هوس اهواء وتخريف جهلاء حول نهضة الحسين ودحضها بادلة النصوص الإسلامية واليهودية والمسيحية -الحلقة الأولى-
    السبت 15 سبتمبر / أيلول 2018 - 00:19
    هلال آل فخر الدين
    من الطامات ان اصبحنا في زمان خانق بهوس اثارة الشبهات المتهافته حول كافة المقدسات بمزاعم الانفتاح والتنويروالعصرنة ...علما ان هؤلاء يتوكاء بعكازة فكارمنخورة اويتسند على دعامة مقولة مهزولة باعتمادهم على رواية مدسوسة اومكذوبة اونحولة ويأولوا بتمحل زخارف القول ويطوحوا بها اتبعا للهوى.. او لمأرب أخرى والسواد الأعظم والرعاع يتبع ما يجد اويلغف ما يثرد وينعق به...والكل يفتقد الى الموضوعية والتحقيق والمعرفة ..

    ومنها على سبيل المثال تكثيف اثارة شبهات حول مجهولية اوعفوية اوارتجالية اوتورط ..الخ الحسين في حركته  الإصلاحية وكانه (ع)كان يجرب طالعه اويستكشف حظه فاذا وافقه طالع ساراواذا حالفه الحظ مضى اواللعب بالنارعلى غرارساسة المكروالدجل . ان الحسين يحمل رسالة إلهية واحياء الشريعة الإسلامية ويبشربقيم الإنسانية وعازم على منهجية هادفة :(مثلي لايبايع مثله)..صحيح ان الحسين يعلم علم اليقين بشهادته لكنه استنفذ كل الأساليب السياسية الهادفى كجمع المعارضة وارسال الرسائل للقادة والزعماء والسفراء للامصار وإصدار البيانات وتوجيه الخطابات لتوعية الامة وسوف نفند اراجيفهم ونسقطها بادلة النصوص الإسلامية والتوراتية والمسيحية ونثبت بالدليل القاطع انها نهضة إلهية :

    أولا: تواترروايات مصادرالسلف تؤكد إخبارالمصطفى (ص)بشهادته ريحانته سيد شباب اهل الجنة الامام الحسين (ع) في كربلاء وكثيرة نزول جبرائيل وقارورة تربة كربلاء وبكاء النبي (ص)فتركت التطرق لها جميعا لكثرتها في مصادرالسلف واقتصر على روايتين فقط:

    1-روى الامام أحمد بن حنبل من حديث علي بن أبي طالب ـ في ص85 من الجزء الاول ـ من مسنده، بالإسناد إلى عبد الله بن نجا عن أبيه: قال: «دخلت على رسول الله (ص) ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله، ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: قام من عندي جبرئيل قبل، فحدثني أن ولدي الحسين يقتل بشط الفرات)

    2-رواى الامام الشافعي ـ في باب إنذار النبي (ص) بما سيحدث بعده ، من كتابه أعلام النبوة ـ عن عروة، عن أم المؤمنين عائشة، قالت: دخل الحسين بن علي على رسول الله (ص) وهو يوحى إليه، فقال جبرائيل: إن أُمّتك ستفتتن بعدك وتقتل ابنك هذا من بعدك، ومدّ يده فأتاه بتربة بيضاء، وقال: في هذه يقتل ابنك، اسمها الطف، قال: فلما ذهب جبرائيل، خرج رسول الله (ص)إلى أصحابه والتربة بيده ـ وفيهم: أبو بكر، وعمر، وعلي، وحذيفة، وعثمان، وأبو ذر ـ وهو يبكي، فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: «أخبرني جبرائيل: أن ابني الحسين يقتل بعدي) .

    ثانيا:وكذلك إخباراميرالمؤمنين الامام علي (ع) بشهادة ولده الامام الحسين واصحابه عند منصرفه من (صفين) ومروره بارض كربلاء حتى صارواضحا لدى الامة بأن الإمام الحسين سوف يستشهد وأن استشهاده سيكون بأرض كربلاء.  

