التَّظاهُرات المطلبيَّة لا تعتَدي على أَحدٍ!.. أَلجُزء الأَوَّل
    الأثنين 16 يوليو / تموز 2018 - 16:39
    نزار حيدر
                لِوكالةِ [مِهر] للأَنباء؛
                                 
       تَوطِئة؛
       أَجرت المُحرِّرة في وِكالة [مِهر] للأَنباء الزَّميلة شيرين سمارا الحوار التَّالي عن واقع التَّظاهرات الحاليَّة التي يشهدها العراق وما ستؤُول إِليه الأُمور.
    أَدناه نصُّ الحِوار؛
       س١/ ما هي الأَسباب الرئيسيَّة التي أَدَّت إِلى خروج الشَّعب العراقي منذ أَيَّام إِلى الشَّارع وتصاعُد وتيرة التَّظاهرات؟!.
       أَلجواب؛ لقد تراكمَ الغضبُ الشَّعبي عند الشَّارع بسبب الفشل المُرعب الذي مُني به العراق جرَّاء فساد الطَّبقة السياسيَّة الحاكِمة التي ثبُت بالتَّجربة أَنَّها لا تُعير أَيَّة أَهميَّة أَو إِنتباه للشَّعب ومعاناتهِ الحياتيَّة اليوميَّة! ولذلك لا تبذل جُهداً يُذكر لإِنجاز ما يحقِّق الحياة الحُرَّة الكريمة للعراقيِّين وإِنَّما كلَّ همِّها هو السُّلطة وامتيازاتها!.
       العراق بلدٌ غنيٌّ بكلِّ المقاييس فلماذا يعيشُ أَهلهُ الفقر والأُميَّة والمرض وإِنعدام أَبسط مقوِّمات الحياة الحُرَّة الكريمة؟!.
       وفِي نفس الوقت فإِنَّ العصابة الحاكِمة تنعم بكلِّ أَسباب ومقوِّمات الرفاهيَّة هي وأُسَرِها ومَن أَعلن الولاء والطَّاعة لها!.
       وهذه ليست المرَّة الأِولى التي يتظاهر بها الشَّارع مُطالباً بحقوقهِ الدُّستوريَّة المشروعة فلقد شهدت البِلاد آلاف التَّظاهرات المطلبيَّة خلال السِّنين التي أَعقبت التَّغيير عام ٢٠٠٣ وإِلى الآن، ومن أَقصاه إِلى أَقصاه لكن يبدو أَنَّ العِصابة الحاكِمة لازالت تعيش في أَبراجِها العاجيَّة فلا تهتمَّ بكلِّ ذلك بعد أَن {جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا}. 
       س٢/ ما هو سبب إِقتحام وحرق المُتظاهرين لمكاتب بعض الأَحزاب السياسيَّة الحاكِمة؟!.
       أَلجواب؛ حسب معلوماتي فإِنَّ عمليَّات الإِقتحام والحرق التي طالت مقار بعض الأَحزاب السياسيَّة الحاكِمة وكذلك لدُور عدد من السياسيِّين هي تصفية حسابات من جهةٍ وهي من عَمَلِ الأَحزاب ذاتها ضدَّ بعضِها البعض الآخر من جهةٍ ثانيةٍ! إِذ ليسَ من طبيعةِ التَّظاهرات المطلبيَّة التعدِّي بالإِغارة والحَرق.
       أَتمنَّى على السُّلطات المعنيَّة التَّحقيق في هَذِهِ الحالات لكشفِ المُحرِّض الحقيقي من أَجل أَن لا يبتلي البعض المواطنين السلميِّين في مثل هذه الأَعمال! وليقف الرَّأي العام على هوَّية الفاعل الحقيقي لكلِّ هذه الغارات وعمليَّات الحرق والنَّهب!.
       وللتَّذكير فقط أَودُّ أَن أُشير إِلى أَنَّهُ في كلِّ مرَّةٍ يتظاهر فيها المواطنُون في هَذِهِ المُحافظة أَو تلك ويتم خلال التَّظاهر الإِعتداء على مقارِّ بعض الأَحزاب السياسيَّة الحاكِمة يتبيَّن فيما بعد أَنَّ ذلك من عَمَلِ أَنصار وأَزلام هذا الحزب ضدَّ الآخر!.
       طبعاً هذا لا يُلغي إِمكانيَّة إِنجرار بعض المُتظاهرين وراءَ العقل الجمعي لهؤُلاء فيفعلُون مثلهُم ويشاركُون في الغاراتِ والحرقِ! فضلاً عن وجود المُندسِّين في كلِّ تظاهُرةٍ! لكنَّ أَصل الأَمْر هو من عَمَلِ الأَحزاب السياسيَّة الحاكِمة ضدَّ بعضها من خلالِ تحريك عناصرِها خُفيةً ومن وراءِ جُدر!. 
       س٣/ لماذا اختارَ عددٌ من المُتظاهرين مطار النَّجف الأَشْرَف هدفٌ لإِقتحامهِ؟! ما دلالات ذلك؟!.
       أَلجواب؛ لم أَتثبَّت بعدُ من هويَّة الذين اقتحمُوا المطار، ولكنَّني أَعتقدُ أَنَّ وراءَ ذَلِكَ دافِعَين؛
       أَلأَوَّل؛ هو أَنَّ الشَّارع يعتقدُ بأَنَّ الأَحزاب هي التي تُسيطر على المطار وليس الدَّولة [وهذه حقيقةٌ لا يُجادلُ فيها أَحدٌ] ولذلك أَراد المُقتحمُون إِيصال رسالة لهذهِ الأَحزاب تُنذرهُم بالعواقبِ الوخيمةِ إِذا استمرُّوا على هذا الحالِ.
       الثَّاني؛ أَنَّ الشَّارع لم يلمس أَيَّة آثار إِيجابيَّة لعوائدِ المطار على حياتهِ اليوميَّة فكلُّ إِيرادات المطار، وهيَ هائلةٌ جدّاً بِلا شك، تعودُ بالنَّفع على الأَحزاب المُتحاصِصة في إِدارتهِ!.
       طبعاً؛ من نافلةِ القَول التَّذكير هُنا بأَنَّ عمليَّة الإِقتحام مُدانة بكلِّ المقاييس وفِي نفس الوقت فإِنَّ سيطرة الأَحزاب الفاسدة على عائدات المَطار هُوَ الآخر عملٌ مُدان ومُستقبح بكلِّ المقاييس!.
       إِنَّ التَّظاهرات المطلبيَّة لا تعتدي على أَحدٍ لأَنَّها إِذا اعتدت على شَيْءٍ فإِنَّما تُدينُ نفسها وبالتَّالي تصطفَّ بذلك إِلى جانب الأَحزاب الفاسدة والفاشِلة! فالمرافقُ الحيويَّة العامَّة هي ملكُ الشَّعب فإِذا سطَت عليها الأَحزاب الفاسِدة فهذا لا يعني أَنَّها أَصبحت جُزءً من أَملاكِها الخاصَّة بل يجب إِسترجاعها لمالكِها الحقيقي [الشَّعب] وَلَيْسَ تدميرها وتخريبها!.
       ١٥ تمُّوز ٢٠١٨
                                لِلتَّواصُل؛
    ‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
    ‏Face Book: Nazar Haidar
    ‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
    ‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media