حكومات السلب والنهب .. وثورة المظلومين
    الأثنين 16 يوليو / تموز 2018 - 15:58
    حيدر عبد الحسين الشيخ
    كانت الاحتجاجات التي انطلقت شرارتها من بصرة الفيحاء يوم 8-7-2018 نتيجة الظلم والقهر وسوء الخدمات  لتنتشر بعدها في بقية محافظات العراق الجنوبية هي نتيجة لتراكم العطالة والبطالة التي اغرقت الشعب وكذلك ضياع تام لحقوق اليتامى والجرحى والشهداء الذين ضحوا بدمائهم من اجل كرامة هذا البلد.
    لليوم الثامن على التوالي ولازالت الاحتجاجات السلمية الغاضبة تطالب بالحقوق والخدمات ومحاسبة السراق والفاسدين في الحكومة الذين دمروا العراق بسرقاتهم وافقروا قرابة ثلاثين مليون انسان.
    البصرة مدينة السياب، مدينة العلماء والكتاب والمثقفين، مدينة النفط والخيرات، مدينة الطيبة والكرم ،لازالت تعيش اوضاع مأساوية من سوء خدمات من كهرباء وماء الى انتشار الامراض والاوبئة نتيجة تراكم  النفايات بين احياء المدينة ، المدينة التي تصدر باليوم قرابة ثلاثة ملايين برميل يوميا لم تحصل على شيء من خيراتها سوا الدخان الاسود وانقطاع الكهرباء في الصيف الحارق مع ارتفاع الملوحة والرطوبة.
    لقد ضاق العراقيون ذرعا من الاوضاع المأسواية على مدار 15 عاما ولم يعد بإمكانهم تحمل المزيد من الالم والكبت والسكوت عن السارقين والاحزاب السياسية المتنفذة ، لم تجلب حكومات العار والغدر والخيانة سوى القتل والدمار والطائفية وانعدام ابسط الخدمات الاساسية، هذه الحكومات قد دمرت المواطن العراقي وجعلت منه بلا كرامة نتيجة الطائفية والمحاصصة المقيته وسرقة المال العام لدعم الاحزاب والمنافع الشخصية الضيقة.
    لن يسكت الشباب العراقي الذي امتلأ قيحا والماً من هذه الحكومات الفاشلة التي لم تراعي يوما ما تنشده صرخات اليتامى والمعاقين وعوائل الشهداء..
    فـ شباب اليوم يعيشون حالة مأساوية من خريجين واصحاب حرف فلا مستقبل امامهم ولا امل من هذه الحكومات السارقة.
    نعم هنالك من يخرج على الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ويهرج ويحاول تشوية "ثورة المظلومين" على انها ثورة مندسين يقودها ازلام البعث واعداء العراق محاولة فاشلة من الفاشلين وذيول الاحزاب المتنفذة لحرف البوصلة وتشتيت الرأي العام، خابوا وخسئوا " انها ثورة العراق الحر الابي على الظلم والطغيان ،ثورة عفوية تطالب بالخدمات وتحسين الواقع المعيشي ليس اكثر من ذلك.
    لم يعد بإمكان هذا الشعب المظلوم تحمل المزيد من الاوضاع المزرية فإرتفاع درجات الحرارة الحارقة في الصيف وانعدام الكهرباء والماء اضافة الى انتشار الامراض والاوبئة نتيجة تراكم البرك من مياه الصرف الصحي واكوام القمامة المنتشرة في كل مكان جعل هذا الشعب يتمنى الموت على ان يعيش في ضل هؤلاء السارقين الفاسدين.
    على مدار خمسة عشر عام لم يذق العراقيين طعم الراحة فالاموال التي كان من المفروض ان تخصص لمشاريع التنمية والبناء والاعمار قد سُرِقت كلها ووزعت بين الاحزاب لبناء قصورهم الفارهة في دول اوربا وغيرها فلاخوف ولا خجل من تسمية هذه الاحزاب، فالاحزاب الفاسدة والسارقة التي سيطرت على مدينة البصرة من حزب الفضيلة، الى حزب الدعوة ثم المجلس الاعلى جميعهم تآمروا على الشعب البصري لا بل كل الشعب العراقي فقد هدرت الاموال وسرقت واودعت في البنوك خارج العراق، ليُترك بعدها الشعب العراقي يواجه المصير القاسي والمر.
    من يعرف البصرة جيدا ومن يعرف انها تمول قرابة 80% من موازنة العراق العامة سيُصعق حينما يشاهد هذه المدينة متهالكة لا تمنية ولا بناء ولا اعمار ولا مدارسة تتلائم مع الوقت الحاضر ولا ولا ولا…… لانستطيع احصاء ماتحتاجه البصرة او غيرها من مدن جنوب العراق فالالاف من مليارات الدولارات التي كان من المفترض صرفها للتمنية والاعمار في المدن قد تبخرت جميعها خصوصا في ضل حكم حزب الدعوة المجرم وحزب الفضيلة السارق وحزب المجلس الاعلى الغادر.
    لم يعد بإمكان الناس تحمل المزيد من الواقع المؤلم فقد انتفضت ميسان بعد البصرة ثم ذي قار والمثنى ثم الديوانية وبابل وكربلاء والنجف وغيرها انها ثورة العطالة والبطالة وصرخة اليتامى وعوائل الشهداء و لن يسكت الناس بعد اليوم ولم تعد الشعارات التي كان ينادي بها قادة الاحزاب المجرمون تنطلي عليهم من تصريحات طائفية مقيتة الى المناداة بالاصلاح فالمؤمن لايلدغ من جحر مرتين ..
    الكلمة الان للشعب وبيدهم مفتاح التغيير الحقيقي ولا مجال للتراجع ولإِسترداد الحقوق المسلوبة ومحاسبة الفاسدين والسراق..!!
    نصر الله هؤلاء المظلومين على الاحزاب الظالمة والسارقة.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media