وسائل الإعلام بلا كلام ولا أقلام!!
    السبت 19 أكتوبر / تشرين الأول 2019 - 16:32
    د. صادق السامرائي
    وسائل الإعلام العالمية الكبرى تجاهلت ما حصل في البلاد من تظاهرات سلمية , تم مواجهتها بالسلاح مما أدى إلى سقوط المئات من القتلى والجرحى , وأعقبتها أساليب تعذيب وإعتداءات متوحشة , وإعتقالات وإختطافات وتهديدات ومداهمات مروعة.

    ترى لماذا هذا الصمت الإعلامي من قبل وسائل إعلام تدّعي أنها تهدف إلى إظهار الحقيقة وتدافع عن حقوق الإنسان , وتقف إلى جانب الذين يريدون نيل حقوقهم المشروعة؟

    إن هذا الصمت يثير أسئلة , ويعرّي مصداقية الوسائل الإعلامية المتجاهلة أو الصامتة عن قصد.

    فهل إستلمت أموالا لكي تصمت؟
    وهل هناك جهات متنفذة إقليمة تتحكم بها؟

    عندما تخرج مظاهرة سلمية في أي بلد , وتواجهها الحكومات بالنار , تثور وسائل الإعلام وتتواصل في ثورتها ولا تهدأ  , وحينما تساقط مئات العرقيين لفها الصمت الأبيد.

    بل أن الحكومات الديمقراطية , لم تصرّح بما يدين القتل الفظيع للمتظاهرين , وإنما تعاملت مع الحالة وكأنها طبيعية ولا تستدعي النظر!!

    مما يسوّغ الإستنتاج بأن سيادة الفساد وحرمان المواطنين من أبسط الحاجات الأساسية يخدم المصالح الإقليمة والعالمية , ولهذا فأن القوى المستفيدة بمنابرها الإعلامية , لا يعنيها من أمر الشعب وأحواله ومعاناته  سوى السيطرة على ثرواته وواردات نفطه.

    والفساد من أهم الوسائل لنهب ثروات البلاد والإستحواذ على حقوق المواطنين , وتغفيلهم وتنويمهم بأفيون الدين المبين , وذوي العمائم الكبيرة المهيمنة على الفساد تتنعم بغنائمها ومشاريع إبتزازها وإستهتارها بالقيم والأخلاق والدين.

    ويبدو أن الصمت الإعلامي العالمي من أجندات إفتراس البلاد وتدميرها وإلغاء هويتها , ولا بد للشباب الصاعد أن يعيد للبلاد هويتها وسيادتها وعزتها وكرامتها , وثرواتها التي تنزفها إلى خارج الحدود , لمنفعة أساطين الفساد المعممين بالضلال والبهتان والدجل المهين.

    فهل من قدرة على إستعادة الوطن من مخالب المفترسين؟!!

    د-صادق السامرائي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media