تلاقفوها .. فلا ديمقراطية هناك ولا احتلال .. ولاتنطوها
    الخميس 25 أبريل / نيسان 2019 - 20:59
    مهدي المالكي
    "من كل زيج رقعة"....
    هكذا باغتونا مُبارَكين بختم المرجعية وثلاث خمسات، وشمعة.  ليطفؤوا شمعة الديمقراطية التي طال انتظارها، بل وليمحوها من محاور تفكير الاجيال العراقية القائمة والقادمة .. مرّت ستة عشر عاما عجافا تبشر بأعجف منها قادمات ! زوّروا، حرّفوا، عطّلوا، أحرقوا، قتلوا ولازالوا يقتلون الاحلام قبل الارواح ليخلدوا قرادا او جَرَبا على جلودنا تجري من تحتهم أنهار دماؤنا ومن فوقهم أنابيب تهريب النفط العراقي ! إذن هم في عليّين العملية السياسية التي منحتهم إياها الصهيونية العالمية لتسوط وتدمّر بهم حضارات وادي الرافدين، ثم تودعهم في جرار الاربعين الف حرامي ربما لتبول عليهم حسنة ملص.
    لا أستغرب ولا تستغربوا أنتم ايضا من الطريقة التي مرّ بها كل هؤلاء البغاة من تحت عباءة المذهب مع أنهم ذيولا لأعداء العراق او نوافذ مخابراتية او خميرة لمخابرات البعث؟ او مشاريع بحثية- للتدمير لكل ماهو عراقي أرضا، بيئة، جيشا، إقتصادا، تاريخا، مخلوقات، إرثا، فنا، وحتى مذهبا؟ لان ذات الجهة  سبق وان باركت مجيء البعثيين؟ وإحتفلوا سوية بقتل الزعيم عبد الكريم قاسم؟
    المشترك الوحيد لكل هؤلاء الحثالة والذين إرتضو القسمة عليه أن "ما ننطيهة السلطة" للشعب الذي أذهلته مناظر أشلاء أولاده وبناته في المقابر الجماعية التي أعلن عنها إبليس الموساد والسي آي أي- الاّ مغفور له أحمد الجلبي- والذي ألقى بتراب المقابر الجماعية في عيون الشعب وعقله ليمنح ثقته لحرامية التدين والديانة وروّضَ الشعب بطريقة عجيبة وأوقفهم  تحت منابر النفاق يتبركون بمنديل ورقي يقذفه أحدهم، او "تفلة" يتكرم بها أحدهم، او يبكون على أنفسهم ومستقبلهم في مجالس عاشوراء وكارثة حدثت  بكربلاء 62 هجرية ..
    من تحت "سقيفة بريمر" نفق المزوّرون والفاشلون والمهرّبون المستوَرّدين من سراديب أوربا مكبسلين في حسنيات المعونات الاجتماعية، والتاركين لبسطيات النضال على أرصفة دول الجوار، متدافعين مع ورثة الحكم العثماني والوهابية، يقودهم سروال جبلي خبير بدروب العمالة ومشبع بكره العراق والعراقيين، ليلبننوا ويقسّموا بلدا قام على التنوع الحضاري والإثني والمذهبي، وعاش لايقبل القسمة الاّ على نفسه مثل الذكر المحفوظ. 
    الاحتلال والصهيونية العالمية تدرك ان بلدا مثل العراق ليس كغيره من البلدان فالامساك به كفريسة يحتاج الى أزمان! لذلك عمدوا الى ان يكون التغيير فيه بطريقة مترهدنة لنقش هدفهم بهيئة "وشم" ! نعم نقش وشم على جلد الوطن يتعوّد عليه الناس/ العراقيين ويتقبّلوه مع الوقت .
    إصطفّ الغُمّان أمام بريمر ليصنفهم كعربون لتقسيم العراق " شيعة سلطة" و" سنة ارهاب " و أكراد قوادة لاسرائيل". أدّوا التحية له ومضوا راضين ومرضيين محاطين بامتيازات وحصانات وحمايات ومصفحات. 
    سنتان أضحت سلطة الدولة " الشيعية "  بيد مخبول يُضرّط من فمه كلام غير مفهوم ولا فرق بين وقوفه أمام كامرات الاعلام وبين الجلوس على المرحاض.       
     وثماني سنين مضت فيها سلطة " الشيعة" بيد معتوه لم يحالفه الحظ ليحقق حلمه ان يصبح رئيسا لدائرة عمل بها وطرا "رزاما" ؟  لان "سقيفة المذهب" أرادته رئيسا للحكومة فقرر ان يكون "مختارا" لسياسة الكُره والطائفية.

