عيد النوروز
    الخميس 21 مارس / أذار 2019 - 03:26
    راغب الركابي
    أُقدم التهنئة الخالصة لجميع الأخوة والأخوات  بمناسبة  العيد  ،  في إيران وكردستان وفي جميع الدول التي تحتفل به و ببداية  السنة الهجرية الشمسية  ،  وأبارك لهم هذه الأيام راجياً لهم السعادة والأمن والإستقرار والمستقبل الزاهر .
    وفي هذه المناسبة أتذكر  معكم  تلك الحكاية التي تروى عن الإمام علي عليه السلام   وهو يهنيء زواره  في  الكوفة دار الخلافة  ،  وهم يقدمون له حلوى العيد فراقت له  هذه الهدية فقال في لحن الفرح  (  نورزونا كل يوم )  ،  نعم نتمنى أن تدوم الأفراح والمسرات لشعبنا ولشعوب المنطقة ،  داعين الله أن يبعد عنهم كل شر وكل خديعة وتآمر .
    في  -  عيد النوروز -  نتذكر تلك الحكايات الشعبية وتلك المسميات التي يعج بها لسان  الشعب البسيط   في الزيارات واللقاءات والإحتفالات  على صعيد  تلك الأرض الطيبة ،  ومع يوم الذكرى أنبه الجميع إلى أخذ الحيطة والحذر  والتدابير اللازمة  ،  لكل ما يحصن الجبهة الداخلية ويعزز من  قوى الوحدة الوطنية والتلاحم .
    ليس  الإحتفال -  بعيد النوروز -  بدعاً من العمل كما   يظن  ذلك  بعض المتخلفين  ،  ومن في قلبهم مرض  والحاقدين   من ذوي العقول الباهته  ،  إنما هو يوم التجديد والنظر للمستقبل من وحي إعادة النمو في الطبيعة والتبدل في تفاصيلها ،  هو يوم دقيق حسابياً ومنه أنطلقت ترانيم الشهور والأبراج ونظم الساعات  والسنيين ودورات الحياة   .
    ليس  -  عيد النوروز  -  مناسبة أتخذها المجوس وعبدة النيران كما يتوهم دعاة الفتنة  ومثيري  الشغب   من أصحاب العقول الضيقة   ،   إنما هو مبدأ حركة الشمس صعوداً في الفصول والأيام  ،  ولهذا أصبحت نقطة البدء في الحساب الشمسي لهجرة النبي محمد ، وهي بهذا أدق من سنواتنا القمرية القلقة التي تترامى يمنة ويسره  من غير إستقرار ولا ركون ، ولعل أحدكم يسأل كيف لشهر الربيع القمري أن يكون في فصل الشتاء ؟  ، أين هي تلك النسبة والتناسب بين الأسم والمعنى  ؟  ،  ولغة العرب حريصة أن يكون  للأسم    دلالة ومعنى معين    ، وليس هكذا منفلتاً   من غير ربط  أو قيد   ،  وفي ذلك  تجدوني أحرص الناس فيما لو أُعيد النظر بسنتنا القمرية  ،   وأعيد النظر  في شهورها  بحسب  الطبيعة  والمقتضي   ،  بحيث  يتسنى لنا  ترتيب الشهور  وفقاً  للهجرة النبوية في الحساب الشمسي   ،  جازمين إن ذلك  يعيد  التوازن والتعادل  والإستقرار  في  عدد السنيين  والشهور   .
    إن  - عيد النوروز – مناسبة ندعوا فيها شعوب المنطقة لتوخي الحيطة والحذر ،  والنظر بعين الرعاية لمصالحها من غير تسويف ولا شعارات كبيرة من غير مضمون   ولا إحتكار للحق  ،  وندعوهم للتخفيف من حدة الإنطوى والتزمت في الطرف المقابل  ،    وندعوهم  لتتبع طريق الخلاص عبر الكلمة السواء  التي هي رهن الثقة والشعور بالمسؤولية  .
    في  -  عيد النوروز  - أجدد التهنئة لكل شعوب المنطقة ، متمنياً للجميع  السلام والحرية والعدل ،  والتأكيد على روح التآخي والعيش المشترك فهو سر الوجود في منطقتنا التي لا تحتمل المزيد  ،  من الفتن والعواصف  فشر الناس من ساعد العدو في تهديم حاضره ومستقبله  .
    وللجميع نقول السلام والمحبة والأزدهار والتقدم ، وكل نوروز وأنتم بخير ..

    راغب الركابي

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media