    ثالثا:روايات أئمة السلف عن معرفة عامة الامة بشهادة الحسين في كربلاء

    هنا ذكررايات كاتب -الدولة العباسية المعادية لاهل البيت (ع) والمعاصرللطاغية للمتوكل العباسي الذي هدم قبرالحسين -ابن سعد المتوفى في 230 هجرية في طبقاته:
    1-أخبرنا علي بن محمد ، عن عامر بن أبي محمد ، عن الهيثم بن موسى ، قال ال العريان بن الهيثم : كان أبي يتبدى -أي يخرج للبادية الصحراء-فينزل قريبا من الموضع الذي كان فيه معركة الحسين ، فكنا لا نبدو إلا وجدنا رجلا من بني أسد هناك ، فقال له أبي : أراك ملازما هذا المكان ؟ ! قال : بلغني أن حسينا يقتل هاهنا ، فأنا أخرج لعلي أصادفه فأقتل معه ، فلما قتل الحسين ، قال أبي : انطلقوا انظروا هل الأسدي فيمن قتل ؟فأتينا المعركة فطفنا فإذا الأسدي مقتول.

    انظر: أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق : 269 بأسناده عن أبي سعد : كان أبي يتبدى أي يخرج إلى البادية ، والرجل الذي من بني أسد هو أنس بن الحارث بن نبيه الصحابي .

    من هو الصحابي انس بن الحارث بن نبيه ؟

    هوأنس بن الحارث بن نبيه بن كاهل بن عمرو بن صعب بن أسد بن خزيمة الأسدي. من صحابة النبي (ص) وإنه شهِد بدراً وحُنين ومن اصحاب أمير المؤمنين عليه السلام والرواة عنه، العلامة الأميني، ج‏1، ص68 ومن شهداء كربلاء الطاعنين في السن. انظر:إبصار العين في أنصار الحسين عليه السلام، ص 99

    وفي عاشوراء قام أنس يعظ جيش عمر ابن سعد بامر من الحسين (ع) ليتمّ الحجة عليهم حين امتنعوا من سقيه الماء عليه السلام، ثم ارتجزهو والحسين (ع) في لعن القوم ووصْف بني أمية بشيعة الشيطان.

    وعن الصحابي انس بن الحارث قال البخاري في التاريخ الكبير 2 ، 30 : أنس بن الحارث قتل مع الحسين بن علي سمع النبي ( ص) .  قاله محمد عن سعيد بن عبد الملك الحرانيّ، عن عطاء بن مسلم، حدثنا أشعث بن سحيم، عن أبيه، سمعت أنس بن الحارث.» ورواه البغويّ، وابن السكن وغيرهما من هذا الوجه، ومتنه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: (إنّ ابني هذا -يعني الحسين- يُقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد ذلك منكم فلينصره) قال: فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء، فقتل بها مع الحسين .انظر: الإصابه، ج1، ص271

    وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2 : 287 : أنس بن الحارث له صحبة قتل مع الحسين بن علي وذكر عن أنس بن الحارث قال : سمعت رسول الله ( ص) يقول : إن ابني هذا - يعني الحسين - يقتل بأرض يقال لها : كربلاء فمن شهد ذلك منكم فلينصره . 
    ذكر ابن كثير في البداية والنهاية 8 : 199 ، والخوارزمي في مقتل الحسين 1 : 159 : قتل أنس بن الحارث مع الحسين بن علي. 
    وذكره ابن الأثير في أسد الغابة 1 : 146 وذكر أنه سمع النبي ( ص) يقول : ابني هذا يقتل بأرض من أرض العراق فمن أدركه منكم فلينصره ، فقتل مع الحسين ( رضي الله عنه ) .

    أبوه الحارث بن نبيه، من صحابة النبي (ص) ومن أصحاب الصفة. انظر: الإصابة في تمييز الصحابة، ج‏1، ص693 ، وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وذُكِر اسم أبيه تحت عنوان"هزلة"، قال ابن الأثير: وما أقرب أن يكونا واحدً، لأنه قد ذكر في أنس بن الحارث (أيضاً) أنه قتل مع الحسين.انظر: أسد الغابة، ج 1، ص 132
    ذكر ابن الأثير أنّ أنس بن الحارث روى الحديث عن أبيه الحارث بن نبيه - وهو الذي تقدم ذكره أنه من أهل الصفة- أنه قال : سمعت رسول الله ( ص) . والحسين في حجره . يقول : (إن ابني هذا يقتل في أرض يقال لها : العراق فمن أدركه منكم فلينصره )، فقتل الحارث بن أنس مع الحسين.انظر: أسد الغابة، ج 1، ص 349.

