رحلة ألغربة وألغدر وألخيانة والطعن في ألظهر وسوء أخلاق بعض ألناس.. بعض ما عاناه ألمغتربون من غدر وخيانة
    الثلاثاء 12 مارس / أذار 2019 - 21:52
    طعمة السعدي
    وفقني ألله عز وجل بعد تخرجي من جامعة بغداد سنة 1966 ونجحت نجاحا" باهرا" في عملي بحيث أنني عملت مع شركة أسبانية في أواخر تلك ألسنة إسمها  SPANCO براتب وساعات إضافية يصل مجموعها ما بين 170 إلى 190 دينار شهريا"، أي ما يعادل 600 دولار شهريا". وكان هذا مبلغا" كبيرا" مقارنة برخص أسعار كل شيء في ذلك ألوقت فكيبو أللحم ب 400 فلس وكيلو ألشكر 75 فلس وإيجار بيت في ألكرادة ألشرقية فيه 3 إلى 4 غرف ب 15 إلى 20 دينار شهريا". وكنت كريما" مع أهلي وأقربائي ألمقربين ويشهد بذلك جميع ألمنصفين منهم. وفي عام 1968 وما بعده بدأت تتقرب منّي ومن زوجتي ألعزيزة ألتي تزوجتها ذلك ألعام إحدى قريباتي جدا" وهي ب م ح وصادقت زوجتي وأخذت تتملق لنا وتسافر معنا في سفراتنا داخل ألعراق وكنت أكرمها وأكرم إخوانها وأخواتها كعادتي مع ألأقارب وغيرهم ما إستطعت سبيلا لضعف حالتهم ألمادية ، بحيث أنني كنت أشتري لها ألأقمشة كما أشتري لزوجتي ونخيط تلك ألملابس لدى ألخياطة أم بشار وهي من إخواتنا ألمسيحيات ومحلها في شارع ألعرصات ألوسطاني قرب شارع ألمسبح وألسفارة ألألمانية وقتئذ وألشهود على ذلك موجودون. 
    تزوجت ألفتاة من شخص إسمه ي ع م وهو معلم عمل في منطقة ألسعدية في ديالى أولا" وكان يأتي للمبيت في بيتي في ألمقدادية  كل يوم ثلاثاء فنكرمه (حيث سكنت لمدة سنة بين حزيران 1971 وحزيران 1972)  كواحد من افراد العائلة ثم تم نقله إلى ألثانوية ألشرقية في ألكرادة ألشرقية فيما بعد وألعربي ألأصيل تغزر بعينه شربة ماء .
     وفي سنة 1975 على ألأرجح إتهم ي ع م بتسريب ألأسئلة ألإمتحانية في ألإمتحانات ألنهائية للمدرسة ويشهد الله أنني حزنت عليه حزنا" شديدا" لأنه من أقاربي أولا" ولثقتي ببراءته ويقيني أنه أجبن من أن يقوم بعمل خطير كهذا في عهد ألبعث ألمقبورثانيا" فتوسطت له قبل أن يعاقب بصديقين في مكتب ألمعلمين لحزب ألبعث فخلصاه من ألتهمة ووقعت هذه ألتهمة بفاعليها ألحقيقيين وهم مدير ألمدرسة ومعاونوه، فعوقبوا وتمت تبرأته فأنقذته من عقوبة بعثية شديدة. ولسوء حظ هذا ألرجل تم تغيير وزير ألتربية ليحل محله تايه عبدألكريم ألذي كان يدرّس في نفس ألمدرسة سابقا" وتربطه صداقة قديمة بإدارتها فأعيد ألتحقيق، وعوقب هذا ألشخص بنقله إلى كركوك وتمت تبرئة ألفاعلين ألحقيقيين، وبقيت عائلته في  بغداد تعاني ألفقر وألحرمان لأن راتبه 40 دينار شهريا" ويقيم في فندق في كركوك، ومصاريف طعام في ألمطاعم  وسفر إسبوعي إلى بغداد وغير ذلك فيطير ألراتب كما نقول فلا تجد ب م ح غيري فتأتي كل فترة لأعطيها مصرف كما تريد وأتذكر أنني أعطيتها 40 دينارا" في أحد ألأشهر وإستمر ألوضع هكذا حتى أقنعت ألمدعو ي ع م على ترك عمله وسندبر له عملا" في بغداد لفائدته أولا" وألتخلص من طلبات زوجته ب ألمتكررة حيث أصبحت مقاولا" ولدي حقل دواجن ينتج ما يقارب 120 ألف دجاجة سنويا" في منطقة مويلحة، ألحصوة، في ناحية ألإسكندرية. ثم إقترح عليه أحد إخوتي رحمهم ألله فتح مطعم في شارع النضال في ألمنطقة ألمقابلة لمديرية ألأمن ألعامة في ذلك ألوقت. وأصابت ألرجل حمى ألبحر ألأبيض ألمتوسط فكان في كل شهر له موعد معها ولا يستطيع ألعمل ليومين أو ثلاثة كان يطلق عليها أخي رحمه ألله (ألعادة ...). وبجهود أخي رحمه ألله وعمل هذا ألشخص نجح ألمطعم وبسبب تكاثر غياباته قرر أخي بيع ألمطعم فربحا مبلغ 800 دينار، 400 دينار لكل منهما، وكان هذا مبلغا" كبيرا" بالنسبة لمعلم مثله. 
