تدوير نفايات المحاصصة الطائفية من جديد
    الأربعاء 16 سبتمبر / أيلول 2020 - 07:19
    جمعة عبد الله
    لم يكن يتوقع الكثير من نكوص السيد الكاظمي من وعوده  وتعهداته العلنية , بوضع حد لنظام المحاصصة الطائفية , الذي جلب الخراب والدمار على مدى 17  عاماً من التدهور الاسوأ في البنية العراقية, التي مزقتها المحاصصة الطائفية بعواصفها المشؤومة والمدمرة. وكان تعهداته بأنهاء  المحاصصة الطائفية ,  ليبدأ العراق صفحة جديدة من التخلص من الماضي البغيض والكريه في حكم الاحزاب الطائفية . لكنه يمزق وعوده وتعهداته ويرجع الى الوراء نحو النهج الطائفي في الحكم والمحاصصة . بتوزيع المناصب السيادة على الاحزاب الطائفية , واختيار أسوأ الشخصيات الفاشلة والفاسدة , في توزيع المناصب الرفيعة والحساسة  في تعيناته الجديدة . من كانوا وزراء أو نواب سابقين , أثبتوا فشلهم وانغمارهم  بالفساد والرشوة ,ومتهمين في ملفات الفساد العالقة في الرفوف المنسية لجنة النزاهة البرلمانية . هذا التوزيع المحاصصي الجديد , يضرب مصداقية السيد الكاظمي . كأنه نكوص ورجوع الى الوراء بخطوات الكبيرة . فبدلاً من يفي  بتعهداته في انصاف الشخصيات النزيهة والمستقلة والوطنية, في تولي المسؤوليات الرفيعة والحساسة , لكي يبدأ العراق بعهدٍ جديدٍ على انقاض عهد المحاصصة الطائفية يحدث العكس  . في التعينات الاخيرة في  اختار أسوأ الشخصيات الفاشلة والفاسدة , ومثلما كان يقول المجرب لا يجرب , لكنه اختار المجرب الفاشل والفاسد . وهو يخالف قول الامام علي (منْ جرب المجرب _ الفاشل _ حلت به الندامة) يعني اختار تحت ضغوط الاحزاب ومليشياتها  المنفلتة عن القانون , والتي تسعى الى احداث الفوضى والانفلات الامني , لكي تتربع بمقام الدولة . واليوم تشعر بالارتياح الى رجوع تدوير نفايات الاحزاب الطائفية من جديد , لكي يدشن رجوع العراق الى الوراء الى المحاصصة الطائفية البغيضة والكريهة . وعلى سبيل المثال اختيار اكبر فاسد مرتشي هو وزير العدل السابق من حزب الفضيلة (حسن الشمري) . الذي شهد عهد وزارته اكبر عملية فرار في تاريخ العراق الحديث , بفرار  المئات من قادة داعش من سجن (ابو غريب) وكان منهم ثلاثة الآف محكوم بالاعدام لكنه لم ينفذ بهم  , ووجدوا الفرصة الذهبية في عهد وزير العدل  (حسن الشمري) في عملية  هروب جماعية  , وكذلك هو صاحب قانون الجعفري للاحوال الشخصية , الذي يبيح زواج القاصرات بعمر تسعة اعوام للزواج . يعني قانون اغتيال براءة الطفولة . يعني العراق يرجع الى الوراء في النهج الطائفي في توزيع الحصص والمناصب . وهذا النكوص من السيد الكاظمي يؤكد بأنه لم يتحمل نار الاحزاب الطائفية ومليشياتها المنفلتة عن النظام والقانون  , التي تعتبر نفسها فوق القانون . او (هي الدولة والدولة هي) وهذا يؤكد عدم ثباته واصراره  في النهج الوطني . الذي هو المنفذ الوحيد في انقاذ العراق , والتخلص من المربع الطائفي ومليشياته الفاشية , التي تعتمد على النهج الدموي.

    جمعة عبدالله
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media