يهود العراق ودورهم في تطور النشاط الاقتصادي (الحلقة الرابعة)
    السبت 19 أكتوبر / تشرين الأول 2019 - 16:44
    نبيل عبد الأمير الربيعي
        أما في المجال المصرفي فكان ليهود العراق الدور الكبير في إنشاء المصارف الأهلية في مدينة بغداد والمدن الفراتية الأخرى مطلع ثلاثينيات القرن الماضي حتى هجرتهم القسرية عان 1951م, فم أهم المصارف التي ساهموا في إنشاءها (مصرف سلمان زلخة, مصرف خضوري زلخة, مصرف كريدت بنك, مصرف أدور عبودي), فكانت هذه المصارف لها الدور الكبير في زيادة رؤوس الأموال والمساهمة في زيادة معدل الادخار ومتابعة استخدامه وقبول الودائع من التجار ورؤوس الأموال والصناعيين بمختلف أنواعها الحسابات الجارية والتوفير والثابتة.

         فكان الصيرفي خضوري عبود زلخة أول المتحمسين لتأسيس أول مصرف أهلي عراقي في بغداد عام 1889م, عندما تأكد من استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية وزيادة النشاط المالي في الأسواق التجارية في العراق, حيث بدأت برأس مال مئة جنيه استرليني في ذلك العام, مع ذلك عدَ مصرف خضوري زلخة من مصارف الدرجة الأولى في العراق, حيث اجيز قانوناً بموجب قانون مراقبة المصارف رقم 61 لسنة 1938م(35). كما افتتح له فروعاً في بيروت ودمشق والقدس والاسكندرية(36), حيث بلغت سيولته النقدية بحدود (60) ألف دينار عراقي, وكان ذلك في عام 1943م, ليزداد هذا المبلغ في عام 1945م ليصل إلى (100) ألف دينار عراقي, في حين بلغت ودائع المصرف في بغداد عام 1947م ما قيمته (1,218,719) دينار عراقي, أما الودائع فكانت لا تتجاوز (800) ألف دينار عراقي, فيما احتفظ المصرف بمبالغ احتياطية بحدود (1,239,198) دينار عراقي, وفي عام 1948م ازدادت ممتلكات المصرف حتى اصبحت تقارب الـ(10) مليون دينار عراقي(37).

        كما تأسس مصرف آخر باسم مصرف (أدوار عبود) بتاريخ 13 ايلول عام 1941م بموجب الاجازة المرقمة 38 ووفق المادة 4 من قانون مراقبة المصارف رقم 61 لسنة 1938م برأس مال (5500) دينار عراقي وبمبلغ احتياط قدره (20) ألف دينار عراقي, وعدَّ من مصارف الدرجة الأولى بموجب القانون, ومارس مختلف الأعمال المصرفية في بغداد والمدن العراقية الأخرى مثل الموصل والبصرة(38).

       كما أسس اليهودي الياهو صالح جوري مصرفان الأول باسم (كريت بنك) حسب الاجازة المرقمة 21 والمؤرخة في 25 تموز 1945م, والثاني باسم شريكيه يوسف نسيم ناثان ومنشي إبراهيم كاشي بالرقم 39 في 25 تموز 1945م أيضاً, مارس المصرفان مختلف اصناف العمل المصرفي والتجاري وتسليف وشراء الأراضي الزراعية والبساتين وخاصة في لواء الديلم (الرمادي)(39).

       كما ساهمت المصارف الأخرى في العاصمة بغداد وشركات الصيرفة حتى عقد الثلاثينيات في تطوير العمل المصرفي والتجاري, كما كان المصرف (ايسترن بنك لمتيد الشرقي) الدور المؤثر في مجال الصيرفة في العراق الذي كان يرأسه البريطاني (ج. س حسقيل اليهودي), إذ كان الملك فيصل الأول كثيراً ما يقترض منهم بفوائد لتغطية نفقاته ونفقات العائلة المالكة وسفراته الخارجية, كما إنه كثيراً ما كانت تسد النقص الحاصل في الخزينة الخاصة.

       كما قدمت هذه المصارف الخدمات الكبيرة لتجار العراق واستقبال الودائع التي تجاوزت ثلاثة اضعاف رأسمال المصرف, وكمثل لذلك الصراف روبين يهوذا زلوف الذي بدأ عمله في الأول من نيسان عام 1946م, لكن هذه المصارف كانت لها تأثير على النشاط الاقتصادي العراقي عندما توقف النشاط المصرفي في يوم السبت من كل اسبوع حيث يعطل اليهود اعمالهم. 

    المصادر

    1- أحمد عبد القادر القيسي. مصدر سابق. ص83.

    2- صباح عبد الرحمن. مصدر سابق. ص166.

    3- صباح عبد الرحمن. مصدر سابق. ص167.

    4- المصدر السابق. ص167.

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media