    فقد نَقَل عن انس وعن أبيه كلا الفريقين من السنة والشيعة حديثاً في مقتل الحسين (ع) بأرض العراق ولزوم نصرته. عدّوه من أهل الكوفة .انظر: تجريد أسماء الصحابة، ص 30

    2- سمع عون بن أبي جحيفة قال: إنا لجلوس عند دار أبي عبد الله الجدلي، فأتانا مالك بن صحار الهمداني فقال: دلوني على منزل فلان - هو سعيد بن وهب بعثه مخنف بن سليم إلى علي ( عليه السلام ) قال : فأتيته بكربلا فوجدته يشير بيده ويقول : هاهنا هاهنا . . الحديث -، قال: قلنا ألا ترسل إليه فيجئ قال: وكنا في الكلام إذ جاء، فقال له ابن صحار:أتذكر يوم بعثك مخنف إلى أمير المؤمنين وهو بشاطئ الفرات، فقال:ليحلن هاهنا ركب من آل رسول الله (ص) يمد بهذا المكان فتقتلونهم، فويل لكم منهم وويل لهم منكم .انظر: نصر بن مزاحم في وقعة صفين : 141
    رابعا:الامام الحسين يعلم بشهادته فينعى نفسه قبل استشهاده :
    نتيجة للأخبارجبريل للنبي (ص) بشهادة الحسين وقارورة تراب مصرعه بكربلاء وبكاء النبي(ص) واهل بيته وتبليغ اصحابة بنصرته ..

     1-ان البيان الحسيني لأسرار ملحمته المقدسة، ففي رسالته المشهورة لبني هاشم قال (عليه السلام): (من لحق بي منكم أستشهد ومن تخلف لم يبلغ الفتح.)

    هذه الرسالة على ايجازها وبلاغتها هامة الدلالة وللاثار التي تترتب على هذه النهضة المباركة وتشير من باب آخر الى ما كان يدرك الامام الحسين مآلات هذه النهضة وانها تنطلق بأمرالهي وارادة ربانية وبالتالي هذه النهضة لابد وان تصل الى تحقيق الاهداف التي رسمها الله سبحانه وتعالى له فهو اولاً يريد من اتباعه كل الذين يسيرون معه ان يعرفوا الى أين يسيرون فالامام لا يريد ان يغرربهم ولا يريد ان يعطيهم الكثيرمن الوعود الدنيوية انما يقول لهم: لا انا سائرللشهادة  وهي قضاء رباني قضاه الله سبحانه وتعالى فيجب ان يتصدى لايقاظ الامة من سباتها ويكسرحاجزخوفها نصرة للحق ..

    2- وفي موقف اخر قال الامام  الحسين شاء الله ان أكون قتيلا كما في حديثه محمد بن الحنفية :(شاء الله ان يراني قتيلاً وشاء الله ان يرى النساء سبايا) اذن ايها الناس يا من يريد ان يسير معي فلينطلق الى الشهادة ويضحي ليكون بوصلة للثوار

    3-لذلك نرى ان الامام الحسين نعى نفسه لكل من أراد أن يثنيه عن رحلته إلى العراق ، فقد صرح أمام الملأ بقوله : ( كأن أوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء ) .

