بعد 2003 صارت الحياة في العراق مجرد ضجيج بلامعنى.

سقوط الصنم، نهب المصارف والمتاحف، التبشير بالديمقراطية، قائمة الشمعة، انفجار بالوعات السياسة لتطغي على الساحة اكثر من منة حزب سياسي، نفوق العقال العشائري لممارسة السمسرة للاحزاب الدينية بحجة التعصب للمذهب. 

ومن غير سابق انذار بُلينا باغلب الشخصيات التي اعتلت الحلبة السياسة في العراق صارت تتكلم بالاقتصاد والرخاء والقضاء على البطالة ومحاربة الفساد. لكن  واقع الامر كان بالضبط "  اننا لم نر غنم، ولم نر بعرور، لكننا دخنا من التمعّي " يعني ما قبضنة بس مأمأة  مااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااع .. يعني لغوة فارغة وخداع 

كان أولهم احمد الجلبي الذي سرق اضواء كل الفضائيات وتحدث بلغة الارقام وهو يتقمّص شخصية حاسوب الكتروني والنتيجة انه اشتغل لاسرائيل وايران اكثر من العراق، وساهم في بناء وتمترس الطائفية ؟ اما الفائدة فكانت مااااااااااااااااااااااااااع ... ولولا ان اختار له اسياده الصهاينة الذهاب غير الماسوف عليه لكان لحد الآن يمأمأ في رؤوسنا ماااااااااااااااااااااااااااااااااع

هناك نكرة او "كتبة إمزنجرة" لازال يسطع في اغلب الفضائيات ينظّر في صناعة الطابوق وفساد زملاؤه ، مع العلم انه ليس اقل منهم فسادا .. غير ان النائب الصيادي كان بارعا في خلط رائحة الجهل والغباء مع مااااااااااااااااااع 

هناك النائب هيثم الجبوري الحامل على شهادة دكتوراء في الهندسة يفلسف ويحلل ويضرب ارقام ويرسم منحنيات لا تقبض منها غير مااااااااااااع

النائبة "حسناء الصدريين" ماجدة التميمي المهووسة بلغة الارقام والاقتصاد ، لكنها اول المصوتين في الدورة السابقة على قانون تقاعد البرلمانيين في الوقت الضائع وبسرية وتظهر بعد اسبوع تشجب هذا التصرف؟ و تتحدث بلغة الاكاديميين وتطالب بانصاف البصرة مع انها لاتدري ان البصرة يركبولهة من كراج النهضة لو من كراج العلاوي؟ وبالنتيجة هي وكتلتها المباركة من كل مخابرات الدنيا ترغي في رؤوسنا مأمأة مصحوبة بدوّي صارخ  مااااااااع   ماااااا مااااااع    مأأ ممم  ععععع

وشخصيات كثيرة بدأوا نكرات تعرفوهم تماما واريد ان اجبركم على تفريغ ما في بطونكم عليهم:  ما لكيها وصغيرها وصولاغها وعمارها ومقتداها وعامريها  وووووو 

واخيرا فطحل الاقتصاد الحر والتجارة الحرة والعالم الحر والسينما الحرة وعلوة السمك الحرة والبث الفضائي الحر ... والذي يرجع اصله الى قوم معروفين بشغفهم "بالدهن الحر" وجلد ظهور الفلاحين الجنوبيين الفقراء ونهب محاصيلهم وقوتهم ، حتى اجبروهم على الجلاء والرحيل قبول التهجير بلبل لاليستقروا في مداخل بغداد  تاركين مسقط راسهم في المنتفج  والاهوار الجنوبية . فجأة لم يجد اجداد فطحل الاقتصاد الحر - اقطاعيو الظلم   ظهورا للجلد ليمارسوا ساديتهم ، فاستوحشوا؟ نعم استوحشوا ؟ فهاجروا هم ايضا الى بغداد وانخرطوا في صفوف البعث والحرس القومي ليلاحقون الفلاحين واولادهم الذين اعتنقوا الشيوعية كدين ارضي بعد ان يئسوا من تسويف اوصياء الله لقدرة وعداله في خلقه وارضه .. 

