د. صادق السامرائي
لو ملكت عشرة قروش وفقدت واحدا , فأن التسعة قروش الباقيات ستفقد قيمتها بسبب هذا النقصان , ويتنامى في أعماقك حافز شديد للبحث عن القرش المفقود.
وعندما تفقد نسعة قروش ويبقى عندك قرش واحد ماذا تفعل؟
إنه البحث , لكن طاقة البحث عن التسعة قروش ستكون أقل من طاقة البحث عن قرش واحد مفقود!!
والأمة تبدو وكأنها فقدت تسعة قروش وبقي عندها قرش واحد , لا معنى له ولا قيمة ولا دور , وهذا القرش يستلب طاقاتها ويبدد قدراتها ويجعلها تبيد!!
فكيف تستعيد الأمة طاقات البحث عن ذاتها؟!
تسعة قروش تبحث عن القرش المفقود , والقرش الواحد يقف عاجزا وقد فارقته تسعة قروش , وكأنه يتشوق للحاق بها , ولكي نستمد طاقة البحث عن القروش المفقودة , لا بد لنا من تحسس القرش الموجود ونلمسه , ومعرفته وإدراك قيمته وأن نتساءل ماذا نفعل لو أنه أيضا مفقود!!
أيهما أفضل قرش موجود أم قرش مفقود؟
إن الموجود يجود والمفقود يعود , وذلك بالجد والإجتهاد في البحث والبحث وبإبتكار الوسائل كيف سيعود , وبأي هيأة وصفة سيعود.
فالقرش الموجود يلد قروشا , والقرش المفقود يبني عروشا!!
ذلك أن العلاقة ما بين القرش بحالتيه , تكون ما بين الطاقة النفسية الإنسانية السلوكية , والإرادة المتوثبة المنطلقة إلى ما يؤكدها ويعبر عنها ويجسدها بأقصى وأروع قدرات التجسيد والتحقيق.
ولهذا فأن الإنسان مطالب بحث القوى الكامنة فيه وتوظيفها في البحث المتصل بالأمل والتفاؤل , والإيمان بأنه سيجد ما يريده بتواصل البحث والعمل الجاد والمجتهد ولا يمكن لبحث أ عن شيئ أن يخيب.
فإذا كنا نبحث عن القوة والقدرة الأفضل على الحياة , فأننا سنبحث وسنجد قرشنا المفقود , أو سنراكم قروشا عديدة حول قرشنا الموجود.
إنه البحث الذي يعيد لنا كرامتنا وعزتنا ودورنا , فابحثوا ولا تتجمدوا وتتحنطوا وتكونوا من الخائبين المستلطفين لما هو حزين!!
د-صادق السامرائي