    بقي ألرجل بدون عمل وحيث أنني كنت أشعر بمسؤولية أخلاقية لمساعدته وعائلته بحكم رابطة ألقربى قررت تعيينه في مكتبي (مكتب ريم للهندسة ألتطبيقية) براتب 50 دينار شهريا" وهو لا يصلح لشيء فقررت تدريبه على إستعمال أجهزة ألمساحة، وأول تدريب عملي له كان سنة 1976 في تخطيط ومسح طريق يؤدي إلى قاعدة بلد ألحالية ألتي قمت بمسح ألمنطقة ألمخصصة لها وإعداد ألخرائط ألكنتورية وتثبيت رواقم ألإحداثيات وألإرتفاعات لها في سنة 1975. وكان شديد ألبطء في كل شيء ويعرقل عملي بحيث أنني كنت أنتج ربع ما بإمكاني إنجازه بسببه مما سبب لي خسارة كبيرة جدا" في ألوقت والمصاريف اليومية للعمل. تحملته بصبر أيوب حرصا" على مبادئي في مساعدة ألمحتاج غريبا" كان أم قريبا".
    مرت ألأيام وتعلم ي بعض ألأعمال ألبسيطة ومنها قياس ألإرتفاعات فقررت زيادة راتبه من 50 دينار شهريا" إلى 200 دينار شهريا" دفعة واحدة،  وكان هذا مبلغا" كبيرا" جدا في تلك ألأيام، ولا يمثل شيئا" من أرباحي من أعمالي ألمتعددة في ذلك ألوقت حيث حصلت على وكالة شركة سويسرية كانت تدر علي ربحا" كثيرا" جدا". وكنت أأتمنه على صرف ألأجور وألمصاريف ألخاصة في ألعمل في مختلف ألمحافظات ألعراقية وألشهادة لله أنه كان أمينا".
     ومرت ألأيام وكانت أعمالي تزدهر وإستوردت معدات كراج غسل وتشحيم سيارات من ألمانيا ألغربية لنصبه في ألحصوة في ناحية ألإسكندرية، وكنت أسافر إلى سويسرة مع عائلتي سنويا" صيفا". وكان ي يستلم راتبه سواء كان هنالك عمل أم لا يوجد عمل.
    وحدث أن والد ألمدعوة ب م ح فقد عمله وكنت أعتبره كوالدي بسبب فرق ألعمر وسمو أخلاقي فقلت له: تعال وإعمل معي رغم عدم حاجتي إليه حيث كان لدي عمال من منطقة قزانية قرب مندلي غاية في ألأمانة والشرف،  فسألني عن ألراتب فقلت له: أعطيك ربع أرباح ألحقل. لك ربع ألأرباح فقط ولا علاقة لك بالممتلكات ، وإذا رغبت أن تكون شريكا" في ألأرض والمعدات ومعمل ألعلف ألصغير وسيارة ألحمل ألصغيرة نوع واز روسية إدفع لي ربع قيمتها بالتقسيط وسيكون لك ربع بالممتلكات أيضا" ، وهذا ما لم يحصل أبدا".
    أجاب: وماذا إذا خسرنا، قلت له لا تتحمل ألخسائر أنت، تحصل على ألأرباح فقط، وبدأت أموره ألمادية تشهد نقلة نوعية كبيرة جدا" منذ ذلك أليوم رحمه ألله. وبدأنا بمساعدته زرع بستان في ألأرض ألتابعة لي ومما كان فيها ألتفاح والمشمش ورمان من أبي صيدا وألدجيل وتين أسود وأبيض وزيري من ألجادرية كان يهيؤها لي فلاح لدى بيت ألحاج ناجي أللامي إسمه سلمان رحمه ألله وجزاه خير ألجزاء.
    جاءني ي ع م زوج ب يوما" بعد عودتي وعائلتي  من سويسرة في ألعشرين من أيلول سنة 1980 ، وبعد أن تنشنشت أموره وقال: أريد أن أسجل على سيارة في ألشركة ألعامة للسيارات ولا مال لدي (ولم يكن يملك حمارا" قبل عمله معي) فأعطيته 2000 دينار عراقي وهي تعادل 7000 آلاف دولار دفعها للشركة ألعامة للسيارات ولم يرجعها لي أبدا" وهي بذمته إلى يوم القيامة بقيمتها ألفعلية في ذلك ألوقت ورفعت راتبه من 200 دينار إلى 400 دينار في نفس ذلك أليوم.
