د. صادق السامرائي
كأن الدين تصدح به ألسنتنا ولا تنبض به قلوبنا , ولا تتنعم به أرواحنا , ولاتتعطر به نفوسنا.
فالدين غائب في سلوكنا , ومفقود في عقولنا , ومبني على المجهول في أيامنا , ونعاديه بتفاعلاتنا , ولا نعرفه ولا يعرفنا!!
دين إقرأ , ونحن لا نقرأ!!
دين يسّر ولا تعسّر , ونحن نعسره ونعقده ونجعله الأصعب والأبهم!!
دين إذا جاء نصر الله , ونحن الذين يستلطفون الهزائم والإنكسارات والإنتكاسات!!
دين الإحسان والزكاة , ونحن البخلاء ومن حولنا ملايين الفقراء.
دين البلاغة , ونحن بلغة الضاد جاهلون , وعنها معرضون , وبها أميون!!
دين وجادلهم بالتي هي أحسن , ونحن نتصارع فيما بيننا ويقتل بعضنا بعضا!!
دين إنا أعطيناك الكوثر , ونحن التائهون الخائبون اليائسون والقانطون!!
دين العدل والمساواة , ونحن الجائرون الظالمون المستحوذون على حقوق الآخرين والقاهرون لإرادة إخواننا في الدين.
دين الذين يعقلون , ونحن لا نعقل ونتنكر للعقل ودوره في الحياة.
دين الذين يتفكرون ويتدبرون , ونحن حرّمنا إعمال العقل وإجتهدنا بالتبعية والتلقين والموت العقلي.
دين المتقين , ولا نخاف الله فيما نقوله ونفعله.
دين الذين يبصرون , وعلى أبصارنا غشاوات وننكر البيّن المنير.
دين الصادقين , وقد إتخذنا الكذب صراطا ومنهجا.
دين الصلاح , والفساد في مجتمعاتنا وباء مشين.
دين المحبة والأخوة الإنسانية , وعندنا الكراهية مذهب ودين.
دين التوحيد وعدم الإشراك ونبذ الأوثان , وقد جعلنا من البشر أوثانا نتقرب بهم إلى الله زلفى.
دين أمتكم أمة واحدة , ونحن في فرقة وتصارعات وتناحرات وتبعيات وخضوع لغير الله.
فهل بربك أننا ندين بالدين , أم أن لكل منا رب ودين؟!!
وهل سنعرف ديننا ولغتنا لنكون!!
د-صادق السامرائي