وَيْل كونولي ؛ فتى أستراليا الشجاع !
    الأربعاء 20 مارس / أذار 2019 - 20:30
    هاني الحطاب
    أن جريمة المسجدين في نيوزلندا ، هي بكل المقايس هي  عمل فردي ، وتعبر عن حصر نفسي لفرد مأزوم ، يعاني من عقدة داخلية ، وحياتية ، وليس كما يحاول أن يصورها البعض على  أنها تعبير عن رأي اليمين المتطرف ، فهو ، لا ينتمي لمنظمة أو حزب متطرف ، كأنتماء الدواعش لدينا إلى احزاب ومنظمات ، تكلف أعضاءها وتخطط لهم ، وتحدد لهم  نوع الحريمة التي عليهم أن يقوموا بها  ، فمجرم ، نيوزلندا أخذه على عاتق  أن يقوم بمجزرة ، ويوظفها لصالحة ، برفع شعارات عفى عليها الزمن ، بسيادة البيض ومحاولة المسلمين سلب أراضيهم . فقد أراد أن يظهر جريمته في أطار شرعي وقانوني ، وبأنه ، يدافع  عن آخرين سلبت حقوقهم واضطهدوا . هذه الاطروحة ، ما عادة ، تجد لها أذن صاغية ، ولكن بما أننا نشك بسلام العقلية ، لهذا المجرم ، نريد نبين بأن ، حتى ما يعرف باليمين لا يتبنى طريقته ، وعلينا ، أن لا ننخدع بما يرفعه هؤلاء الأشخاص ، نقصد ، أمثال هذا المجرم ، ،من شعارات ، بقصد الخداع  ، وأشراك  الآخرين غصبن عنهم  بافعالهم ، ومن ثم ، جعل أنفسهم ممثلين إلى احزاب ومنظمات في أوربا أو أمريكا ،  ونخدع  ، نحن أنفسنا  في الأستخدام اللغوي ، لتلك المفاهيم ، لأن هذا يشرعن أفعال هؤلاء الذي لا يتبن أحد  أسلوبهم ، في أي من أوربا أو أمريكا أو أستراليا . ورغم  أننا  ، نعترف من جهة آخرى  ، بأن هناك ضيق وشكوى من قبل تلك الدول ، من الوجود الكثيف ، والغير مبرر ، لكثرة من المهاجرين . ولكن علينا أن نضع هذا الوجود في سياقه التاريخي . فالمشكلة ، ليس الهجرة والمهاجرين ، فهي حالة طبيعةً ، ، مثلي هبوب الريح ، من الأماكن العالية الضغط إلى الوطئة ،  مثلما هي ظاهرة بشرية منذ أقدم الفترات ، ولكن أن هذه أصبحت عئب كبير على تلك الدول ، وباتت أكثر مما تتحمل ، وأصبحت تجارة  . وساهمت عوامل كثيرة في أنتاجها. ومن هذا العوامل ، والمعروف على نطاق واسع ، هو فساد الدول الأم ، وتخلفها وتبديد ثروة بلدانها ، بالحروب  منذ الاستقلال الوطني ولحد يومنا هذا ، فلا يمكن لنا اليوم نتخيل أوربا أو أمريكا أو استراليا بلا مهاجرين ، لبدت تلك مدن اشباح . وبما ليس من أختصاصنا ، معرفة وتعداد كل أسباب الهجرة . فقد كان هدفنا من هذه المقالة القصيرة الأشاد بطولة فتى استراليا وَيْل كونولي ، مواطن ولاية فيكتوريا ، والذي بات يعرف الآن بفتى البيض . والذي أخد يحصد الجوائز والدولارات ، على عمله الشجاع  ، وينال التقدير . ونريد نقارن بين أسلوب وَيْل كونولي الحضاري ، وأسلوب المجرم برنتون . فهذه الفتي تصرف بطريقة حضاري ، في أسكات خصمه بطريقة حضارية ، وبأسلوب لطيف ، لم يخلف أَذًى أو يخدش الذوق .  