مثلث الموت والحريق بين كويسنجق وإدلب والبصرة
    الجمعة 14 سبتمبر / أيلول 2018 - 13:24
    وفيق السامرائي
    خبير ومحلل عسكري ستراتيجي عراقي مغترب
    [[article_title_text]]
    رسالة تنبيه..مثلث الموت والحريق بين كويسنجق وإدلب والبصرة..هل إتخذت بغداد التدابير تجاه المخططات؟ وتذكروا سد بخمة في موت وحياة أرض الجنوب..

    مشكلة واهتمامات العالم الكبرى تقع الآن في هذا المثلث الملتهب الذي يمكن أن تنقلب فيه التحالفات وتتغير المعادلات.
     
    ونبدأ بالضربة الصاروخية النوعية التي وجهتها قوات الحرس الثوري الإيراني على مقرات الحزب الديموقراطي الكردي الإيراني، فقد أظهر سير العملية تقدما تكنولوجيا إيرانيا كبيرا في مجال الصواريخ أرض - أرض، وكانت دقة الإصابة دقيقة جدا، وتحولت الصواريخ الإيرانية من سلاح منطقة إلى سلاح نقطوي معززا بغطاء من طائرات الاستطلاع المسيرة، وهي إلى جانب الردع كانت رسالة موجهة إلى الرياض محتواها أن الصواريخ اليمنية التي يجري التصدي لها بصواريخ البتريوت لاتعكس القدرات الصاروخية الإيرانية، كما كانت رسالة إلى أربيل كي لا تذهب بعيدا..، وواضح أن إيران سرّبت احتجاجات عن دعم سعودي لمعارضيها الكرد المسلحين عن طريق القنصلية السعودية في أربيل. 

    وقليلا الى الشمال الغربي يقع سد بخمة العظيم الذي عرقل مسعود إكماله وتسبب في كارثة البصرة المائية حيث يمكن أن يخزن ثلث حاجة العراق المائية واستمرار تلكؤ بغداد في عدم استكماله سيؤدي الى تحويل ثلاثين مليون نخلة إلى حطب وأراضي العراق إلى أرض قاحلة مع قلة تدفق المياه من تركيا. 

    الركن الآخر الخطير جدا هو إدلب، فالسوريون مصممون بدعم روسي على استعادة السيطرة على بلادهم فيما يحذر إردوغان مما يسميها بكارثة على مستوى العالم، وتشير التقارير إلى دفع تركيا تعزيزات ومواد تموين قتال إلى هناك لجعل القتال عمليات استنزاف دموية طويلة الأمد. 

    وفي الوقت الذي تعارض تركيا الخطط السورية الروسية المدعومة إيرانيا فإنها تجابه موقفا عصيبا وخيارات صعبة في إعادة رسم تحالفاتها التي ابتعدت فيها خلال العام الماضي عن السعودية وأميركا، وانقلاب التحالفات يؤثر بشكل كبير على الوضع العراقي الذي يتعرض إلى مؤامرات وجهل مشين في عقول معظم سياسيي السوء والصدفة. 

    الركن الثالث والأخطر يقع في البصرة التي انطلقت منها موجات 50,000 متطوع مع الحشد للتصدي لداعش ودحرها مع رفاقهم الآخرين من القوات المسلحة والحشد.

    الشعور الوحدوي العظيم للبصرة وأخواتها في مثلث النفط (البصرة وميسان وذي قار)، يتعرض لمؤامرة التعطيش والشعور بالتهميش مع دفعٍ للمفاصلة من عقول الربع الخالي. 

    على بغداد استنفار جهودها ومؤسساتها الخاصة لاجراء تقدير موقف استخبارات استراتيجي ومتابعته يوميا. 

    وعلى الموارد المائية عقد ندوة علنية لطرح موضوع سدي بخمة ومكحول ليطلع الشعب على التفصيلات باشراك وزراء وخبراء الري والموارد المائية السابقين بعيدا عن عقد الاجتثاث والاستثناء.

    ومن الضروري (جدا) إعطاء (حصة الأسد) في الحكومة المقبلة للبصرة وميسان وذي قار بدل المتحاصصين السياسيين الذين عليهم أن يضربوا رؤوسهم في صخور بخمة إن أثاروا قلاقل.

    الأخبار التي تصل إلينا تطلبت التنبيه. 

    فهل وصلت الرسالة..اللهم أُحْكُم.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media