    وأربع سنين لقزم وضع الاحتلال أمامه مرآة كان يرى نفسه فيها عملاقا ومنتصرا في حروب لم يكن فيها قادر على نقل جنديا في اربيل، او يمنع تهريب النفط من كركوك.
    لم يغفّ ذئب الارهاب للحظة على طول الستة عشر عاما يقتل بالجملة والمفرد. 
    ولم تتوقف سمسرة قجقجية اربيل وسليمانية للحظة طوال الستة عشر عاما ولاتنافسهم على حمل علم اسرائيل. 

    ستة عشر عاما والسلطة بيد الشيعة ولم يجرؤ أحدا من ساستهم أن يمشي على رجليه في سوق شعبي او ان يؤدي زيارة لائمتهم في النجف او كربلاء او حتى ان يمشي الطريق القصير بين مرقد امام المتقين وبيت مرجعهم الأعلى والذي يتبجح كل واحد منهم بمدحه امام المرآة " هذا من فضل ربي- المرجعية ". ولم يتمكنوا من بناء مدرسة او مصنع او مستشفى وإكتفوا بسرقة تخصيصات البناء وتجويع الوسط والجنوب. لم يفهموا انهم في مواقعهم السلطوية كي يقنعوا الناس ويروّضوهم للقبول "بوشم التقسيم" ومن ثم التطبيع؟ وحين افتهموها اندفعوا متسابقين الى السعودية واربيل وحولوا مرجعياتهم الى عمتهم "فجر السعيد". 
    لم يفهموا انهم مجرد محارق للزمن في مختبرات المحتل، وسيُستبدَلون مثل الجوارب عندما تأزف آزفة مصائرهم وها قد حانت؟  وجاء على ظهور جحوش الشيعة فتيان "صدقوا على ماعاهدوا الصهيونية عليه" وباركهم أوصياء الله في النجف وتوزعوا بين رئيسا للحكومة ورئيسا للبرلمان وجيشا من المستشارين والاعلاميين. 
    وكسرا بجمع " فلتوها" وأعطوها، ولكن ليس لأهلها، وإنما للمحتل والصهيونية .
    صار تخطيطهم اليوم محصورا في أن يضمنوا إمتيازاتهم في إمتطاء رقاب الخايبات ورقاب أبنائهن بان يشرعوا شرائع تقدس عمائمهم ومحابسهم وكيواتهم وكل وسائل إحتيالهم وأماكن تواجدهم ليخلقوا لانفسهم كيتونات كهنوتية محروسة بالمخدرات وأنواع المزّة والمخبرين. 
    صاروا يُبرّرون للفساد والمفسدين ويطمئنون الناس بأن الله قد أخطأ في خلق الفقراء في الحياة الدنيا، فالدنيا للأغنياء حصرا ! أما الفقراء.. لايهُم..نعم .. لايَهُم.. لأنهم جاؤوها بفعل الغلطة الالهية وعليهم أن يفارقو الحياة ويموتوا كي يكونوا ربما أغنياءا في الآخرة، وبالأخص الرجال و كبار السن من الجنسين، أما نساء الفقراء الثيبات- الأيجات- فلابد ان يخدمن في ملاهي أولاد المراجع، وأما البواكر والصغيرات الفقيرات ففي شرع الله هن ملك يمين الأغنياء! ولابد من تأهيلهن من الصغّر على "المفاخذة والملاحسة" فالتعليم في الصغّر كالنقش على حجر.
    لكنهم خسؤوا ...
    لن تدوم لهم.. هذا العراق الحامل لحُلم الله وصبره
    ونحن العراقيون أباة الضيم والمعروفين بحب الحياة والحرف ..
    سيكون مصيركم ومصير أسيادكم الصهاينة مصير الطغاة الذين مروا يوما ما على تخوم بغداد.  
    قريبا سينتفض شعبا اصيلا من تحت أجداث المحبطين بتاثير مخدراتكم وفتاويكم وشعوذاتكم .
    وسيكون مصيركم الظلام 
    ليكون ليل العراق نهارا وإحتفالات نصر وأمل


    مهدي المالكي
    19-04-25       
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media