كيف نطبق المباني الفقهية (في رؤية الهلال) لمراجعنا العظام في مختلف بقاع العالم
    السبت 23 مايو / أيار 2020 - 18:07
    خضير العواد
    في كل عام وعند قدوم شهر رمضان أو شهر شوال أو شهر ذي الحجة تظهر الى الساحة نقاشات كثيرة حول رؤية الهلال و بداية هذه الأشهر ، والسبب الأول لهذه النقاشات عدم إطلاع العامة من الناس على المباني الفقهية لمراجعهم وإذا عرف بعضهم المباني الفقهية فلا يعرف كيف يطبقها ؟؟، ويغطي السببين الأولين أن الكثير من المقلِدين لا يعطوا أي اهتمام للمباني الفقهية لمراجعهم نتيجة عدم المعرفة أو الإطلاع أو الجهل فإنه ينتظر البيان الصادر من المكتب الرئيسي لمرجعه في ثبوت رؤية الهلال ، علماً أن هذا البيان في أغلب الأحيان وخصوصاً للمراجع الذين لا تبنون مبنى وحدة الأفق يتمحور حول مناطقهم ولا يعتني بالمناطق التي تكون خارج مبناه الفقهي كحجية الشرق على الغرب عندما يثبت الهلال في الغرب ووطن المرجع يكون في الشرق أو مبنى تعدد الأفاق وغيرها ،وهذا الموضوع الساخن في كل عام وعند بداية الأشهر رمضان وشوال وذي الحجة نتيجة ما تحويه هذه الأشهر من عبادات زمنية مهمة كالصيام والإفطار والحج ، فعلينا أن نفكر ونعطي الحلول في تسهيل تطبيق المبنى الفقهي للمراجع على أرض الواقع حتى يكون للمقلِد المعرفة والوضوح والرضا بما يقوم به من عمل أو استقبال هذه الأشهر الكريمة ، فهذا يعطي استقرار نفسي للمؤمن في تقليده للمرجع بالإضافة الى طمأنينة وراحة في استقبال هذه الأشهر والتوجه للعبادة فيها بالإضافة الى وحدة الصف وتوحد وتماسك القاعدة مع القيادة المتمثلة بالمرجعية ، فعملية أثبات رؤية الهلال في جميع مناطق العالم يجب أن تبقى أو يصدر بيان فيها من المكتب الرئيسي للمرجع ، صحيح هذا الأمر يعطي عبء جديد وكبير وثقيل لمكتب المرجعية ولكن نتيجة ثقة المؤمنين بمكاتب مراجعهم الرئيسية فالأمر يستأهل هذا العناء لأن فوائده جمة سوف يتحسسها الجميع من مقلِد وأعضاء المكاتب والصف الشيعي بشكل عام ، وهذا الأمر ليس بالأمر الصعب في هذا الزمن نتيجة التقدم التكنولوجي الهائل الذي قرب البعيد وجعله يجلس معك تسمعه وتراه بالإضافة الى انتشار التشيع في جميع بقاع العالم ، ولكن نحتاج الى همة وحركة ونشاط في طرق ابواب الدول المختلفة من ناحية المؤمنين الثقات الذين يتواصلون مع مكاتب المرجعيات بشكل عام أو طلبة الحوزة الذين قدموا من تلك الدول بالإضافة الى وكلاء المراجع المتواجدون في تلك البلاد ، فيجب التنسيق ما بين مكتب المرجعيات ومع هؤلاء الاشخاص وتكليفهم بمهمة إثبات رؤية الهلال بعد أن يطلعوا على أهم المعلومات في طريقة الإثبات لدى المرجع ، وعندما يتوفر لنا شخصيات أو مكاتب تدير هذا الأمر في جميع مناطق العالم المختلفة ويكون اتصالها بالمرجعية أو مكتبها مباشرة ومن المكتب الرئيسي يصدر بيان ثبوت رؤية الهلال في تلك المنطقة والدول التي يثبت عندها بعد تطبيق المبنى الفقهي للمرجع كوحدة الأفق وحجة الشرق على الغرب او العالم القديم او تعدد الأفاق او الدول التي تقع على خط طول واحد وغيرها ، ونتيجة هذا العمل الجبار والسهل سوف نتخلص بشكل كبير من إشكالات نقاشه السنوية وما تنتج هذه النقاشات من سلبيات تؤثر على البنية الاجتماعية الشيعية بالإضافة الى الطمأنينة والاستقرار النفسي الكبير الذي سيولده هذا العمل في قلوب المؤمنين وتوجهم للعبادة بشكل اكثر راحة وانفتاح بالإضافة الى تقوية الارتباط ما بين المؤمنين ومراجعهم ، وهذا العمل يقلل نسبة الخطأ في تحديد البدايات الصحيحة للأشهر ومن ثم يبعدنا عن ارتكاب الإشكالات الشرعية عند الخطأ في تحديد البداية الصحيحة كعدم الصيام في اليوم الأول أو صيام العيد أو الخطأ في تحديد المناسبات الدينية المهمة كليالي القدر والعيد ويوم عرفة والغدير وغيرها ،ومن خلال وجود المكاتب في إثبات رؤية الهلال في مناطق العالم المختلفة واتصالها بمرجعياتها سوف نقضي على مشكلة إثبات رؤية الهلال التي تجتاحنا في كل عام مع بداية الأشهر الثلاث وإشكالاتها الشرعية ، وبذلك سوف يكون تطبيق عملي وحقيقي للمباني الفقهية للمرجعيات في إثبات رؤية الهلال .

    خضير العواد
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media