    كما أقنعت أخا ب وإسمه ع أ بترك عمله في ألإذاعة وألتلفزيون وألعمل معي ومع أخي ألأصغر  للإشراف على ذبح وتنظيف ألدواجن ألذي كان يتم بالقرب من حقل ألدواجن ألعائد لي بعد أن وسعت عملنا بعد إنضمام أخي لي رحمه ألله في عمل ألدواجن بعد أن كان يعمل مع أخ أخر وإختلفا، وقمنا بتأسيس مجزرة أطلقت عليها مجزرة ألإخوان (تم تغيير إسمها بعد هروبي من ألعراق بما يقارب 3 سنوات إلى دواجن ألبيادر أي في عام 1983 ، وكان هذا ألإسم يعود لأخي ألمرحوم ع ألذي توفي في تلك ألسنة رحمه ألله). عيّنا ع أ مقابل ربع أرباح ألمجزرة له بغية تحسين أموره ألمادية حيث لم يكن بإمكانه براتب ألأربعين دينار شهريا" أن يكوّن نفسه على ألإطلاق وبقية ألأرباح لي ولأخي ألمرحوم مناصفة". 
    ومرت ألأيام وكنت أجلب ل ب م ح هدايا من سويسرة لم تحلم بها أبدا"، وحدث لي ما لم يكن في ألحسبان في شهر  تشرين ألأول سنة 1980 حيث أتهمت باطلا" بإنتمائي إلى حزب ألدعوة ألإسلامية وهي تهمة باطلة، وكل ما هنالك أنني وعدت شخصا" كان صديقا" عليّ هو ألشهيد إبراهيم محمد علي ألنصيري بأنني مستعد لدعم نشاطهم ضد ألمقبور صدام ماديا" ، ولما أعتقل وعذب أخذ يعترف علي وعلى غيري بإعترافات مكتوبة مسبقا". ولحسن ألحظ وردتني إشارة فهربت وعائلتي إلى ألأردن مستخدما سيارتي ألتويوتا كراون موديل 1980 حيث كانت لدي وثائق تسمح بقيادتها إلى خارج ألعراق (ترب تكت ( Trip Ticket وموافقة سفر لي ولعائلتي كنت أستخرجها في أليوم ألتالي ليوم عودتي للعراق بعد كل سفرة لأن قلبي كان يشعرني بأن علي أن أكون مستعدا" للسفر أو الهرب في أي لحظة. 
    فكيف جازاني ي ع م وزوجته ب م  بعد ما حل بي وهروبي وخلاصي برعاية ألله عزوجل حيث تم إصدار كتاب من مديرية ألأمن ألعامة بإلقاء ألقبض علي وهذا نصه ووجده أقرباء أعزاء علي ضمن ألفايل ألكبير ألخاص بي لدى مديرية ألأمن وسلموني إياه مشكورين بعد عودتي للعراق في ألثاني عشر من حزيران 2003 ولا زلت أحتفظ به، وهذا نص كتاب إلقاء ألقبض علي: 
    بسم ألله ألرحمن ألرحيم
    مديرية أمن ألزوية                                                                   مديرية ألأمن ألعامة
    يرجى ألإشارة إلى .... غير واضحة             شعار ألجمهورية               مديرية أمن ألرصافة
    ألعدد 321                                                                                ألعدد 18522
    ألتأريخ 26/10/1980                                                                ألتأريخ 25/10/1980 
    إلى ضابط أمن ألزوية
    م/ برقية

    يرجى إلقاء ألقبض على ألمتهم طعمة عزيز ألسعد وألسيارة ألمرقمة 75504 نوع تويوتا بيضاء أللون موديل 1980 من سكنة بغداد ألكرادة ألشرقية سبع قصور وإرسالهما إلينا وإعلامنا لطفا". 
      مفوض حسين
     لإجراء أللازم                                                                   توقيع
    توقيع                                                                       ع/ مدير أمن ألرصافة
     ألضابط

    من يرعه ألله ويحبه بسبب إيمانه ألعميق بالذات ألإلهية وتنزيهه من ألخرافات وألأساطير ألتي تنسب إليه، ويعمل ألخير للناس يحميه سبحانه عز وجل.
