ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا
    الأثنين 9 ديسمبر / كانون الأول 2019 - 05:45
    محمد علي مزهر شعبان
    وضع الرئيس في دست الرئاسة، فاستأنس بها وكأنها منحة السماء، بعد تصادم أهل الارض الى حد النقطة، فأنطيت بمن لم يخطر على بالهم، فوجدوه الدابة التي يعبرون بها ميدان التصادم . الرجل جاء من رحم المعركة التي لا توضع اوزراها، ولا يطفيء أوارها، ولا تنتهي حساب منفعتها . وما بين التخويل وكأنه المطلق، وبين التكبيل وكأنه أسير في غاب ذوات المخالب والانياب . تفكر الرجل ان يلعب الاثنتين، أسد وحمامة سلام، وكان في وهم، فهو لم يمتلك أخمش الكفوف كأسد، ولم يسعفه نغم الحمام في نباح الطغام.

    حوصر عادل في الزاوية الحرجه وكما لقبوه بالزوية، وتناوله البد والمناص في ان يرجو النجاة، فتاه في أجواء ديماغوجية المنقذ، وهو غارق في يم طاولته الامواج . فمرة يداعب أهواء وأمال الفقراء، ومرة يهدد ويتوعد ويطفح ويزبد، وأخرى يرجو لمن إنطفات فيه القدرة أن يؤشر سبابته في إدانة.

    عادل قرر العزوف عن تلك اللازمه التي كانت جل أمانيه في الجلوس على دست السلطه، فركن مرة الى العضد الذي تخيله البيضة القبان والرضى والقبول عند الامريكان، فمنح الاكراد مالم يتمنوه، وان تلك الزيجة الكاثوليكيه معهم، هي قارب النجاة، فهاج أصحاب البقرة التي أسعدت وإنتشى الاخرون من ضروعها وهم يتضوعون بأنك يا عادل لست بعادل.

    عادل اراد ان يقدم شيئا لمسته الشعوب الناهضة لوطنه، فذهب الى الصين، وقدم لها الاوراق، وأستبشر بالاتفاق، أن يخطو به خطوه كبيره لتوجيه البوصلة، خارج حدود التشرط والاذلال، فقذت عليه صواريخ التبعية . عادل أراد ان يمسك العصى من المنتصف، ليكون له المجال في التبرير في ان لا يقع في متاهة طرفين، قادرين أن يكسرا العصى على راسه، فهادن الطرفين، ولم يخضع لفروض العقوبات فحطت نازلة الدواهي على رأسه.

    عادل يعرف ان لايران أذرع تشكل مدا ديمغرافيا كبيرا، بقدر المد الجغرافي بحدود عراقه، وان العصيان، ممكن أن يفجر تحت أقدامه قنابل موقوته من ايران . وكان يعي ان لامريكا من القدرات ان تسويغ الحق باطلا، والباطل حقا من خلال تلك الملكات التي لها القدرة ان تسخرها، من جيوش الكترونيه، ودعم مالي واستخباري، وان تجند الالاف ممن قادرون على ادارة الشبكات العنكبوتيه، ينساق لها الابرياء البسطاء، وكما يقول السياسي والمحلل البلجيكي " اليا ماجنر" السعوديين يرغبون في رؤية نظام حكم في العراق معادٍ جداً لإيران ومستعدون  لأي شيء ترغب به امريكا وهم مستعدون لدفع اي كمية من الاموال في سبيل تحقيق هذا الهدف . واضاف أن "الامريكيين يقومون بعملية الدعم من خلال استخدام أشخاص مدربين تدريباً عالياً على التلاعب بالمتظاهرين وتوجيههم إلى ما يريدون لأن عراقاً غير مستقر ولبنان وسوريا غير مستقرين يدخلان في خطة الأميركيين لإفساد منطقة مستقرة ، خصوصا عندما تعتبر هذه الدول حلفاء إيران في المنطقة.

    وقف عادل في منتصف الجبل، دون شك أدرك ان الهروب الى الوراء، الى حيث يرجو ان يخلص رقبته من حبال مدت في وادي الغليان الشعبي، وفي القمة وجهت إليه أسهم الاتهامات . عادل ومن البلادة قرر ان ينزل الى القاع ليمارس ردة الفعل الغبية كما اقرها ذاته، لعل فيها النجاة . فكانت النتائج، ان قلة حيلته وقدرته لم توفق في التقدير، فازدادت غلة التظاهر كاستجابة شرطيه، وللاسف كان حطبها البريء، والغانم فيها الماجور .

     لا زال العرض مستمرا، وسيزاد تأججا، بين مطالب حقه، وبين ارادات غايتها سحق جميع الانداد.

    خلع عادل جلباب التوكيل، وحمل على اكتافه أعباء التوزير، وكأني به ينشد:  ألزمت نفسك شيئا ليس يلزمها.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media