مؤكدا أنه سيصبح بؤرة للمشاكل او متسببا فيها بعد ان أتاح الفرصة للكثيرين لتعاطي الكحول جهارا نهارا. 

    واشار الى أن السكارى سيقودون سياراتهم وسط إحياء أحياء المدينة السكنية بسرعات عالية جدا وهذا ما قد يسبب حواث تذهب ضحيتها المواطنين، مؤكدا أن صاحب المشروع هو رجل من أهالي المدينة لكنه طلب من مواطن مسيحي تقديم الطلب لكي يكون غطاء على هذا المشروع. 

    اما (ع _ س) وهو أحد شيوخ ووجهاء العشائر في الشرقاط فقد اشار الى ان هكذا خطوة من شأنها أن تقود إلى خطوات أخرى تتسبب في حالة من ابتعاد مجتمع الشرقاط عن قيمه العشائرية الاصيلة والتي كانت وماتزال إحدى مناقب الشرقاطيين. 

    ويرى (علي البيدر ) وهو كاتب وصحفي من مدينة الشرقاط ان هكذا مشروع يخلق حالة جديدة من "المدنية" في ربوع المجتمعات (الراديكالية) التي كانت تسير في طريق أحادي طيلة المراحل السابقة ويعزز من فرص التنوع الفكري بعد أن كان الطابع العشائري والديني مهيمنا على المدينة حتى جعلها تتراجع أيديولوجيا على الأقل.

    ويرى البيدر ان المدنية هي الوسيلة الوحيدة في العصر الحالي لتجاوز جميع الأزمات التي كان سببها التطرف الديني و العشائري اللذان اوصلا البلد لمرحلة الصراع، ويضيف البيدر ان مدينة الشرقاط اليوم تتيح ممارسة الحريات على أكمل وجه فمن يريد الذهاب لمتجر الخمور لا يوجد من يمنعه من ذلك ومن يريد اللحاق بأمام المسجد سيجد الطريق سالكا إليه كما يقول البيدر الذي أكد أن الدستور والقوانين العراقية النافدة لا تتعارض مع الفكرة.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media