سيري لانكا .. الضحيه الجديده
    الثلاثاء 23 أبريل / نيسان 2019 - 06:25
    د. ميسون البياتي
    بعثت الملكة إلزابيث الثانيه ملكة بريطانيا في يوم عيد الفصح , المصادف عيد ميلاد الملكه الثالث والتسعين برسالة تعزية لشعب سيري لانكا بعد سلسلة من الانفجارات في الكنائس والفنادق في الدولة الجزيرة قتل 309 أشخاص على الأقل ، وأصاب 450 شخصاً بجروح في الهجمات التي وقعت يوم عيد الفصح وعيد ميلاد الملكه 

    في رسالتها إلى رئيس جمهورية سري لانكا ، ميثريبالا سيريسينا ، تحدثت الملكة عن حزنها العميق وأشادت بخدمات الطوارئ في ردها على الحادث الذي وقع في سيري لانكا الدولة العضو في رابطة الكومن ويلث البريطانيه منذ العام  1948 حتى اليوم

    قالت صاحبة الجلالة في رسالتها : لقد شعرت أنا و الأمير فيليب بحزن عميق عندما علمنا بالهجمات في سيري لانكا ووجهنا تعازينا إلى أسر وأصدقاء من فقدوا حياتهم . أحيي  الخدمات الطبية وخدمات الطوارئ التي تقدم الدعم لأولئك الذين أصيبوا . إن أفكارنا وصلواتنا مع جميع السيري لانكيين في هذا الوقت العصيب 

    سيري لانكا كانت خاضعه الى التاج البريطاني كجزء من جوهرة الهند وتعرف بإسم ( جزيرة سيلان البريطانيه ) حتى عام 1948 حين إنسحبت بريطانيا من الهند برمتها بسبب مديونتيتها العاليه الى الولايات المتحده الأمريكيه , وهذه الديون تسببت نتيجة الحربين العالميتين الأولى والثانيه 

    تشبثت بريطانيا بوجودها في سيلان , وبقيت الملكه إليزابيث الثانيه ملكة على البلاد ومعها الحاكم البريطاني العام على جزيرة سيلان ويليام غوبالاوا حتى 22 مايس 1972 فيما نجحا في تعيين أول رئيسة وزراء إمرأه في كل العالم وهي ( السيده بندرانايكا ) في العام  1960 خلفاً لرئيس الوزراء زوجها  المقتول سولوم بندرانايكا بسبب توقيعه  اتفاق بندارانايكا – تشيلفانياكام  مع حزب التاميل الرئيسي في سيري لانكا لتأسيس الحكم الذاتي للتاميل في البلاد 

     عارض عدد كبير من التاميل والسنهالا بنود هذا الإتفاق ما جعل بندرانايكا يقوم بتمزيق وثيقة الإتفاق مما شحن الطائفتين السنهاليه والتاميليه وجعل ناسكاً بوذياً يندفع فيقتل سولوم بندارانايكا عام 1959 ويوصل البلاد الى حرب اهليه قاسيه دامت 26 عام 

    حين تسلمت السيده بندرانايكا الحكم خلفاً لزوجها رأست الوزاره مرتين 1960 _ 1965 ثم 1970 _ 1977 وكانت الملكة إليزابيث هي ملكة البلاد وويليام غوبالاوا هو حاكم البلاد ف تمكنت بندرانايكا من إدارة شؤون البلاد بشكل معقول رغم كل المشاكل المعيقه , لكن الوضع الدولي والأوضاع الداخليه حتمت على الملكه سحب الحاكم العام ولم تعد هي ملكة ( سيلان البريطانيه ) عندها تحول البلد الى جمهوريه امريكيه تحت تسمية : جمهورية سيري لانكا الديمقراطيه بتاريخ 2 مايس 1972 

