هوس اهواء وتخريف جهلاء حول نهضة الحسين ودحضها بادلة النصوص الإسلامية واليهودية والمسيحية: الحلقة الثانية
    الثلاثاء 18 سبتمبر / أيلول 2018 - 06:33
    هلال آل فخر الدين
    من الطامات ان اصبحنا في زمان خانق بهوس اثارة الشبهات المتهافته حول كافة المقدسات بمزاعم الانفتاح والتنويروالعصرنة ...علما ان هؤلاء يتوكاء بعكازة فكارمنخورة اويتسند على دعامة مقولة مهزولة من خلال رواية مدسوسة اومكذوبة ويأولوا بتمحل ولايعدوا زخارف القول ويطوحوا بها اتبعا للهوى.. او لمأرب أخرى ولكن السواد والرعاع يتبع ما يجد اويلغف ما يثرد وينعق به...والكل يفتقد الى الموضوعية والتحقيق والمعرفة ..

    ومنها على سبيل المثال تكثيف اثارة شبهات حول مجهولية اوعفوية اوارتجالية اوتورط ..الخ الحسين في حركته  الإصلاحية وكانه (ع)كان يجرب طالعه اويستكشف حظه فاذا وافقه الطالع ساراواذا حالفه الحظ مضى اوانه لعب بالناروالقاى نفسه في التهلكة واهل بيته رغم نصائح ابن عباس وابن الحنفية وابن الزبيروابن عمروابن جعفر ...الخ ويفصحوا عنه وكانه (ع) عاصي ومتعنت ومستبد برايه وهذا وغيره دونه خرط القتاد . وذلك لان الحسين يحمل رسالة إلهية واحياء الشريعة الإسلامية والاخذ بالقيم الإنسانية واحترام الحرية وقمع الظلم ومحاربة الفساد ومناهضة الشر وعازم على منهجية هادفة للإصلاح :(مثلي لايبايع مثله)..صحيح ان الحسين يعلم علم اليقين بشهادته لكنه استنفذ كل الأساليب السياسية الهادفة للتصدي للطغيان الاموي كتوحيد صفوف المعارضة وارسال الرسائل للقادة والزعماء وبعث السفراء للامصار وإصدارالبيانات وتوجيه الخطابات لتوعية الامة ...الخ وسوف نفند اراجيف  من يتصيدون في الماء العكر ونسقطها بادلة النصوص الإسلامية والتوراتية والمسيحية ونثبت بالدليل القاطع انها نهضة إلهية :

    وسوف اشيروباختصارالى ان عرصات كربلاء كانت تحمل سرا ربانيا وموعدا رساليا وتصميما حسينيا على الشهادة هو(ع)واصحابه .استكمالا لما طرحنه في الحلقة السابقة :

    سابعا:فقد تواترالروايات من مصارأئمة السلف في مسير الامام الحسين الى العراق كان يردد (ع) :

    ما نزل ـ بأبي وامّي ـ منزلاً ولا ارتحل منه الاذكر يحيى بن زكريا وقتله . 
    وقال : من هوان الدنيا على الله إنّ رأس يحيى بن زكريا اُهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل فهل تراه أراد بهذا غير الإشارة إلى أنّ سبيله في هذا الوجه إنما هو سبيل يحيى عليه السلام ؟

    رواه الطبراني في الحديث: (42) من ترجمه الامام الحسين  تحت الرقم: (2816) من المعجم الكبير: ج 3 ص 107، . رواه  الهيثمي في ترجمه الامام الحسين و قال: واسناده جيد. كما في مجمع الزوائد: ج 9 ص 192، ط 1.الارشاد : 131 ، تاريخ الطبري 5 : 230 .

    ثامنا:فقد أخبره (ع)الأسديّان وهما : عبد الله بن سليم والمنذر بن المشمعل ، وقد قالا له : انّه ليس لك بالكوفة ناصر ، بل هم عليك . انظر : الكامل في التاريخ لابن الأثير 4 : 16وهو نازل في الثعلبية-بين الكوفة ومكة - كما في تاريخ الطبري وغيره ـ بقتل مسلم بن عقيل(3) ، وهاني بن عروة(4) ، وانّهما يجرّان بأرجلهما في الأسواق بلا نكير!

     فهل يمكن بعد هذا أن يبقى له أمل بنصرة أهل الكوفة ، أوطمع في شيء من خيرهم ؟!

    تاسعا: تذكر المصادر :لمّا ارتحل الإمام الحسين من قصر بني مقاتل خفق وهو على ظهر فرسه خفقة ، ثمّ انتبه ( ع) وهو يقول : ( إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجِعُون ، والحمدُ للهِ رَبِّ العَالَمين ) ، كرَّرها مرَّتين أو ثلاثاً . 
    فقال ابنه علي الأكبر : ( ممَّ حمدتَ الله واسترجَعت ) ؟. 
    فأجابه (ع) : ( يا بُنَي ، إنِّي خفقتُ خفقة فعنَّ لي فارس على فرس ، وهو يقول : القوم يسيرون ، والمنايا تسير إليهم ، فعلمت أنّها أنفسنا نُعِيت إلينا ) . 
    فقال علي الأكبر: ( يا أبَه ، لا أراك الله سوءاً ، ألَسنا على الحق ) ؟ فقال(ع): بلى ، والذي إليه مَرجِع العباد ) . 
    فقال علي الأكبر: (فإنّنا إذَن لا نُبالي أن نموت مُحقِّين ) ، فأجابه الإمام الحسين (ع) : ( جَزَاك اللهُ مِن وَلدٍ خَير مَا جَزَى وَلَداً عن والِدِه )

     فاذا كان الحسين يبحث عن نصيبه او يجرب طالعه فلماذا لم يرجع من حيث اتى (ع)علما ان في خروجه من مكة لحق به عبد الله ابن جعفروقداخذ له امانا من السلطة الاموية ومعه عمربن سعيد الاموي واطمعاه كذلك بالاموال والمكانة المرموقة فتركهم ومضى ؟!

    عاشرا:ولماذا (ع)لم يهادن السلطة الاموية بعد ان غلقت بوجه كل امال النصروحتى كسب المعركة وبالخصوص بوصول الجيوش الى كربلاء واحاطتهم به (ع) كاحاطة السواربالمعصم ..في حواره مع قائد الجيش الاموي عمرابن سعد ؟!

    اليس هو القائل (ع) لا اعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا اقرلكم إقرارالعبيد ؟!

    ان الحسين يخرج من دائرة الذات لافاق الفكرة ..وان سموا المعنى من سموا الذات

    يقول العلامة الشيخ عبد الله العلايلي في كتابه (اشعة من حياة الحسين): وازن الحسين (ع) بين الرغبة في البقاء، وبين الواجب، فرأى طريق الواجب افسح الطريقين وارضاهما عند الله والناس...

    وأشرف الى الأفق، فرأى العهد الزاهريأخذ بالتلاشي والانحدارشيئاً بعد شيء ليفسح المجال لدنيا جديدة وحياة جديدة، ولم يبق سواه رمزاً للماضي المثالي الاقدس فزاده استعاراً...

    هم قلّة المؤمنون بقضيته، ولكن القلة المؤمنة التي تجاهد لله وفي سبيله كثرة، وصوت الحق في معترك الباطل ارفع الصوتين...

    هلال ال فخرالدين

    hilal.fakhreddin@gmail.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media