عادل عبد المهدي الذي جاء بعملية مزيفة ومخاض غير شرعي باركته مرجعية  النجف، بالتوافق مع الجار الولي الفقيه والسفارة الامريكية ببغداد كرد اعتبار للدواعش والبعثيين على مافعله ابناء الفلاحين السومرين ، من قلة ادب في الدفاع عن الارض والعرض؟  

رئيس حكومتنا يقلب كل المقاييس والاعراف الاقتصادية ليذبح العراق وثرواته وشعبه تحت اقدام شركات النفط .. وتحت اقدام الكيان الكردي الانفصالي العقيم من الروح الوطنية 

" صرّحَ عادل عبد المهدي... عادل عبد المهدي لا يدري  ماذا صرّحَ عادل عبد المهدي.. "

كل بلدان العالم متفقة على مبدأ حماية اقتصاديتها  من منافسيها بآلية بسيطة واقتصادية في ذات الوقت وهي الرسوم الكمركية. وكل بلد حر في فرض مقدار هذه رسومه، كما انها من الف باء الاقتصاد لدارسي علم الاقتصاد في كل معاهد وجامعات العالم.  فامريكا تفرض رسوما كمركية 300% على السيارات اليابانيةووصلت الرسوم الكمركية 400% على سيارات الساب السويدية لانها كانت مرغوبة جدا على حساب السيارات الامريكية وعندما لم تنفع هذه الرسوم العالية  اشترى كارتل صناعة السيارات الامريكة مصانع الساب وباعتها بعد أنهاكها اقتصاديا وثبتت في تصنيعها عيوبا  الى الصين لتستقر اخيرا عند روسيا ؟ الرئيس الامريكي ترامب حاليا ارعب اوربا برفعه الرسوم الكمركية على صادرات اوربا من الفولاذ؟ وكذلك فعل مع الصين تبعته اوربا بنفس المسعى ضد صادرات الصين لها؟ وبكل الاحوال فان الرسوم الكمركية هي مصدر مالي للدول اضافة الى انه محدد حماية لصناعات تلك الدول 

مجلس الاعمار الذي اسسته الملكية وسارت على تخطيطة ورعته ثورة 14 تموز بنى صناعة وطنية كادت تتكامل لتعطي اكتفاءا ذاتيا من مصانع الزيوت النباتية والسكر والتعليب والنسيج والالبان ودباغة الجلود وتصنيعها والصناعات الاكترونية والكهربائية والصناعات الخفيفة، والاسمنت والطابوق والنسيج الصناعي، وصناعة الادوية ، والزجاج. ناهيك عن الصناعات المعدنية التي تحولت مؤخرا الى التصنيع الحربي.

 سعت امريكا وصدام والبعث كثيرا لتدميرها وتعطيلها وتعطيل كوادرها الدؤوبة والمدربة كان آخرها نهب المصانع بعد 2003 بدخول الامريكان للعراق لتتوا الى خردة وفنييها الى جيش من العاطلين؟

حاليا لايوجد نبض عمل في اي من هذه الصناعات وخلال 15 عام تحول العراق الى مكب للفاسد والمسرطن والمسمم من المنتجات؟؟ 

لكن رغم هذا يتحدث مسؤولي الصدفة عن تخصيصات وموازنات سنوية لدعم الصناعة العراقيىة لتتحول الى حسابات احزابهم ؟ 

عادل عبد المهدي يدرك تماما ان ليس هناك صناعة في العراق؟ وليس هناك انتاجا صناعيا ولا زراعيا؟ طيب لابأس؟ لنعترف بذلك؟ ولنقبل واقع الحال اننا صرنا سوقا مفتوحا لمنتجات القاصي والداني؟ لتغلق الحكومة الغير شرعية اليوم ملفي الصناعة والزراعة؟ لننشط في مجال التجارة والسياحة؟ فمن البديهي ان تفرضون ياحكومة رسوما كمركية على الداخل للاسواق من السلع. ومن البديهي ان تفرضون يا عباقرة رسوم للسياحة بكل انواعها؟ 

وبعد ان اعترفنا اليوم بفشلنا في انتاج كسوتنا وطعامنا لا داعي ان نتكلم عن تطوير الصناعة والزراعة بالتنافس ؟ كما انه ليس من المنطق ان يفترض رئيس الحكومة وجود صناعة او زراعة في البلد؟ وهو بالتالي غير مسموح له التنازل عن مصلحة العراق في الرسوم الكمركية للاردن او اي جهة اخرى الا اذا كان هو متآمر على خزينة الدولة ؟ لصالح الجهات المخابراتية  التي زرعته وحضّرته في انابيب تخصيبها لتنقله لاحقا الى رحم العملية السياسية بمباركة مرجعية النجف مثلما حصل ي 8 شباط عام 1963

مهدي صالح المالكي

190216