مقالة ودعوة لإضراب جزئي عن الفيسبوك!
    الجمعة 28 فبراير / شباط 2020 - 19:18
    صائب خليل

    هذه دعوة لتشكيل اضراب محسوب ومنظم عن الفيسبوك للرد على حملة فيسبوك لإغلاق الصفحات وحسابات الكتاب ممن لا تروق له مواقفهم السياسية، يسبب المزيد من التراجع في حرية الرأي في العالم، المتراجعة أصلاً بسيطرة بضع شركات على القنوات الإعلامية الأساسية للصوت البشري في العالم. وتوجه معظم جهود هذه الشركات لكبت الصوت اليساري والعربي والإسلامي في العالم، ولذلك فأن هذه الجهات هي المعنية أكثر من غيرها بالدعوة.
    ويتكون الإضراب المقترح من جزئين:
    1- تكوين مجموعات تضامن مع منتسبيها ممن يتم حظرهم لمدة أسبوع أو أكثر، بامتناع المجموعة عن استخدام الفيسبوك لمدة يوم واحد مقابل كل حظر متحيز لأسباب سياسية او قومية أو دينية لأحد منتسبيها، يكون في اليوم التالي لحظر العضو.
    2- اضراب عام عن استخدام الفيسبوك في اليوم الأول من كل شهر، وابتداءاً من الأول من شهر آذار القادم (2020) احتجاجاً على استمرار الفيسبوك بالرقابة المتحيزة.
    يعلن كاتب هذه الدعوة تشكيل اول مجموعة اضراب تضامني من هذا النوع والبدء بالامتناع عن استخدام الفيسبوك في الأول من كل شهر ابتداءاً من 1 آذار 2020، راجياً ممن يرغب في المشاركة في المجموعة أو في الإضراب العام او كليهما تسجيل اسمه في التعليقات.
    هذا الإعلان مفتوح للتطوير والتعديل من قبل المشاركين
    صائب خليل
    **************************************

    رغم انتقاد مارك زكربرغ مالك الفيسبوك لموقع "تك توك" الصيني لممارسة الرقابة على المنشورات(1)
    فإنه يقوم بعقد شراكات مع واتفاقات مع منظمات ودول محددة، ليست معروفة بالديمقراطية، غرضها الرقابة على ما ينشر في الفيسبوك. وقد رأينا قبل أربع سنوات محمد بن سلمان يخصص جزءاً من أول زيارة له لأميركا للمفاوضات مع مالكي شركة تويتر والفيسبوك ليشتري الرقابة على ما تنشره. 
    وفي نفس العام كان وفد من فيسبوك في إسرائيل يلتقي وزيري الأمن الداخلي والعدل جلعاد إردان، وأييلت شاكيد، للاتفاق على ما يسمح الفيسبوك بنشره وما يمنعه وعلى مساهمة إسرائيل بفرق الرقابة في الفيسبوك.
    وكشف موقع "The Intercept" الإسرائيلي، في تقرير عمليات مراقبة على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر من خلال دعم إسرائيلي، وإن " فيس بوك " حرص على استرضاء إسرائيل من خلال العمل مباشرة معها لتحديد المحتوى الذي يجب أن يخضع إلى الرقابة. وكشفت وزارة القضاء الإسرائيلية أن إدارة موقع " فيس بوك " استجابت عام 2017 لما يقرب من 85% من طلبات إسرائيل، لإزالة وحظر وتقديم بيانات خاصة بالمحتوى الفلسطيني على موقع التواصل الاجتماعي.
    كذلك تم إغلاق الصفحة الرسمية لوكالة الصحافة الفلسطينية "صفا"، والتي تمتلك نحو1.3 مليون متابع، دون تقديم مبرر، إضافة الى "فلسطين الآن" وحوالي 500 صفحة لصحفيين وناشطين.(2)
    وبنفس الطريقة تم اغلاق صفحات فقط لأنها ترتبط بالحكومة الإيرانية، والتي تنشأ في إيران الداعمة للمصالح الإيرانية والفلسطينية والمنتقدة للسياسة السعودية وإسرائيل، وكذلك تلك التي تدعم السياسات الأمريكية المفضلة لدى ايران مثل الاتفاقية النووية الأمريكية الإيرانية."(3)
    ونشرت "القدس" تقريراً حول تحول الفيسبوك الى "أداة لقتل وشيطنة المسلمين حول العالم"، اشارت فيه الى نسب منشورات الكراهية ضد المسلمين واستعمالها للتحريض على قتلهم، وإلى لقاءات مدير الفيسبوك مارك زكربيرغ بشخصيات مثل مذيع فوكس نيوز تاكر كارلسون الذي وصف مرة العراقيين بالقرود شبه الأميين البدائيين”. (4)

