قراءة في الديوان الشعري : أسمك (الضوء) للشاعرة فرح دوسكي
    الثلاثاء 12 مارس / أذار 2019 - 03:18
    جمعة عبد الله
    [[article_title_text]]
    معالم المهارة الشعرية وتقنياتها , واضحة المعالم . في ثنايا القصيدة  القصيرة , التي تعتمد في مقوماتها ,  على الايجاز والتركيز والتكثيف . من اجل ابراز معالم الومضة  في الصورة الشعرية , ومنصاتها في  الايحاء والمغزى الدال . تملك هذه القصائد القصيرة ,  البناء الشعري المتين , في الصياغة والتعبيري . الذي يمتلك الفعل الايقاعي في ديناميكيته وحركته وتنقلاته , داخل التعبير  الشعري الدال . الذي يجسد التجليات والتداعيات  ضوئية  الحب  في عمق رؤيته  , في الهواجس والمشاعر  الذات الداخلية , التي تصبو وتهفو الى الحب بكل جوانحها المحترقة , في لذة الشوق والاشتياق . في لذة وطعم قبلة الحب ,  وتذوق عسلها اللذيذ بشهوة الرغبة والاشتهاء الجامح  . في شهوة الحلم المشتهى والمبتغى ,  لكي يقطف ثماره .ولكي يسلك  الحب في الدروب التي تعطيه ,  هواء ونسائم وقوة تدفعه  , في عدة اتجاهات , مهما كانت  التضاريس والطقوس, سواء كانت في الحلو أو في المرارة  . سواء كان  حاضراً أم غائباً  . او كان  في حالة الخفوت , او حالة السخونة . ولكن المشتهى المنتظر يبقى الحلم المبتغى  اليه  , في التولد والانبعاث في ولادته  الجديدة  , لكي يسلكان  الطريق معاً , على نبض وخفقات الروح المتيممة بضوء الحب . مهما كانت احزانه وعذاباته , ومهما كانت العواصف التي تجتاحه , فيبقى الحب هو الرغبة المشتهاة ,  بالاشواق الحارة المتلهفة , يبقى المرام الى  قطف وتذوق عسله ,  بالقبلات التي تتذوق  طعم عسل الشفاه . هذا الحلم الاثير في حواس الوجدان والروح . أشتغلت عليه قصائد الديوان الشعري : أسميك ( الضوء ) . لندخل في ثنايا هذا الضوء العشقي في الحب . الذي يحمل زهرة حمراء , لكي يبعد الوحشة والخوف عن بستان الحب . لذلك صدحت الشاعرة ( فرح دوسكي ) . في اشتعال اشواق الروح والقلب . في نار  الاشتياق المرهف والساخن . فقد قسمت الديوان الشعري , الى أربعة ابواب . لندخل بوابات الحب الاربع : 
    1 - الباب الاول : 
     الحب الصالح للموت : 
    حين تتصدع جدران القلب ,  ويواجه المتاعب والاهوال , وتحزن اطيافه التي تنطبق على الروح بالشجن  . يكفي اشعال شمعة لكي يهتدي الحب الى طريقه  . ويهمس في رجفة :   ( أحبك ) فأنها تفتح باب ريح للانبعاث بعد المغيب 
    قبل أن يمسك يدي قال : أحبكِ 
    اوقد شمعة 
    زرعها في قلبي 
    فتح باب الريح بعد المغيب ... 
    ولكي يتبدد الصقيع في الحب , لكي لا  يصبح زهرة متعبة , لا احد يعشقها . فهي مملوكة لعاشقها الواحد . لتبصح هي وهو ,  واحد . تنام على صدره , وتبدد الصقيع بالقبلات الساخنة . 
    قالت : أنا زهرة متعبة لا أحد يعشقني 
    سأتقدم بهدوء وأنام على صدرك 
    قال : تعالي إليَّ لنلغم صقيعها بالقبلات 
    فأنتِ وحيدة , وأنا وحيد ... 
    -------------- 
    أنا التي لم أنمْ ... الضائعة في عقارب الساعة 
    حتى ولو كذباً ، قل : أحبكِ 
    لو مرة ً ( سأجعلها حقيقة طيلة عام ) .. 
    2 - الباب الثاني : 
    ( أمطرته عشقاً ) : 
    علمها الحب ان تكون فراشة او عصفورة والعاشق عصفور  .  عصفوران يتذوقان طعم  عسل القبلات . حتى تصبح قرين لروحهما . فأن ابتعد  العصفور  عن  ثغر عصفورته ,    تموت . 
    كيف علمتني كل هذا الحب 
    رغم أنك عصفور ! 
     نعم .. أموت ....  إذا ابتعدت ثغرك عني ..... 
    مطر الحب الذي يفيض بالروح , يجعل كل كيانه يهتز بالشق والاشتياق . هذا المطر  الذي يبلل اويغسل الروح , يلهم القلب بالمزيد من المطر . 
