الاهم والمهم….. ميناء الفاو الكبير
    الخميس 24 سبتمبر / أيلول 2020 - 14:01
    د. حامد السهيل
    حينما تتراكم المشاكل, فى العائله, فى مؤسسه او شركه وعلى نظاق اوسع فى الدوله فان هناك قاعدة قديمة جديده, الا وهى تحديد ما هى المشكلة التى لها ابعاد متعدده وتشمل نواحى متعدده والتى يمكن ان تكون الاهم و يجب ان تكون بداية العمل بها. حينما تكون البدايه صحيحه وقائمه على تحليل علمى سوف يتوفر الوقت وتهدأ العواطف وتذوب التشنجات ويقتح المجال للتفكير العقلانى الهادىء, كما ان الاخذ بعدد من القضايا دفعة واحده يربكب الرؤيا وتبدا عملية التخبط التى تقود الى تعقيدات اخرى, خاصة اذا كانت الامكانيات البشريه والماديه غير متوقره.                                                            
     مما لاشك فيه ان السيد رئيس الوزراء الكاظمى فى وضع لا يحسد عليه, فهواصبح رئيسا للوزراء نتيجة عملية توافق للكتل واحزاب السلطه, الاقوياء المتنفذين والذين قد تبلورت لهم مصالح كبيرة جدا لا تنحصر بالثروه الهائله التى تراكمت بمختلف الطرق والاساليب, وانما بالنفوذ والمكانه الاجتماعيه الواعده ايضا, هذا يعنى انهم, من ناحية اخرى, كتل واحزاب حكومة المحاصصه يرتبطون ببعضهم بالتكافل والحمايه والدفاع المشترك, فى الوقت الذى لا يتوفر للكاظمى قوة تحميه, تدعمه وتشكل معه تحالف اخلاقى وطنى ينطلق من مصلخة العراق مجتمعا, وطنا ودوله. وفقا لقرار التكليف فان مهمة السيد الكاظمى تتحدد بشكل رئيسى  بتحضير للانتخابات القادمه التى يعول عليها شباب الحراك الشعبىى وكذلك فرسان المحاصصه. ان الوضع فى العراق وفى جميع الميادين والحقول ينذر بالخطر ويحتاج الى عمليات اصلاح, وبناء واعادة الماكنه الاقتصاديه الى دورانها وفعاليتها. ان المهمه التى تأخذ موقعا مهما جداهو رصد  قتلة شباب الحراك الشعبى وتقديمهم الى المحاكمه لينالوا قصاصهم العادل, بالاضافه الى حصر السلاح المنفلت وحصره بالدوله. فى الواقع انها مهمات كبيره ومعقده وتحتاح الى ارادات قويه تعمل وفق مخطط علمى وفريق عملى من مختلف التخصصات يتمتع بنفس الصفات والاراده والرغبة فى الاصلاح  مكملا   لصفات رئيس الوزراء.                                                                                            
    ان نشاط السيد رئيس الوزراء منذ بداية تسلمه مهام عمله ولحد الان يمكن ان تقدم لنا محصلة اوليه,  تطلعاته, اسلوب عمله وما هى النتائج التى تحققت لحد الان. ان الواقع يشير الى اجادته فى استخدام الحملات الاعلاميه التى تقدم عنه صورة طيبه ومقبوله من قبل الشعب والحراك الشعبى الذين ينتظرون  توجهات وافعال جديده ليست كالتى الفوها منذ 17 سنه. لقد خاض الكاظمى فى عدة مستنقعات تنطلق منها روائح عفنه ويسبح فيها اشخاص فى ارفع مناصب الدوله, بداية بمحاكمة قتلة شهداء الحراك الشعبى, ثم  مكافحة الفساد والعمل على اعادة عجلة الاقتصاد الى الحركه وايجاد فرص عمل للخريجين والعاطلين عن العمل. ان محاولاته للاسف الشديد لاتعد اكثر من حملات اعلاميه بارعه فى التسويق البضائعى, وذلك لانه لم يحصل لحد الان تغييرا جديدا ايجابيا يمكنه ان يوقف الى حدما  التساؤلات والشكوك التى اخذت تظهر تحفضا على ما يوعد به السيد رئيس الوزراء.  ان المؤتمرات الصحفيه قد كثرت له ولمستشاريه والمتكلم باسمه, حول تكوين لجان نوعية عن الفضايا التى اعلن عنها رئيس الوزراء. وتاتى المفاجئه بتعين شخصيات مشبوه فى مراكز القرار المهمه من صلب الاحزاب ووفقا لمبادىء المحاصصه ماذا يعنى تسريح العلاق من البنك المركزى واحلال محله شخص  ضمن فريق العلاق, ماذا يمكن ان ننتظر منه.  ان قضيه مرفوعه منذ سنين وهى مستمره لحد الاان بالرغم من المطالبه بوقف بيع الدولار للمصارف الاهليه التى اثبت بانها القنوات الكبيرة لتهريب وغسل العمله.  ان بقية الذين اختاروهم السيد الكاظمى ليكونوا ساعده اليمين فى حربه ضد الفساد وبناء الدوله ليسوا على قدر المسؤليه ويمثلوا استمرارا للسياسات الحقيره التى مورست منذ 2003 , ولم يخطر له تكليف شخصيات وظنيه معروفه من خارج المحاصصه.                     