    4-اخرج ابن سعد : أخبرنا علي بن محمد ، عن الحسن بن دينار ، عن معاوية بن قرة قال : قال الحسين : والله ليعتدن علي كما اعتدت بنو إسرائيل في السبت.انظر: طبقات ابن سعد : 60 .
    5- قال ابن سعد : أخبرنا علي بن محمد ، عن جعفر بن سليمان الضبعي ،قال : قال الحسين بن علي : والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ! فإذا فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة . فقدم العراق فقتل بنينوى سنة إحدى وستين.انظر: عن ترجمة الإمام الحسين : حتى تكونوا أذل من فرم الأمة ، هو ما تعالج به المرأة فرجها 
    خرقة الحيض.
    6- قال ابن سعد : دخل عبد الله بن عباس على الحسين فكلمه طويلا ،وقال : أنشدك الله أن تهلك بحال مضيعة ، لا تأتي العراق ، وإن كنت لا بد فاعلا فأقم حتى ينقضي الموسم ، وتلقى الناس وتعلم على ما يصدرون ، ثم ترى رأيك ( وذلك
    في عشرة ذي الحجة سنة 60 ) .فأبى الحسين إلا أن يمضي إلى العراق ، فقال له ابن عباس : والله إني لأظنك ستقتل غدا بين نسائك وبناتك كما قتل عثمان بين نسائه وبناته ، والله إني لأخاف أن تكون الذي يقاد به عثمان ، فأنا لله وإنا إليه راجعون .
    فقال الحسين : أبا العباس إنك شيخ قد كبرت ، فقال ابن عباس : لولا أن يزري بي أو بك لنشبت يدي في رأسك ، لو أعلم أنا إذا تناحينا أقمت لفعلت ، ولكن لا أخال ذلك نافعي . فقال له الحسين : لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي أن تستحل بي - يعني مكة - قال : فبكى ابن عباس ، وقال : أقررت عين ابن الزبير فذلك سلى بنفسي عنه ، ثم خرج عبد الله بن عباس من عنده وهو مغضب وابن الزبير على الباب ، فلما رآه قال : يا بن الزبير قد أتى ما أحببت ، قرت عينك ، هذا
    أبو عبد الله يخرج ويتركك الحجاز ، تم تمثل :
    يا  لك  من قبرة  بمعمر          خلا لك الجو فبيضي واصفري
    ونقري ما شئت أن تنقري .       

     انظر: ابن سعد في الطبقات من ترجمة الإمام الحسين : 60
    7-وأخرجه الحافظ يعقوب بن سفيان الفسوي قال : حدثنا أبو بكر ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا إبراهيم بن ميسرة ، قال : سمعت طاووسا يقول : سمعت ابن عباس يقول :استشارني الحسين بن علي في الخروج فقلت : لولا أن يزري ذلك بي أو بك لنشبت يدي في رأسك ، فكان الذي رد علي أن قال : لأن أقتل بمكان كذا وكذاأحب إلي من أن تنجدني - يعني مكة - قال ابن عباس : فذلك الذي سلى نفسي عنه.انظر:المعرفة والتاريخ 1 : 541
     خامسا:أول ما وطأة اقدام الحسين وأصحابه أرض كربلاء قال : ما يقال لهذه الأرض ؟ فقالوا : كربلاء ، ويقال لها : نينوى قرية بها ، فبكى وقال : كرب وبلاء ، أخبرتني أم سلمة قالت : كان جبرئيل . الحديث.انظر: تذكرة الخواص : 250 .
    اخرج ابن سعد : أخبرنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا جعفر بن سليمان ، عن زيد الرشك ، قال : حدثني من شاهد الحسين ، قال : رأيت أبنية مضروبة بفلات من الأرض فقلت : لمن هذه ؟ قالوا : هذه للحسين ، قال : فأتيته
    فإذا شيخ يقرأ القرآن قال : والدموع تسيل على خديه ولحيته ، قال : قلت : بأبي وأمي يا بن رسول الله ما أنزلك هذه البلاد والفلاة ليس بها أحد ؟ فقال هذه كتب أهل الكوفة إلي ولا أراهم إلا قاتلي ، فإذا فعلوا ذلك لم يدعوا لله حرمة إلا انتهكوها ،
    فيسلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة - يعني مقتنعها.انظر: ابن سعد في الطبقات من ترجمة الإمام الحسين : 61 .
    سادسا:الامة تعرف حتى قاتل الحسين

    روي عبد الله بن شريك العامري قال : كنت أسمع أصحاب علي ( عليه السلام ) إذا دخل عمر بن سعد من باب المسجد يقولون : هذا قاتل الحسين بن علي ( عليهما السلام ) وذلك قبل قتله بزمان.انظر: الإرشاد : 131

    ترنيمة الاديب العقاد لابطال عاشوراء

    يقول الأستاذ العقاد في كتابه فجيرة كربلاء: إن فلسفة تعظيم وإحياء ذكر سيد الشهداء مكافأة يقدمها التأريخ لأبطال عاشوراء، لأن العطف الإنساني هو كل ما يملك التأريخ من جزاء وهو الثروة الوحيدة التي يحتفظ بها الخلود.

    انظر:العقاد، فجيرة كربلاء، ص 224

    هلال ال فخرالدين

    hilal.fakhreddin@gmail.co
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media