تموز المجيد.. ذو الحر الشديد
    الثلاثاء 17 يوليو / تموز 2018 - 16:28
    أحمد عداي
    "يا هلا بحلو المعاني   ومرحبا بتموز إجاني" 
    رددناها كثيراً، مع الراحل (نسيم عودة)، إلى أن صدق تموز، أننا حقاً نشتاق إليه، لذلك يأتي كل سنة، أحر مما كان في سابقتها، كي يعوض أشهر الحرمان.
    كل بداية صيف، تعمد وزارة الكهرباء، على التقليل من ساعات التجهيز، كي نختلي فترة أكبر مع أشهر الصيف الجميلة، و خصوصاً ( حلو المعاني) فترتفع حرارة اللقاء، حد الاستواء، فنذوب عشقاً به، ويذيبناً حباً.
    الغريب في الأمر، أن درجة الحرارة المرتفعة، التي يتمناها نصف طلبة السادس الإعدادي، لتعديها درجة النجاح، وتكفي لطبخ وجبة طعام؛ لا تكفي لرفع حرارة البرلمان، فيسرع في تمرير القوانين المهمة، و لا لزيادة حماسة الحكومة، في تنفيذ المشاريع الخدمية!
    بدأت الانتخابات التشريعية الجديدة، مع بداية الصيف، فوعدتنا المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، بأن إعلان النتائج سيكون أسرع من الوجبات السريعة، لكنها نست أننا ذواقة، ونحب الطعام على نار هادئة، فاعترضنا على النتائج الحارة كالصيف، وطالبنا بإعادة الطبخة، والإشراف على جميع المقادير، لعل الطبخة تعجبنا هذه المرة.
    إنتهت الفترة الدستورية، لعمر مجلس النواب، فأصبحت الحكومة بذلك، حكومة لتصريف الأمور اليومية، فتوقعوا منها أن تقوم ببعض الإنجازات الأخيرة كختام لمسيرتها ( مال تعزيلة) لكنها دخلت في سبات، غير آبهة لفساد القرارات المتكدسة، تحت حرارة تموز، لأنها قد حصدت الأرباح في الانتخابات، أما ما تبقى، فهو (فوك البيعة) أياً كان ما يأتي منه، فهو مقبول!
    شخصياً، خاب أملي بتموز المجيد، حيث ظهر أنه لا ينفع إلا للمناسبات الوطنية، وإقامة الدورات الرياضية؛ أما انضاج وتحفيز العمل، للإسراع في الإنجازات، فليس من اختصاصه.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media