الدول الأبية والدول السَبيّة!!
    الأربعاء 26 فبراير / شباط 2020 - 22:02
    د. صادق السامرائي
    الصين تتعرض لهجمة وبائية عاتية , وهي صامدة متحدية تستحضر طاقاتها وقدراتها لتوفير عوامل الإنتصار على الفايروس الطاعوني الشديد الخطورة والتدمير.
    فهي التي بنت مستشفى بسعة ألف سرير في غضون ستة أيام , ومستشفى بسعة بضعة آلاف سرير في ظرف إسبوعين , وتصرفت بصرامة وقوة لمحاصرة الوباء والقضاء عليه.
    ولم تستسلم وتتباكى وتستغيث وتطلب مساعدة الدول الأخرى , وإنما إستجمعت قدراتها ونازلت الوباء , وهي واثقة من تحقيق النصر وإخماد قدرات الفايروس المعدية والقاتلة.
    هكذا تتصرف الدول الأبية الشامخة المعبرة عن سيادتها وكرامتها , وقدراتها على التحدي والمجابهة لجميع الشدائد والويلات والوبائيات التي قد تجتاحها ذات حين.
    إنها دول تحترم نفسها وتعرف قيمتها ودورها ومكانتها وعزتها , وما تمتلكه من الطاقات والقابليات , والإمكانيات اللازمة لخوض النزالات المصيرية مع أعتى أعداء الحياة.
    ووفقا لهذه الروحية والجد والإجتهاد فأن الصين ستنتصر على وباء كورونا , وستنتقل إلى مراحل أخرى فعالة ومتطورة في أساليب الوقاية والعمل الحثيث على منع تكرار إنتشار أي وباء فيها , مثلما فعلت لمنع تكرار المجاعات.
    فالمجتمعات تتعلم من التجارب والتحديات , أما مجتمعاتنا فحدث ولا حرج , فكل ما يحصل فيها يعيد التكرار مرارا , وما نتعلم منه ولا نتوقى , ولو أصابنا وباء كارونا لإنطلقنا نصرخ ونستغيث ونتوسل الآخرين لإنقاذنا من غزوة الفايروس القاتل.
    بينما الصين لا تزال تعمل وتتحدى ولا تتشكى , وتؤمن بأنها ستنتصر وستتجاوز المحنة.
    فلماذا لا نتعلم من الدول الأبية؟
    ولماذا لا نجيد التعلم من ويلاتنا والتحديات التي تواجهنا؟
    سؤال يبحث عن جواب في تلافيف وعينا المعمم بالضلال والبهتان؟!!
    *سبى: أسَرَ , إحتجز , قيّدَ.

    د-صادق السامرائي
    1422020
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media