معركة غاليبولي
    الأثنين 20 أغسطس / آب 2018 - 02:50
    د. ميسون البياتي
    في العام 1845 توجهت سفينتان امريكيتان محملتان بدرنات بطاطا مريضه الى آيرلندا وانتجتا محصولاً فاسداً فعمت المجاعه في آيرلندا ومنها انتشرت في كل اوربا , جاع الناس فإندلع ربيع الثورات الاوربيه عام  1848

    حين اندلعت الثورة فتحت الولايات المتحده باب الهجره دون قيد أو شرط الى كل دول بحر الشمال فهاجر اليها من المانيا وحدها مليون مهاجر تمت تسميتهم ( ألمان 48 ) . تم اعداد هولاء اللاجئين على شكل أصحاب مصالح كبرى ودور نشر ورؤساء جامعات وإعادتهم الى اوربا ليتم التغلغل الأمريكي في القاره من خلالهم 

    بوصولنا الى نهاية القرن كانت اوربا تغلي بالحركات الماركسيه والأناركيه والفنيه والأدبيه بما ينبيء بإنفجارها في أية لحظه . في العام 1907 تحالف البريطانيون مع الروس على تطويق قارة اوربا من الشرق والغرب ومنع التغلغل الأمريكي فيها القادم من بحر الشمال

    عام 1914 أشعلت الولايات المتحده الحرب العالميه الاولى لتدمير هذا الحلف . في بدايات القرن الماضي كان النقل البحري يعد اهم وسيلة مواصلات , لكي تتمكن بريطانيا من البقاء على تواصل مع روسيا كان عليها أن تخترق البحر الابيض المتوسط وتجتاز مضيق غاليبولي التركي للعبور الى البحر الأسود حيث السواحل الروسيه 

    نيوزيلندا واستراليا مستعمرتان بريطانيتان , جندت بريطانيا الآلاف من ابناء وبنات البلدين  للتقال والتمريض وأخذتهم في رحلة مضنيه عبر المحيط الهندي ومنه الى البحر الأحمر فقناة السويس . مصر كانت مستعمره بريطانيه , عند الوصول اليها تم انزال الجيش في الجيزه للإستراحه 

    تم تنسيب كمال اتاتورك لقيادة الحرب عن الجانب التركي , وحين وصلت القوات البريطانيه تمت مباغتتها وإبادتها عن بكرة أبيها , وإستغل اتاتورك ذلك النصر ليصنع لنفسه شعبيه أطاحت بالسلطان العثماني وحولت تركيا الى جمهوريه . لو تفتح اليوم الموسوعات البريطانيه والأمريكيه والإستراليه والنيوزيلنديه فلن تجد أي خبر يستحق النشر عن سقوط الإمبراطوريه , بل ستجد كلام عن قصور السلطان وزوجاته , موضوع يراد طمره بالكذب أو السكوت

    منذ ما يقرب من 100 عام لم تزل ثياب الجنود والممرضات ونياشينهم وأوسمتهم وصورهم وصور كلابهم معروضه في متحف اوكلاند الحربي , ومنذ عام 1915 وحتى اليوم يحتفل النيوزيلنديون كل عام بيوم حداد عام حيث تقرع الطبول والأبواق والأجراس .. مأساة كبيره لآلاف من البشر لاقوا حتفهم من أجل قضية لا تخصهم

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media