    /
    ما يتعلق بإسرائيل واليهود سبب أساسي للحظر في الفيسبوك، فمن الصعب الإشارة الى إسرائيل في الفيسبوك دون ان تواجه خطر الحظر، حتى لو كانت بالإشارة الى صحف إسرائيلية، مثل تقرير هاآرتز حول والدة شاب فلسطين قتلته إسرائيل، سجنت 11 شهراً لأنها وضعت منشوراً غاضباً على فيسبوك. وقد منع الفيسبوك نشر الخبر على انه "خطاب كراهية"!
    لكل ذلك انخفضت ثقة الناس بالفيسبوك، مثلا ثقة الامريكان به وصلت 20%، وهو يشابه الثقة بالحكومة الذي وصل 18% وهو الحد الأدنى على مدى الزمن، ورغم ذلك فالكثيرين يعتمدون عليه في الحصول على الأخبار. 52% من البرازيليين، 61% من المكسيكيين، 51% من الإيطاليين والأتراك و 39% من الأمريكان. 5)

    وقد تم وبدون إعطاء أي مبرر، إزالة الفيديو الخاص باغتيال إسرائيل للمضمدة الفلسطينية، واستعمال إسرائيل للفلسطينيين لتجربة الأسلحة. ولم تتم إعادة الفيديو إلا بعد الاحتجاجات العلنية للعديد من الصحفيين المعروفين. (6) (

    ويتشارك الفيسبوك مع منظمات من "الصقور" المتورطين بتغيير أنظمة الحكم. فاعلن الفيسبوك الشراكة من اجل محاربة "الاخبار الكاذبة" مع منظمتي "المعهد القومي للديمقراطية"
    NDI)) و "المعهد الجمهوري الدولي" IRI)) وكلاهما تم انشاءهما كامتداد لمؤسسة "منحة الديمقراطية" NED)) المدعومة من قبل وكالة المخابرات المركزية الامريكية ومديرها وليام كيسي، والتي عرفت بمساعيها لتغيير أنظمة الحكم اليسارية التي لا تروق للولايات المتحدة، مثل دور "المعهد القومي للديمقراطية" في الانقلاب على حكومة الساندينيستا في نيكاراغوا ودور "المعهد الجمهوري الدولي" في مؤامرة اسقاط شافيز في فنزويلا.(7)

    كذلك أعلن الفيسبوك تشاركه مع "التجمع الأطلسي" (Atlantic Council) لمحاربة ما يسمى "الاخبار الكاذبة". وهذا التجمع يرتبط بحلف شمال الأطلسي يشمل في ادارته البعض من صقور المحافظين الجدد، مثل كونداليزا رايس وكولن بأول وهنري كيسنجر وجيمس بيكر ومدراء سابقون لوكالة المخابرات  المركزية مثل روبرت كيتس وليون بانيتا وميشيل هايدن وجنرالات متقاعدين مثل ويسلي كلارك وديفيد بترايوس. ويتعاون هذا التجمع مع المعارضة الفنزويلية وقام بدعمها بأكثر من مليون دولار في مؤامرة لقلب نظام الحكم في فنزويلا وغيرها في المنطقة. وقام الفيسبوك بالمقابل بإزالة مواقع داعمة للحكومة الفنزويلية، والمستقلة ذات الميول اليسارية.
    وبحجة محاربة الأخبار الكاذبة قامت الشركات مثل كوكل وبنك وفيسبوك ويوتيوب بتغيير برامجها لضرب المواقع اليسارية تلك
    فهبط الوصول الى موقع "الترنت" (AlterNet) اليساري بمقدار 63%  و "ميديا ماترز" (Media Matters) بـ 42%  و "تروث اوت" (TruthOut) بـ 25% و "إنترسبت" (Intercept) بـ19% ويتم "تجويع" هذه المواقع وحرمانها المتابعين وموارد الإعلانات.
    وبما ان 45% من الأمريكان يحصلون على الاخبار من خلال الفيسبوك، فهم يقعون تحت تأثير اختيارات حلف الناتو للأخبار بشكل غير مباشر.(8)
    في تشرين اول 2018، الغى الفيسبوك اكثر من 800 صفحة معارضة تراقب عمل الحكومة والشرطة والصحافة، في هجوم اعلامي مناقض للحرية التي يضمنها الدستور الأمريكي، وبدون تقديم أي أسباب لذلك! ومن تلك الصفحات (Police the Police) التي كان يتابعها 1,9 مليون متابع و (Cop Block) 1,7 مليون و(Filming Cops) 1,5 مليون و(Anti-Media) 2,1 مليون و(Reverb Press) 800 الف و(Counter Current News) نصف مليون و(Resistance)240 الف.
    وفسر الفيسبوك ذلك بأنه اغلق صفحات تثير جدلا سياسياً يختلف عن الجدل السياسي الشرعي!
    وقد كتبت نيويورك تايمز ان الفيسبوك بدأ حملة تحت حجة منع التأثير الروسي على الانتخابات الامريكية، ثم انتقل الى المنظمات السياسية الوطنية. وكان موقع "الاشتراكي العالمي" (wsws.org) قد نشر في 2017 رسالة احتجاج الى كوكل لتعمده تقليل توجيه البحث الى المواقع اليسارية، والذي هبط بمقدار 75%، واتهمته فيها بخرق القانون ومنع حرية الرأي، وهو ما ينطبق على إجراءات الفيسبوك الأخيرة، وانه تدفع بالبلاد الى شكل الدولة البوليسية.
    ودعا موقع "الاشتراكي العالمي" لإنشاء تحالف اشتراكي تقدمي مضاد لهذه الإجراءات. (9)

