ميدل ايست نيوز - صرح رئيس الوزراء العراقي لمسؤولين أمريكيين بشكل خاص أنه يريد التفاوض بشأن إبقاء القوات الأمريكية في البلاد على الرغم من إعلانه الأخير أنه سيبدأ عملية إخراجهم من البلاد، حسب ما أعلنت صحيفة "بوليتيكو” الأمريكية.

وصرح كبار مستشاري رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لمسؤولين أمريكيين بأن إعلانه كان "محاولة لإرضاء الجماهير السياسية المحلية” وأن السوداني نفسه "ظل ملتزمًا” بالتفاوض بشأن الوجود المستقبلي للتحالف في العراق، وفقًا لما جاء في 6 كانون الثاني/يناير، حسب برقية لوزارة الخارجية حصلت عليها الصحيفة الأمريكية.

كانت هناك ضجة عامة في العراق بشأن غارة أمريكية بطائرة بدون طيار الأسبوع الماضي أسفرت عن مقتل عضو كبير في الفصائل المدعومة من إيران في بغداد، وأعلن مكتب السوداني يوم الجمعة أن حكومته تشكل لجنة ثنائية لإنهاء وجود القوات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة.

يعد استعداد العراق لإبقاء القوات الأمريكية في البلاد أمرًا بالغ الأهمية لإدارة بايدن. وترى الولايات المتحدة أن وجودها في العراق مهم ليس فقط لمنع عودة تنظيم داعش ولكن أيضًا لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة. إن أي قرار يتخذه السوداني بطرد القوات الأمريكية من البلاد يمكن أن يقوض أيضًا جهود الإدارة لمنع اتساع نطاق الحرب في غزة.

وبينما أُبلغ المسؤولون الأمريكيون بأن العراق مستعد لمناقشة إبقاء القوات الأمريكية في البلاد، فمن المحتمل أن تجبره المكائد السياسية داخل البرلمان العراقي على اتخاذ خطوات لإزالة القوات الأمريكية.

ورفض مجلس الأمن القومي التعليق على البرقية. ولم تستجب وزارة الخارجية لطلب التعليق.

وأدت الضربة التي وقعت في 4 يناير/كانون الثاني – والتي كانت ردا على الهجمات على القوات الأمريكية في العراق وسوريا – إلى مقتل المسلح المعروف باسم أبو التقوى، زعيم حركة النجباء، وهي جماعة ميليشيا مدعومة من إيران والتي تعد من الناحية الفنية جزءًا من أمن العراق. القوات. وسرعان ما طالبت الجماعات المتحالفة مع إيران في العراق الحكومة بطرد القوات الأمريكية ردا على ذلك.

وقال البنتاغون إنه ليس لديه خطط لسحب قواته من العراق، ولم يكن على علم بأي إخطار من الحكومة العراقية يطلب منها القيام بذلك.

وقال الميجر جنرال بات رايدر، المتحدث باسم البنتاغون، للصحفيين يوم الاثنين: "نحن هناك بدعوة من الحكومة العراقية”. "لست على علم بأي إخطارات من الحكومة العراقية إلى وزارة الدفاع.”

وهذه ليست المرة الأولى التي تدعي فيها الحكومة العراقية أنها ستطرد القوات الأمريكية. في يناير/كانون الثاني 2020، ردا على اغتیال الجيش الأمريكي للقائد العسكري الإيراني الكبير قاسم سليماني، صوت البرلمان العراقي على قرار لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق. ومع ذلك، لم يتم تنفيذ هذا أبدا.

ولطالما أكد البنتاغون أن القوات الأمريكية موجودة في العراق لغرض وحيد هو ضمان عدم عودة داعش، وأن لديهم علاقة وثيقة مع قوات الأمن العراقية. وفي نهاية عام 2021، أعلنت الحكومتان خطة التحول إلى دور استشاري بحت ، مما يمثل النهاية الرسمية للمهمة القتالية للجيش الأمريكي في البلاد.

ومع ذلك، كانت هذه في الغالب لفتة رمزية: فلا يزال لدى الولايات المتحدة ما يقرب من 2500 جندي في العراق، إلى جانب 900 جندي في سوريا، يركزون على داعش.

ومع ذلك، فإن العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق تتعرض لضغوط متزايدة منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول. منذ غزو إسرائيل لغزة، أطلقت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا طائرات بدون طيار وصواريخ ضد القوات الأمريكية هناك أكثر من 120 مرة.