وكل ما قام به ، هو  رمى  سنتاتور أراد أن يلقي الوم على المسلمين  جراء هذا العمل الأجرامي ،. فنحن ، نعجب، ونتسأل ،  لماذا ، لجئ برنتون ،  لهذه الطريقة المنكرة ، والطريقة الفضة ، والعنفية ، والتي خلفت ضحايا كثر وأسالت  دماء برئية  ، ولم  ، يلجاء هذا المجرم ، لطريقة لطريقة وَيْل ، إذا لم يكن هو في الأساس ، غير طبيعي ، ولديه تخلف عقلي ، رغم كل ما قدمه من حجج ومسوغات لجريمته . فماذا ، يحدت ، لو أن هذا المسؤول عن تلك الجريمة  ، عمد ، لطريقة مماثلة ، كأن ، كان يقوم برشق المصلين في البيض أو الطماط ، أو رشهم بخراطيم المياة ،  ليعبر عن سخطه ، وغضبه منهم ، لما خلفت ، تلك الماساة التي عادة على بلاده بسمعة سيئة ، وأدت إلى أضرار فادحة ، وألحقت الأذى بالناس . فلا شك أن كان سوف يكسب تأيد الكثير من الناس لصفه ، ولبدء اكثر معقولية وتحضر من السلوك الهمجي الذي أتخذه . فنحن من ناحية ، نرى ، أن وَيْل كونولي حاز على إعجاب من قبل الكل لسلوكه الحضارية وطريقة المهذبة  في التعبير عن رفض ، إلى تبريرات السنتور ، فريزر أينغ . فهذا الأسلوب الذي أحياه وَيْل ، كان هو الأسلوب الذي يعبر فيه عن الرفض والأحتجاج بوجه مسؤول أو ظاهرة مسئية ، في فترة الأزهار الثقافي بالعالم في فترة السبعينات . ولكن نرى عالمنا ، وخصوص ، ما يسمى الدول النامية ، والشرق الأوسط على وجه الخصوص بات يعبر عن احتجاجه ، في القنابل والتفجير على طريقة الدواعش . فهل يعود عالمنا ، بعد فعلة وَيْل كونولي ، لصواب والطريقته الحضارية ، بدل الطريقة التي تزهق أرواح البشر  ولا تدمر المباني  ؟ وفعلت وَيْل لا تقتصر على كونه رمى سنتور أحمق في بيضه ، تكسرت على رأسه ، وإنما بكونها ، أشارة من جديد لطريق الصحيح في التعبير عن الاحتجاج والغضب في أسلوب حضاري . فهذا الفتى الشجاع يذكر ، ببطل قصة هانس اندرسن ، الذي ، صرخ بأن الملك عاري ، بعد أن كان يراه رعاياه يرتدي ثياب بفعل الخوف أو الغفلة ، فبيضة وَيْل كونولي  ، هي صرخة احتجاج وأستيقاظ  ، وصحوة ، ودعوة ،  لعودة لأسلوب الحضاري . وإذا كانت فعلت الجرم قد أرادة تشويه وجه أستراليا وسمعتها الناصعة ، فأن لمسة وريشة وَيْل كونولي الفنية أزالت في التو ومباشرة  ، عن وجه أستراليا  تلك الخدشه . ولا نملك ، في نهاية سىوى ، دعوة ، ونطلب  ، من كل تلك الجحافل من الدواعش ، وزمر الأرهاب ، التعلم من وَيْل والعود إلى الأسلوب الحضاري بتعبير عن غضبهم واحتجاجهم . فهم بعد ما حدوثوه في بلدانهم من خراب وتدمير ، والذي لم يسفر عن شيء آن لهم أن يصحوا ، على صرخة فتى يافع . لقد كانت لمس وَيْل كونولي لمسة فنية مباركة ، كان الكل  في أمس الحاجة أليها ، وليس مهم أن تكون جاءت من حكيم أو فتى ، بل المهم عمق الدلالة ، وفحوى الرسالة . فلا يمكن ألى أسترليا ، ونيوزلندا  ، اللذان بذل الكثير في سبيل الهجرة  أن ينال من سمعتهما عمل طأش . وهكذا ،  نرى في عمل وَيْل كونولي ، بأنه أعاد الأمور ألى نصابها ، وضع مثال يحتذى وأسلوب يتبع وأعطى درس أراد منه أن ينسى . فليكن البيض والطماط ، أو خراطيم المياه ، هي الطريقة ، في التعبير عن غصبنا وتأزمها ، بدل البنادق ، والقنابل ، في حصد الأرواح البرئية . ولتكن طريقة  وَيْل كونولي ، هي طريقة التفاهم ، من الآن فصاعداً .  

                                     هاني الحطاب 

                                    أستراليا
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media