ان من يحكم العراق بعد إسقاط مجرم العصر الجرذ الهالك صدام حسين لم يكن ولن يكون أقوى ولا اذكى منه لذلك فلا يتوقع او يحلم انه ومن يواليه سوف يبقى متمسكاً بالكرسي المغري الزائل . لذا فعلى حكام العراق واخص منهم من كان ضمن صفوف بعض الأحزاب التي قارعت نظام الاستبداد وناضلت وضحت وقدمت الكثير من الشهداء في سبيل تحرر العراق والعراقيين من ربقة مجرمي حزب البعث الفاشي ، أقول عليهم ان يتعظوا مما جرى للبعثيين ورئيسهم المقبور الذي ناصب العداء للعراقيين ولكل الخيرين الذين لا يرتضون افعالة المنافية لكل الأديان والقوانين والاعراف . والاتعاظ بالغير دليل عقل وحكمة لانه يمنع ما لا يحمد عقباه قبل ان يحدث وحينها لا ينفع نادم ندمه ولات حين مندم ، وقد قيل قديماً : العاقل من يتعظ بغيره والأحمق من يتعظ بنفسه ، وحين يصل الاتعاظ بالنفس يخسر المتعظ كل شيء . لذا فالواجب على كل منتسبي احزاب السلطة الانتفاض على كل من ساهم من أحزابها في الفساد والسرقات وتخريب الوطن ومحاسبتهم والتبرؤ منهم وان اقتضى الامر تبديل قياداتهم والثأر لاحزابهم ولشهدائهم الابرار وبذلك يصونوا احزابهم ووطنهم ويُفرحوا ارواح شهدائهم ويفوزوا برضا الله تعالى وحب شعبهم . وليعلم حكام العراق ومن آزرهم ان في العراق شعباً ابيّاً إن صبر هذه المدة فإنما صبر ليعطي الفرص الكبيرة للمتصدي ولكنه لا يصبر لما لا نهاية ولا يصبر على الفساد والسرقات وتدمير الوطن ، وان استمر الحال على ما هو عليه فسوف يزلزل الارض تحت اقدام الطغاة ولات حين مناص من الحساب العسير ، وان غداً لناظره قريب  واعذر من انذر …

عبدالمجيد الدجيلي