[سُنَّة السُّلطَة] يَصطَفُّونَ طائِفِيّاً!
    السبت 18 أغسطس / آب 2018 - 19:46
    نزار حيدر

         لِقناتَي [بِلادي] و [اليَوم] الفَضائيَّتَين؛           
                
       أ/ إِنَّ الخطأ لا يُعالج بخطأ، فاذا كانت العِصابةُ الحاكِمةُ فاسدةً وفاشلةً فهذا لا يعني أَن نتمنى عودة العراق إِلى المربَّع الأَوَّل لنحلَّ مُشكلتنا معها ومع الواقع المرير الذي أَنتجتهُ لنا سياساتهُم وفسادهُم وفشلهُم.
        ب/ أَتمنَّى أَن يكون الوزير الجديد في الحكومةِ الجديدة وزير رئيس الحكومة وليس وزير الحزب الذي يبيع لَهُ الوزارة أَو يرشِّحهُ لها.
        ج/ إِذا لم ينقسم البرلمان الجديد إِلى كُتلتَين نيابيَّتَين واحدة حاكمة وأُخرى مُعارضة فلا تتحدَّثوا عن أَيَّةِ حربٍ على الفسادِ فمشاركة كلَّ البرلمان بالخكومةِ يستنسخ المُحاصصة وبالتَّالي يستصحب الفساد والفشل لأَنَّ المُحاصصة تُسقط المسؤُوليَّة، ولذلك ضاعتالدِّماء والأَعراض والفُرص والميزانيَّات الإِنفجاريَّة في عهد [القائد الضَّرورة] صاحب نظريَّة [بعد ما ننطيها]!.
        د/ مشكلتُنا في العراق ليست في طبيعة النِّظام السِّياسي، أَكان برلمانيّاً أَم رئاسيّاً؟! مركزيّاً أَم لا مركزيّاً؟! فلقد جرَّبنا كلَّ ذلك منذُ تأسيس الدَّولة العراقية الحديثة عام ١٩٢١ ولحدِّ الآن فكانت النَّتيجة واحدة!.
        وها نَحْنُ نجرِّب النِّظامَين الرِّئاسي [في الإِقليم] والبرلماني [في المركز] في وقتٍ واحدٍ! والنَّتيجة متقارِبة!.
        هذا يعني أَنَّ المُشكلة في العقليَّة وليست في أَيِّ شَيْءٍ آخر، ولذلك ينبغي تغييرها لتعتمد مفهوم الدَّولة بدل مفهوم السُّلطة.
        هـ/ للأَسف الشَّديد فإِنَّ الفساد الذي تغوَّل خطرهُ في البلاد لم يعُد يقتصر على شريحةٍ دُونَ أُخرى فلقد أَصبح الْيَوْم مرضاً مُجتمعيّاً.
        إِذا سأَلت أَي مُواطن ومهما كانَ موقعهُ في البلادِ؛ لماذا تسرُق؟! يُجيبُك بالقَولِ؛ وهل بقِيَت عليَّ؟!.
        إِنَّهُ بذلك يعترف بفسادهِ ويبرِّرهُ من دونِ رادعٍ، وهو يُقِرُّ بحقيقةٍ مفادها أَنَّ الكُلَّ سارقُون وفاسدُون فلماذا لا أَكون مثلهُم على قاعدة [حشرٌ مَعَ النَّاسِ عيدُ]؟!.
        هذا الفهم الأَعوج سببهُ غَيابُ الحسِّ الوطني فَلَو كان الوطن والشُّعور الوطني حاضراً في ثقافة المُواطن، أَيَّ مُواطن، لما أَجاب على السُّؤال بهذا الجواب الفاسد! إِنَّما سعى لأَن يكونَ نزيها بغضِّ النَّظر عن طبيعةِ الآخرين وما إِذا كانوا كَذَلِكَ أَم لا؟!.
        و/ إِنَّ الحربَ على الفسادِ بحاجةٍ إِلى حملةٍ وطنيَّةٍ يشترك فيها الجميع من دونِ استثناء! المرجعيَّاتُ الدينيَّة وخُطباءُ المنابِر والجُمعة والكُتَّاب والعُلماء والمثقَّفُون ومؤَسَّسات الدَّولة ومُنظَّمات المُجتمع المدني وكلُّ مواطن بغضِّ النَّظر عن موقعهِومقدارِ تأثيرهِ!.
        إِنَّنا بحاجةٍ إِلى حملةٍ وطنيَّةٍ لتغيير الثَّقافات واستبدالها بثقافةٍ تستند إِلى الحسِّ والشُّعور الوطني ليحرص المُواطن على المالِ العام كما يحرص على مالهِ وجَيبهِ وحساباتهِ المصرفيَّة ودَخَلِ أَبيهِ وأُسرتهِ!.
        ز/ كم أُحاول أَن أَقنع نفسي لأُصدِّق الشِّعارات والكلام المعسُول الذي نسمعهُ يوميّاً من زُعماء الكُتل السياسيَّة بشأن تجاوزهُم للمُحاصصةِ والتَّخندقات الطائفيَّة والعُنصريَّة وسعيهِم لتشكيلِ حكومةٍ جديدةٍ بكلِّ معنى الكلِمة همُّها خدمة البلاد وتأمين حقوقالمُواطن في تحقيقِ الحياةِ الكريمةِ!.
        لا أَستطيعُ تصديقَ كلَّ ذلكَ لأَنَّ الوجوه هي نفس الوجوه والعقليَّة هي نفس العقليَّة فكيف سيحقِّقُون لنا التَّغيير المرجو يا تُرى؟!.
        ح/ أَتمنَّى ان لا يُعوِّل المواطِن كثيراً على الوجوهِ الجديدة والطَّاقات الشَّابَّة التي فازت في الإِنتخابات النيابيَّة الأَخيرة لتحقيق التَّغيير المرجو! فالزَّعامات نفسها! وكلُّنا نعرف جيِّداً أَنَّها تتعامل مع [الطَّاقات الشَّابَّة والجديدة] [كراعٍ يهشُّعلى غنمهِ في حضيرةِ الحيوانات]!.
        ط/ للأَسف الشَّديد فإِنَّ [السياسيِّين السُّنَّة] أَوَّل من خضعَ لضغط الطائفيَّة وضغط دُوَل الجِوار بإِعلانهم عن تحالفهِم الجديد الذي جمعَ القادة السُّنَّة واستثنى [الشِّيعي] الوحيد في تحالُفاتهِم! وهذا أَكبرُ دليلٍ على أَنَّ إِصطفافهم هَذِهِ المرَّة كذلكهو إِصطفافٌ طائفيٌّ وَلَيْسَ وطنيّاً!.
        وبذلكَ يكونُون أَوَّل مَن دقَّ المِسمار الأَوَّل في نعشِ الكُتلة [العابِرة] المزعُومةِ!.
        ١٦ آب ٢٠١٨
                                لِلتَّواصُل؛
    ‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
    ‏Face Book: Nazar Haidar
    ‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
    ‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media