فاقدوا الشيء لايعطوه مطلقا
    السبت 18 أغسطس / آب 2018 - 19:51
    محمد موزان الجعيفري

    عندما تفجرت الاحتجاجات في العراق متاخرة عن موعدها عشر سنوات قالت الحكومة سنلبي طلبات المحتجين في كلام من الصعب تصديقه حتى انه صدر من جهات رسمية تمسك بامور الحل والعقد في البلاد المتعبة ، ذلك ان تلبية المطاليب المشروعة يتطلب عملا استراتيجيا لاتتوافر ظروفه او فرصة او لادارة سياسية للنظام العام في تحقيقه وهو ليس بحجم الحكومة مهما كانت وانما هو بحجم النظام السياسي والمجتمعي .. هل فات القطار حقا كل المحطات التي من الممكن ان يمروا بها اعمال بناء العراق بما يضمن له بنية تحتية موجودة في دول متواضعة في العالم الثالث ولااقول بلاد نفطية غنية !


    اكاد اجزم ان القطار قد فات وان الفرص اعطيت واستنفدت من سنوات بعيدة والسبب في فوات الاوان عن الاصلاح الحقيقي في البلاد اذ ان ثقافة الاصلاح لاتتوفر في العملية السياسية المبنية على اساس انغلاق حزبي ومصلحي تنافسي منذ ان وصلت الى مراكز الحكم المختلفة من خلال عققد ونصف العقد من الفترة المظلمة التي دخل فيها العراق بفضل الاحتلال الامريكي الذي فشل في ان يرتقي الى مرتبة الاحتلال وبي يتخبط في فوضى صنعها بنفسه ثم اورثها القوم المحليين من بعده من دون خطة طريق للنهوض بالبلد والاصعب والاقسى ان ماجرى لم يعقب التفكير بنقل العراق من وضعية الفوضى الى البناء والنهضة .


    الان الشعب صبر تحت مبررات ومسوغات وظروف خارجة عن ارادته وتحت شعار ( صوت المعركة يعلو ولايعلى عليه ) ثم انفجر حين اكتشف كل صفحات اللعبة التي جرت على راسه كان اقوى اثرا من الارهاب ذلك كان الرحم الولود للارهاب من دون منازع ، اولا الاصلاح فات ومن المستحيل ارجاعه مع الادوات والعناصر والمفاهيم والشخوص المتداولة الان ، لان فاقدوا الشي (لايعطوه مطلقا) فكيف اذا كانوا هم ناهبي ذلك الشعب فهل يقرون بجريمتهم ويعيدون الحق لاصحابه .

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media