مخططات تآمرية تستهدف تدمير العراق
    الأثنين 17 سبتمبر / أيلول 2018 - 19:30
    وفيق السامرائي
    خبير ومحلل عسكري ستراتيجي عراقي مغترب
    [[article_title_text]]
    مشاريع تقسيم العراق.. من الأقلمة إلى داعش إلى تحديات الاستفتاء إلى تعطيل وإيقاف مشروع سد (بخمة) وتعطيش الجنوب وتصحيره وإلى ما يسمى (المجلس الأعلى للسياسات والتخطيط الاستراتيجي) المطروح من قبل مسعود. 

    نادرا ما تعرض بلد إلى مخططات تآمرية تستهدف تدميره مثلما تعرض ويتعرض له العراق. 

    لقد أستُغفِلَ سياسيون من شمال بغداد وغربها بمشاريع أقلمة أريد بها استنساخ تجربة الشمال وهو ما قاد إلى تمهيد الأجواء لحرب داعش التي سببت خسائر كارثية للمناطق نفسها خصوصا وللعراق كافة، وكان قصد المخططين إثارة حرب أهلية شاملة تقود إلى تقسيم العراق. 

    المخطط الأخطر من كل المخططات هو ما يصطلح عليه بحرب المياه، فقد جرت عرقلة تنفيذ سد بخمة العظيم مع حسابات دقيقة لانخفاض معدلات المياه القادمة من تركيا مع تقادم الزمن بحكم قدرة الأراضي التركية على استهلاك معظم مياه الأنهر القادمة إلى العراق. 

    الذين كانوا يعتقدون أن عرقلة مسعود لاستئناف العمل في السد بعد سرقة معداته خلال أحداث 1991 كانت بسبب رفض إغمار أراض تعود لبارزان فقط يخطئون الحساب جدا، فإن حرمان العراق من خزين يكفي لسد نحو ثلث حاجته من المياه، يتسبب دون أدنى شك بمآس شديدة كما يحدث في البصرة وتصحر الجنوب ما يؤدي إلى إثارة مشاعر تُعَرِضُ وحدة العراق لخطر شديد إذا ما فشلت بغداد في إيجاد حلول جذرية دائمة ومنع التصحر. وهذا يدل إلى وجود مخطط خطير جدا. 

    مناطق شمال بغداد وغربها لم تدرك خطورة تصحر الجنوب وأثره على وحدة العراق، وبالتالي التأثير على أموال النفط التي توزع نسبة كبيرة منها رواتب وموازنات لتلك المناطق ومصروفات المركز. 

    والآن نقرأ تصريحات منسوبة إلى مسعود يطالب فيها بما يسمى المجلس الأعلى للسياسات والتخطيط الاستراتيجي الذي يراد به تكبيل قرارات وسياسات الدولة بموافقات نفر معدود هو أحدهم فتفقد مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية قدرتها وصلاحياتها وإضعاف مركزية الدولة في القرارات المهمة ويقيد المؤسسات ويفرغها من صلاحياتها فتتعرض وحدة البلاد وسيادته لخطر كبير، فلا تستجيبوا له وذكروه بهزائمه.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media