     كان على السيد رئيس الوزراء التركيز على قضية المجرمين الذين قاموا بقتل شهداء الحراك الشعبى, ويقدم عددا منهم الى القضاء, ولايكتفى بحصر الاسماء, ومن الناحية الاخرى القيام بعمل فعلى لحصر السلاح المنفلت بيد الدوله ووقف عملية الاغتيالات العلنيه ضد الناشطين, لم يحدث شيئا, بل ان العصابات المسلحه قامت بتهديده علنا وفى المنطقة الخضراء, ولازلت تطلق الكاتيوشات على مطار بغداد الدولى. على ان السيد رئيس الوزراء لايقوى على ذلك لاسباب عديده يمكن ان نفهمه ونبدى بعض التعاون والصبر, الا انه مازال فى حملاته الاعلاميه التسويقيه ووعوده التى لاتنتهى امر غير مقبول ابدا, وهو يعلم جيدا وضع الشارع العراقى المتأهب والحاجه الماسه الى تحقيق الوعود.                  

    من القضايا المصيريه التى تشغل المواطنين وصفحات التواصل الاجتماعى قضية ميناء الفاو الكبير, القضيه المتجدده دائما والتى تتجدد بسبب الاحباطات وتؤكد على فساد تخاذل وخيانات شخصيات ناقذه والذين كانوا ضمن وفود التفاوض مع الكويت, بالرغم من اهميه هذا المشروع فى حركة التنميه وفتح مصدر مالى جديد يساعد بشكل فعال على تنوع النشاط الاقتصادى والى تقليص الاعتماد على الاقتصاد الريعى.        

    ان المؤشرات التى تطلق من وزراة الاشغال والنقل حول تقليص الكلفه الى 2,5 مليارد دولار والاكتفاء بعمق 14 م بدلا من 19 م. لقد قدم خبراء يشهد لهم بالكفاءه والوطنيه بان هذا التعديل سوف يقتصر على استقبال البواخر المحددوده السعه والحموله , متعللين بضخامة التكاليف والازمه الماليه السائده. ان السؤال يقرض نفسه.. ان 2,5 او 4,5 ميار دولار لا تدفع للشركات   مقدما وانما على وجبات ودفعات والتى يمكن تجهيزها فى الوقت المناسب. ان تقليص العمق الى 14ا ينعكس فى نقص الموارد والاجور التى تفرض على البواخر وعدد العاملين وبنفس الوقت لا يشكل منافسة كبيره لميناء مبارك الكبير ومشروع شارع الحرير الدولى. ان السيد الكاظمى يمكنه ان يكون شخصية فاعلة مؤثره بجعل قضية ميناء الفاو ترتبط به شخصيا,  |""شأن ووظيقة رئيس الوزراء العليا""  وينهى الجدال الحاصل حول الربط السككى بالكويت وسحب رئاسة الوفد المفاوض مع الكويت وتعين شخصية لها الكفاءه والحنكه السياسيه, والافضل من كل هذه الصغائر الى تعوم فى اجواء المحاصصه, هو توزير الدكتورعامر عبد الجبار الوزير السابق والذى اختلف مع المالكى حول خلقيات ميناء الفاو الكبير. ان السيد رئيس الوزراء يعلم جيدا ان الاعمال الكبار تتطلب رجال على قدرها والذى يبحث عن حلول ستراتيجيه سوف يجد الطريق اليها وسوف يكون المخلصون والحراك الشعبى عونا له .  

     ينقل عن الجنرال ديغول انه فى تخطيطه الستراتيجى لاستعادة مكانة فرنسا بعد الحرب العالميه الثانيه ومواكبتها للتطورات والمنافسه العالميه طلبر رئيس الوزراء وطرح له ما يجول براسه, وقال له تصرف بما تراه صحيحا وبما يشرف فرنسا وتاريخها. السيد رئيس الوزراء اختار نخبة من الخبراء والمختصيين المشهود لهم بالكفاءه والاخلاص والوطنيه, وكانوا يجتمعوا بالجنرال ديغول ليقدموا له ما اتفقوا عليه وما هو اقتصاديا, علميا وتكنولوجيا لهم بعدا عالميا. الجنرال يسمع اليهم ويوافق على ما يقدموه له, وكان يدعمهم ويقدم لهم كل انواع الدعم. وجاءت المحصله التى شكلت احد مقومات فرنسا الكبيره..            

    القطارات السريعه والتىتبلغ سرعتها 400كم بالساعة, صناعة الطائرات الحربيه ميراج والقاذقات الاخرى, صناعة الطائرات المدنيه بالمشاركه مع بريطانيا وطائرة الكونكورد العظيمه, تطوير مختلف  الصناعات الميكانيكيه واعتماد التكنولوجيا الامريكيه, الصناعات الكهربائيه واستخدامالطاقة الذريه لانتاج الكهرباء..... لقد قدم الجنرال ديغول شمره وامتنانه لفريق العمل واكد انه قد تعلم منهم الكثير. العظماء متواضعون دائما.

    دكتور حامد السهييل  
     2020 - 9- 24   
               

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media