حيل بينا ونستاهل
    الأربعاء 12 سبتمبر / أيلول 2018 - 17:48
    داخل السومري
    شبعنا من النعيق ليل نهار من حكام الصدفة لتحسين العلاقات مع المحيط العربي. وتناست هذه الغربان الناعقة ليل نهار باسم المحيط العربي ان هذا المحيط تهب منه الروائح النتنة والجيف المتعفنة وتفوح منه السموم القاتلة. من هذا المحيط النتن تتوافد علينا ضباعهم لقتل أبناء الرافدين، وهذا الهجوم البربري حتى لا يستقوي حكامنا الخونة على ادانته وكأنما ضحاياه من العراقيين مجموعة من الذباب. بل يخرج علينا عملاء أمريكا ومملكة الشر الوهابية، الجعفري وتلميذه العبادي، وينفون على الهواء براءة خفافيش ال سعود من الأرهاب ويقبضون المليارات من الدولارات ثمن خيانتهم لشعبهم.

    العراق وشعبه بالنسبة لهذا المحيط النتن هو جلادنا صدام. عندما كانت سياط صدام مسلطة على ظهورنا كان المحيط العربي يرش على ظهورنا الملح لكي نزداد الما ويزدادوا هم فرحا وغبطة. ونسى مخلوقات هذا المحيط النتن انهم هم من سهل الأمر للجيوش الأميركية لكي تقضي على عميلهم، بعدما انتهت الحاجة اليه وأصبح خطرا على خدمهم المطيعين من آل سعود ومشايخ الخليج الفارسي، جرذ العوجة. وهنا اسأل مخلوقات هذا المحيط النتن" لماذا لم يوجهوا سهام غضبهم على آل سعود ووهابيتهم. ليس بمقدورهم فعل ذالك لأنهم وحكوماتهم عبيد للبترودولار، فصبوا جام غضبهم وحقدهم على الشعب العراقي الذي كان مقبورهم صدام ينكل به طوال أكثر من ثلاثين عاما.

    ما حدث في الجزائر، بلد المليون فطيس، هو نفسه ممكن ان يحدث في أي قطر من اقطار هذا المحيط النجس. فما علينا يا عراقيين الا ان نبتعد عن هذا المحيط النتن، وأذا ما أقمنا حكومة وطنية يكون عليها إقامة علاقات شكلية مع هذا المحيط، والعمل على بناء عراقا قويا وبجيش قوي، لأن الأعراب يحترمون القوة.  

    ولاكن علينا ان لا نلوم شعوب الشمال الأفريقي كثيرا لأنهم عانوا من الغزوا الإسلامي كما عانى شعب وادي الرافدين، اذ شتت هذا الغزو البدوي أفكارهم وانساهم اصولهم وتراثهم البربري الأمازيغي وجعلهم يتخبطون خبط عشواء، لا يعرفون اين وجهتهم. غزاهم الأعراب تحت راية الأسلام وسبوا نساءهم بالآلاف ليملؤوا بها قصور سلاطين بني امية كجواري ورجالهم تم اخصاءهم واتخاذهم عبيدا. وهذا ما فعله غزوهم البدوي في ارض وادي الرافدين، حيث داسوا على حضارة وادي الرافدين العريقة وأنسوا أبناء الرافدين حضارتهم وجندوهم لغزواتهم العدوانية على شعوب كانت تعيش امنة على أراضيها.

    لقد حان الأوان يا أبناء سومر وأكد وبابل وآشور ان نقف طويلا ونتأمل ما أوصلنا اليه التفاني في سبيل الأفكار المستوردة، من عروبة وأسلام وغيرها. ولننظر ما فعل هذا التطرف في سبيل الأفكار المستوردة في أقرب جارة لنا، الا وهي سوريه. لقد كان الشعب السوري أكثر النعاقين بالقومية العربية والأسلام، حيث أصروا، في عهد جمال عبد الناصر، على ان يناموا في الشوارع حتى يقبل عبد الناصر إقامة الوحدة بين مصر وسوريه، وقد تم لهم ذالك، ولم تدم هذه الوحدة لأكثر من ثلاث سنوات، حيث اضطرت سوريه للأنفصال. أنظروا، يا أبناء الرافدين ماذا أحل بسوريه اليوم. لقد دمرها الإرهاب الإسلامي عن بكرة ابيها، وأصبح الشعب السوري مشردا، منهم من يعيش في الخيام ومنهم من صار طعما للأسماك ومنهم من يتوسل اللجوء. وكذالك يفعل الإرهاب الإسلامي في شعب وادي الرافدين، اذ حولنا الى شيعة وسنة نقتل بعضنا بعضا، وسلط علينا أحزاب إسلامية لا يسبقها أحد في الفساد والعمالة.

    هل هو هذا ما نريد، ام نقف صفا واحدا ونقنع أنفسنا بأن ليس لدينا وطنا غير هذا الوطن، ونبتعد عن الطائفية والأثنية، ونقضي على تسلط الأحزاب الإسلامية الفاسدة، ونردد جميعا...عاش العراق سومريا اكديا بابليا آشوريا.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media