    تم تجريد بندرانايكا من السلطة في انتخابات 1977 ، جُردت بندرانيكا من حقوقها المدنيه في عام 1980 لإتهامها بانتهاك السلطة خلال فترة ولايتها ومنعت من الحكم لمدة سبع سنوات . لكن خلفاءها فشلوا في معالجة القضايا الاجتماعية ، وقادوا البلاد إلى حرب أهلية طويلة . عندما عادت إلى قيادة الحزب في عام 1986 ، عارضت بندرانايكا السماح لقوات حفظ السلام الهندية بالتدخل في الحرب الأهلية لأنها تنتهك السيادة السيري لانكية وتطيل أمد الحرب التي عصفت بالبلاد 

    بعد فشلها في الفوز بمنصب الرئيس في عام 1988 ، عملت كقائدة للمعارضة في المجلس التشريعي من عام 1989 إلى عام 1994

    عام 1994 فازت ابنتها تشاندريكا بندارانايكا كوماراتونجا في الانتخابات الرئاسية في ذلك العام ، وهي سياسية سريلانكية عملت كرئيسة خامسة لسيري لانكا  94 _ 2005 فقامت البنت بتعيين والدتها السيده باندرانايكا بمنصب رئيسة للوزراء للمرة الثالثه 1994 _ 2000  حيث تقاعدت بعمر 84 سنه وماتت بعد شهرين 

    الصراع الدولي في سيري لانكا من خلال لاعبين في الحكومه أو المعارضه , ومن خلال تحريك التاميل والسنهلا بعضهم ضد بعض بقي صراعاً خامداً تحت الرماد حتى جاءت صفحة تحريك الصراع حول حوض الباسفيك وجنوب شرق آسيا , فما أن حصلت مذبحة المسجدين في كريست تشيرتش النيوزيلنديه على يد متطرف يميني استرالي تم اعتقاله وتوجيه تهمة قتل 50 مسلماً وجرح 50 آخرين , حتى قامت السفاره الإكوادوريه مقابل ذلك بتسليم الأسترالي جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس الممنوح حق اللجوء الى سفارتها في لندن منذ العام 2012 الى السلطات التي تتعقبه , بحجة واهيه هي أنه نشر صورة الزعيم الإكوادوري ممدداً بشكل لا خلل فيه على ىسرير بسيط وأمامه طبق مشويات بحريه يستطيع أي مواطن من الدرجه المتوسطه أن يأكل مثله والصوره ليست فضيحه بأي شكل من الأشكال ولا تسبب هذا الحنق الشديد إلا اذا كان السبب مجرد حجه

     ولم يمض أكثر من اسبوعين حتى تمت تهنئة ملكة بريطانيا المسنه بقتل 309 محتفل بعيد الفصح وعيد ميلادها وجرح 450 في البلد الكومون ويلث البريطاني منذ 70 عاماً , إتهمت الحكومه السيريلانكيه جماعة التوحيد الإسلامي المتطرفه بتدبير المجزره ونشرت صورة هاشم زهران واحد من الإرهابيين السبعة والمسؤول عن الإنفجارات 

    من يتفحص تاريخ صراح مصالح الدول العظمى في الباسفيك وجنوب شرق آسيا لن يصدق أنه حقد متطرف يميني مهما تطرف , أو أنه تطرف جماعة إسلامية ضاله مهما كان ضلالها فالمتطرفين من كل الأصناف ما هم أكثر من بندقية للبيع , الصراع هو لعبة مصالح الأمم الكبرى , ومن أراد الإستزاده عليه العوده الى كتاب فرنسيس فوكوياما ( نهاية التاريخ )  بنسخة إنكليزيه , لاتقرأ الكتاب باللغة العربيه لأن الترجمه محرفه , فكما تنبأ فوكويوما , بعد إقرار صفقة القرن بما لها أو عليها ويهدأ الشرق الأوسط .. الآن يتم التحرك السريع لإشعال لعبة المصالح في الشرق الأقصى
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media