لابد من مصارحة الشعب بعقد الكهرباء المرتقب
    الثلاثاء 18 سبتمبر / أيلول 2018 - 06:12
    محمد موزان الجعيفري
    اليوم بالصدفة علمت ان المثل القائل ( اسمع جعجعة ولاارى طحينا ) هو مثل اسباني وكنت اظنه عربيا ومشتقا من حال العرب الذين اهدروا الثروات الكبيرة دون ان يؤسسوا لنظام صناعي او زراعي تتوافر فيه وبين ايديهم شروطه الاساسية ليتحكموا بالاسواق الاقليمية او ربما العالمية لينالو به الاكتفاء الذاتي ويتفرغوا لرفاهية شعوبهم المسحوقة.

    لقد مر العرب بمراحل مختلفة خلال العقود الاخيرة الخمسة او الستة من حروب الشعارات الى حروب الاحقاد الشخصية وحروب الاوهام وكانت جميع هذه الحروب خاضعة للاستهلاك المحلي من اجل صرف الشعوب ، دائما ، عن سؤال الحكام الى اين تذهب ثرواتنا ؟ وكم نسبة استثمار الاسر والاحزاب الحاكمة من الدخل القومي في البلدان الخارجية ؟ وهي مقارنة لايمكن ان تحدث في اي بلد فيه بصيص ديمقراطي وتعددية!

    وفي العراق مثلا وبعد 15 عاما من تفاقم مشكلة الكهرباء ، فإن اصحاب القرار يفكرون بالتعاقد مع شركة المانية لتاهيل هذا القطاع المنكوب ، طبعا لااحد يحق له تحت سقف الديمقراطية العراقية الشهيرة ان يسال لماذا لم يتعاقدوا قبل عامين او خمسة او ثمانية او منذ بداية الازمة ، ففي كل يوم تقلب صفحته تقلب معه سيئاته من دون التفكير وهكذا يظنون ان القافلة تمر وهي قد ظلت طريقها منذ زمان بعيد. 

    الآن نريد ان يصارح الشعب بالضمانات التي تحمي التعاقد الجديد من الفساد اولا ، وكم تبلغ الكلفة والمدة ؟ وكيف سيكون المشروع ؟ ، وهل هو حل جذري ام ترقيعي حتى تمر العاصفة عليهم بسلام ! فالعواصف في بلدي ليس لها وقت معلوم ، وكأني اقول مثلا ، من دون ان ادري!
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media