    في عام 2018 تم تشديد الرقابة على الانترنت من قبل فيسبوك وكوكل وتويتر، مما حولها من أدوات لتبادل المعلومات حول العالم الى شرطة للرقابة العالمية تحدد ما يسمح لمستعمليها ان يقولوا أو يفعلوا او يفكروا. وفي مقالة لنيويورك تايمز تحت عنوان: "كيف يسيطر الفيسبوك على ما يفكر به العالم" كتبت فيها ان الفيسبوك يتحول بسرعة الى أكبر "قاض" للحكم على الرأي، وان القرار بشأن أي المنشورات يجب ان تمنع، يصل حداً الى تحديد الرأي السياسي وليس الهوامش فقط.
    واعترف المدير التنفيذي للفيس بأن الفيس تغير، بشكل أساسي، وانه يتم "منع الضرر" من خلال 30 ألف موظف فيه. والحقيقة هي ان معظم هؤلاء الموظفين يستخدمون لـ "منع حرية الرأي"، حيث يراقبون مستعملي الفيسبوك ويتم قراءة وتحليل كل منشور من قبل اشخاص أو برامج لتحليلها وتحديد المواقف السياسية لهم ويقررون إزالة المنشورات او حظر المستعملين، وفي بعض الأحيان يتم حجب الرؤية عن موقعك بدرجة او بأخرى سراً.(10)

    وقد طلب الاتحاد الأوروبي وبشكل عاجل من فيسبوك عام 2018 الرد على أسئلة أثارتها فضيحة استخدام بيانات جُمعت من موقع التواصل الاجتماعي حول ما يقارب من 50 مليون مستخدم في حملات سياسية وانتهاك خصوصيتها التي ، وضمان منع حصول فضيحة مشابهة في المستقبل.(11)
    وواجه فايسبوك مساءلة حول جمع معلومات شخصية من قبل شركة "كامبريدج أناليتيكا" واستخدمتها للتلاعب بالناخبين الأميركيين للمساعدة على انتخاب دونالد ترمب. ووصف آندرو برزيبلسكي من جامعة أوكسفورد تأثير فيسبوك بأنه يشبه الحصول على الخاتم السحري الذي يعطي السلطة المطلقة، والقدرة على الفساد. وأن سيطرة الفيسبوك على معلومات  المستخدمين تشبه "سجن بانويتيكون" شمولي يمكن من خلاله مراقبة جميع الزنازين من نقطة واحدة، منبها الى الإدمان على الفيسبوك.(12)

    (1) Facebook CEO Mark Zuckerberg defends content moderation policies while criticizing TikTok's censorship | Business & Human Rights Resource Centre
     https://www.business-humanrights.org/en/facebook-ceo-mark-zuckerberg-defends-content-moderation-policies-while-criticizing-tiktoks-censorship
     (2) فيس بوك في خدمة إسرائيل.. واتهام مارك زوكربرج بتسريب معلومات العرب لتل أبيب
     http://gate.ahram.org.eg/News/1891912.aspx
     (3) Facebook Kills "Inauthentic" Foreign News Accounts - U.S. Propaganda Stays Alive
     http://www.informationclearinghouse.info/50100.htm
     (4) ذا إنترسيبت: فيسبوك تحول لأداة قتل وشيطنة المسلمين حول العالم
     https://www.alquds.co.uk/%d8%b0%d8%a7-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b1%d8%b3%d9%8a%d8%a8%d8%aa-%d9%81%d9%8a%d8%b3%d8%a8%d9%88%d9%83-%d8%aa%d8%ad%d9%88%d9%84-%d9%84%d8%a3%d8%af%d8%a7%d8%a9-%d9%82%d8%aa%d9%84-%d9%88%d8%b4%d9%8a%d8%b7

    (5) Banned by Facebook for Telling the Truth
     http://www.informationclearinghouse.info/50960.htm
     (6) Facebook's Secret Censorship Manual Exposed as Platform Takes Down Video About Israel Terrorizing Palestinians
     http://www.informationclearinghouse.info/50851.htm
    (7) Facebook’s New Propaganda Partners
     http://www.informationclearinghouse.info/50339.htm
     (8)  That Facebook Will Turn to Censoring the Left Isn’t a Worry—It’s a Reality
     http://www.informationclearinghouse.info/50111.htm
    (9)  Facebook carries out massive purge of oppositional pages - World Socialist Web Site
     https://www.wsws.org/en/articles/2018/10/12/cens-o12.html
     (10) Facebook: The global censor - World Socialist Web Site
     https://www.wsws.org/en/articles/2018/12/29/pers-d29.html
    (11) الاتحاد الاوروبي يمهل فيسبوك اسبوعين لتوضيح مسألة اختراق الخصوصية
     http://www.alquds.com/articles/1522164478584781900/
     (12) فايسبوك يواجه لحظة الحقيقة جراء اختراق الخصوصية
     https://lebanon360.org/mobile-article-desc_173093_

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media