بين الفشل والتفاؤل
    الثلاثاء 18 سبتمبر / أيلول 2018 - 13:45
    محمد موزان الجعيفري
    هنالك ازمة وهنالك من يصنع الازمة ّ وهنالك من ينتظر التفرج على نتائج الازمة وهنالك من يقطف نتائج الازمة! 

    هذا التوصيف المزمن لوصف العراق منذ سنوات طويلة ، لذك يكون من السذاجة ان الفشل الذي شهده البرلمان العراقي في اول جلسات انعقاده هو فشل عابر ويمكن تلافيه هذا امر صعب ومستعصي ليس في التوافق على المناصب فحسب ولكن في الاتفاق على تصريف شؤون العراق كدولة وليس كاقطاعيات ولاعصابات او تكتلات او ميليشيات!

    الفشل في افتتاح البرلمان كان العنوان الظاهر للفشل الكبير الذي شهدناه في مختلف مدن العراق واليوم نشهده في البصرة الاسم الاكبر والاوضح .
    ابسط شكليات العملية السياسية كانت تمر عادة من الجلسة الاولى للبرلمان حيث الادوار موزعة والجميع حافظ النص وغير قادر على التصرف للخروج امام مخرجين مقتدرين متمكنين من صنعتهم فحسب ... بل من الرقاب الجالسة!

    عقود المصالح مهما كانت مجدية في الربح فهي قصيرة العمر ، ولابد ان تاخذ شكلا ماساويا لنهايتها . البداية تحدث في البصرة عبر الاحتجاجات المرئية فقط ، ذلك ان الجسم العراقي في مرحلة من الانتفاض من شدة الالم الذي لايطاق وهي اصعب الحالات واقساها.

    كل الالعاب لعبت وكل الحركات الاستعراضية مورست وجميع الاغراءات والتهديدات تبودلت ، ولم يعد هناك شي جديد يغري او يخيف لذلك ستكون المواجهة الحقيقية عن قريب بين اصحاب عقود التوافقات والاستعراضات التي نامل ان لايكون الشعب العراقي ضحية لها .

    ومع هذا فاننا نبقى متفائلين في بروز عناصر وطنية من المجلس الوطني الحالي تضع مصلحة الوطن فوق كل هذه العقود والتوافقات وتحاول ان تعمل من اجل انقاذ البلد من ازماته .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media