    وادلهمت حين أمسكت بها 
    أمطرت .. كل حبكَ ... من كياني ... 
    -------------- 
    لاني في حبك متبلل 
    اللهمَّ ألهمني مزيداً من هذا المطر ! ... 
    وكر الحب المشتعل بالشوق المرهف والمتلهف الى بناء عشه وكراً للحب , حتى تنام عميقاً في سماوات الحب حثيما تشاء . 
    وأنا مشتعلة بالشوق 
    احتاج ان أبني بين يديك لعشي وكراً 
    وأنام عميقاً في سماوت عينيك وتنام حيث أشاء .. 
    3 - الباب الثالث : 
    ( متاهة انثى ) : 
    هدأة الحب لابد ان يكف ان يجوب مسالك الدروب المتعبة معاً . لابد للقلب ان يهدأ ويستكين . حتى يطلق اجنحة الحلم في الليل . حتى تجيء العاشقة في الحلم .حتى يعرف  الناس . انهما عاشقان , رغم الدمعة التي تسيل على الخد . 
    قال : كي لا نجوب الدروب معاً 
    لابد للقلب من هدأة 
    سأجيء الليلة في الحلم 
    ليعرف الناس بأننا عاشقان 
    أومضت بعينها دمعة مالت على الخد 
     اي وحشة القلب , حين يغيب الحبيب ويترك قلب الحبيبة وحيداً ,  يرتجف بوحشة وخوف ,, لذلك يأخذها الحنين والشوق , الى مناداة الحبيب , لكي يطمئن قلبها من الخوف والوحدة في الليل  , لذلك تمسد حلم اللقاء , بمنادة الحبيب . حبيبتي لا تخافي . 
    أي ليل هذا الذي تركتني أنا فيه ؟! 
    من دون عينيك موحش جداً 
    عد وناديني : حبيبتي لا تخافي 
    أنا امسد حلم اللقاء 
     كيف يتجبر الحب  بالصبر بلا ارق , وهي ممتلئة بالقهر , لذلك تحاول ان تلملم انكسار الحب . 
     من أين أستدين صبراً بلا ارقٍ 
    وأنام ممتلئة بالقهر كي ألملم انكساري ! . . 
    ------------------------
      
    اجمل ما في الحياة إنك فتحت لي طريقاً اليها 
    لذا سأبتعد عنك وعنها 
    لن تتسلقني بعد اليوم ! ..... 
    4 - الباب الرابع : ( وطن ) 
    بغداد لن تركع , وهيهات ان يصلوا اليها لكسرها  . وفيها  الشعر والنساء والابطال .يصولون في حب بغداد , ينمو في قلبوبهم  , زهوراً وعبيراً . 
    هيهات يا بغداد أن يصلوا 
    وفيكِ الشعر نساء والابطال تصول .... 
    روحكِ فينا حدائق وزهوركِ للعواصم عبير . . 
    والعراق هنا لا يموت , وانما ينتظر ولادة جديدة اً  , ليملي  الفراغ طفلاً ينعم بولادته   . لا يمكن ان يموت , فهو ينتظر مخاض الولادة بعد العسر غدا   . 
    لا يموت بعد الفقس ! 
    صار يخبرها 
    أنا العراق 
     ( هنا ) 
    وهذا رأسي 
    لا واقفاً كان ولا قاعدا 
    بغداد 
    نبغي الولادة غدا 
    ليحبو في مدار الفراغ طفل ..
    هيا اركضي حافية 
    لان البيت القصيد هو  خنق العراق بالقيود والاصفاد  , هم الحمقى , اللص والحاكم 
    كل شيءٍ عن كل شيءٍ تخلى 
    قيدونا , وقلدوها وساما 
    حمقى ..... اللص والحاكم 
    لذلك بتنا خراف لنكرة الاعياد , ياليت كنا بشراً بلا أضحيات 
    بتنا خرافا نكرة الاعياد 
    يا ليتنا كنا بشرا بلا أضحيات 
    لذلك توظف الاسطورة في الاستنجاد بها ,  في شكوى مريرة لحال بغداد المزري , في قيد الوفاة , لذلك تشكو الى امنا  السومرية  ( عشتار ) 
    يا أمنا عشتار 
    أهذه بغداد ؟ 
    نارا وارقاًماً  في قيد وفاة ! 
    لا أحد ... يسألني 
    فألف حاكم ما اجابوا ! 
    حتى ( حمد ) لا يشعر بمحطة الفراق , وهو يروم الوصول الى سكة العراق ولا ينسى قصيدته  . 
    حمد شاعر والمحطة فراق 
    السكة وصول والمنصة عراق 
    لا تنسى قصيديتك إصلها معك ! 
    × المجموعة الشعرية : أسمك ( الضوء ) 
    × المؤلف : الشاعرة : فرح دوسكي 
    × تاريخ الاصدار : الطبعة الاولى عام 2018 / أور للطباعة والنشر 
    عدد الصفحات : 288 صفحة 

    جمعة عبدالله 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media