    أخبرت زوجتي أن علينا ألهرب خلال 20 دقيقة، فحضري لنا حقيبتين فقط لنا ولأحباب قلبي أطفالي ألثلاث وسألتني عن ألسبب فقلت لها ألأشرار يريدون إلقاء ألقبض علي وسأذهب لإخبار أخي ألعزيز ألمرحوم م ع أبو ص وأختي ألعزيزة س أما أخي ألأصغر فكان موجودا" مع والدتي وزوجته وبنتيه ر ،و  ز بسيارته بإنتظار ألذهاب إلى حقل ألدواجن وأرضي في مويلحة حيث رتبنا ألذهاب إلى هناك مع عائلتي أخي ألمرحوم م ح وأختي ألعزيزة س فأخبرت أخي ألأصغر بالموضوع فعاد ووالدتي وعائلته إلى ألبيت وذهبت لإخبار أخي ألعزيز م  ع وأختي ألعزيزة س.
    جاء أخي ألمرحوم م ع ألذي خلف خلفة" لا مثيل لها خلقا" وتربية" ونبلا" كما فعلت أختي ألعزيزة ، وأخي ألمرحوم ع وأخي ألمرحوم  ج. فطلبوا مني ترك عائلتي وألهرب وحيدا" فقلت لهما لا أستطيع العيش دون عائلتي.
    وضعنا ألحقائب في ألسيارة وأخذنا جوازات سفرنا وألدولارات ألمسموح بها حيث أخذتها من حسابي في مصرف الرافدين فرع ألسعدون، مقابل سينما ألنصر، وذلك بعد حصولي على موافقة سفر إلى ألدول ألعربية قبل ذلك اليوم بشهر تقريبا"، وتوكلنا على ألعلي ألقدير ألرحيم وتركنا بغداد في حوالي ألساعة ألحادية عشر صباحا"  في ألثاني وألعشرين من شهر تشرين ألأول سنة 1980 وصحبنا أخي ألمرحوم ج إلى ألرطبة بعد إصراره على ذلك رغم إلحاحي عليه بعدم صحبتنا لخطورة ألأمر عليه، فرفض وبعد وصولنا إلى ألرطبة وتدقيق جوازاتنا تم ألتصريح لنا بالسفر فعاد أخي بسيارة نقل ركاب مرسدس 18 راكب بعد أن ودعنا بعضنا بعضا" ولم أواصل سفري بإتجاه ألأردن إلا بعد أن تحركت سيارة ألمرسيدس بإتجاه بغداد.
    كان أطفالي يبكون منذ إتجاه ألسيارة إلى ألمأمون بدلا" من طريق الحلة فإعترضت بنتي ريم ألتي لم تكمل ألسابعة وقتئذ صائحة" هذا ليس طريق مويلحة إلى أين أنت ذاهب؟ فقلنا لها نحن مسافرون سفرة قصيرة إلى ألأردن بمناسبة عيد ألأضحى وسنعود بعد بضعة ايام، ولم تقنع وإزداد بكاؤها وأختها ر وأخيها ح، وإستمر بكاؤهم ألذي كان يقطع قلبي حتى وصولنا إلى عمان عند منتصف ألليل (في ألواحدة صباحا" حسب توقيت ألعراق) وبحثنا عن فندق مقبول حيث قادتنا إشارات ألطرق إلى وسط البلد حيث ألفنادق ألشعبية ألرخيصة. وبعد بحث دام أكثر من ساعة وجدت فندق ألفلادفيا في مجمع نقل ألركاب في ألعبدلي في عمان، وكان فئة 3 نجوم، فحجزت فيه شقة مؤثثة فيها غرفتين ونزلنا وطلبنا طعاما" وكانت ألساعة تقارب ألثانية صباحا" يوم 23 / 10/1980 ونحن في غاية ألتعب وبدأت رحلة ألغربة إلى يومنا هذا.
    في ألحلقة ألقادمة سأكتب عمّا لاقيناه من ضابط الحدود وداخل ألحدود ألأردنية، وما حصل في عمان، وهروبنا من جديد إلى القاهرة ثم إلى سويسرة. وأحمد أحد أحد فرد صمد لم يتخذ صاحبة" ولا ولد، ألعارف بما في ألقلوب ألكاشف لما في ألصدور، وألعارف بمن إتخذ ألدين طريقا" للرياء وخداع ألناس وألطمع في ألثواب، وهو لا يعرف من جوهر ألدين بمقدار جناح ألذباب، أحمده قدر ألكون وإتساعه في كل ثانية بما يفوق ألخيال منذ ما يقارب ألأربعة عشر مليار سنة، قبل خلق ألمجموعة ألشمسية وبضمنها ألأرض بأكثر من خمسة مليارات سنة ، أحمده وأعجز عن ألتعبير عن شكري له فلا تفي فضله الكلمات ولا تسع مكارمه ألمحيطات،  أحمده وحده لا شريك لا ولا أشرك فيه إنسيا" أو جنيا.
    إلى ألحلقة ألقادمة بعون ألله.

    طعمة ألسعدي
    لندن
    11 آذار 2019
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media