في ذكرى [معركةِ النَّجف]‎
    الأربعاء 10 أبريل / نيسان 2024 - 03:13
    نزار حيدر
       *عندما صدرَ قرار مجلس الأَمن الدَّولي رقم [١٤٨٣] في [٢٠٠٣/٥/٢٢] والذي سلَّم بمسؤُوليَّات والتزامات المَملكة المُتَّحدة والوِلايات المتَّحدة بوصفهِما دَولتَينِ قائِمتَينِ بالإِحتلال ووصفَ الغزو الأَميركي البريطاني للعراق عام ٢٠٠٣ رسميّاً بأَنَّهُ احتلالٌ ومنحَ الوِلايات المتَّحدة حقَّ التصرُّف كدَولةٍ مُحتلَّةٍ، كان من الطَّبيعي جدّاً أَن تظهرَ المُقاومة على السَّاحةِ لمُواجهةِ حالةِ الإِحتلال كحقٍّ طبيعيٍّ منحتهُ كُلَّ الشَّرائعِ السماويَّةِ والأَرضيَّةِ للشُّعوبِ التي تتعرَّض للإِحتلالِ من قبلِ القُوى الخارجيَّة.

       *وقد برَزت وقتها [مُقاوَمتان] واحدةٌ [شيعيَّةٌ] بزعامةِ السيِّد مُقتدى الصَّدر حصراً بعنوانِ [جَيش المهدي] والثَّانية [سُنيَّة] بزعامةِ عددٍ من التَّنظيماتِ المُسلَّحةِ التي كان يقودَها ويُنفق عليها ذيُول النِّظام البائد وأَيتام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين الذي تركَ ساحة المَعركة وقتها واختبأَ في بالوعتهِ المشهُورة من دونِ أَن يُطلق حتَّى رصاصةً واحدةً ضدَّ [الغُزاة] على الرَّغمِ من أَنَّهُ كانَ يحتفِظ بحوزتهِ بكُلِّ أَنواعِ الأَسلحةِ الشخصيَّة المُتطوِّرة و [الفتَّاكة]!.

       *الأُولى كانت مُقاومة حقيقيَّة فهي لم تصوِّب سلاحها إِلَّا بوجهِ القُوَّات المُحتلَّة، أَمَّا الثَّانية فكانت إِرهاباً مُتستِّراً بعنوانِ المُقاومة المُقدَّس، لأَنَّها صوَّبت سِلاحها ضدَّ الشَّعب وضدَّ الأَبرياء العُزَّل، فكانت تقتُل وتذبح وتُفجِّر وتُفخِّخ في المساجدِ والأَسواقِ العامَّة والمدارس ومسطباتِ العمَّال وضدَّ قوَّات الشُّرطة حديثة التَّأسيس وغيرِ ذلكَ.

       *وأَقولها بضِرسٍ قاطعٍ، فلولا مُقاومة الصَّدر وقتَها لسجَّل التَّاريخ الذي لا يرحمُ أَحداً بأَنَّ الأَغلبيَّة استسلمَت للإِحتلالِ وهادنَت وداهنَت ووضعَت يدها بيدِ الغازي لتدميرِ بلادِها، خاصَّةً وأَنَّ أَغلبيَّة الزَّعامات [الشيعيَّة] وجلُّها تنتمي لفصائلِ [الحركةِ الإِسلاميَّةِ المُجاهدةِ في العراق] أَو ما أُسمِّيهم أَنا بـ [شيعة بريمر] لعزلهِم عن بقيَّة الأَغلبيَّة، كانت قد تعاونَت ونسَّقت المواقِف مع واشنطُن ولندن منذُ قبلَ الغزو وإِبَّان الغزو وبعدَ الغزو.

       *وبعد جهودٍ سياسيَّةٍ وديبلوماسيَّةٍ مُضنيةٍ [دَوليَّةٍ ووطنيَّةٍ] رافقت مشرُوع المُقاومة، وقَّعت بغداد معَ واشنطن في العام [٢٠٠٨] على الإِتِّفاقيَّة الأَمنيَّة التي أَنهت حالة الإِحتلال في [٢٠١١/١٢/٣١] عندما غادرَ آخر جُندي أَجنبي الأَراضي العراقيَّة، وانتهت بذلكَ حالة المُقاومة بانتفاءِ موضوعِها.

       *في [٢٠١٤/٦/٢٢] أَعادَ المالكي القوَّات الأَجنبيَّة إِلى العراق مرَّةً أُخرى عندما وقَّع مَعَ واشنطُن البروتوكُول [السرِّي] الذي حملَ الرَّقم [٠١٣٢٨-١٤] والذي عادَت بموجبهِ قوَّات التَّحالف الدَّولي إِلى البلاد بحَصانةٍ وحِمايةٍ كامِلتَينِ حسبَ نصِّ البروتوكُول! من خلالِ منحِها تأشيرات دخُول ديبلوماسيَّة! ما يعني أَنَّ من واجبِ الحكُومات المُتعاقبة على السُّلطةِ في بغداد حماية مُؤَسَّسات التَّحالف الموجُودة في العِراق منذُ ذلكَ التَّاريخ وبطلبٍ من الحكُومةِ العراقيَّة والتي يصفُونها دائماً بالقوَّاتِ [الصَّديقة].

       في هذهِ المرَّة لم يعُد وجود القوَّات الأَجنبيَّة يحمِل صِفة [الإِحتلال] لأَنَّها موجُودةٌ بطلبٍ رسميٍّ من العِراق حالَها حال أَيَّة قوَّات أَجنبيَّة مُنتشرة في أَيَّة دَولة في هذا العالَم ضِمن إِتِّفاقيَّات تعاون مُشترك بينَ الدُّولِ والبُلدانِ.

       ولذلكَ لا يوجد شيءٌ إِسمهُ [مُقاومة] في البلادِ لأَنَّها مُنتفِيةٌ بانتفاءِ الموضُوعِ كما يقولُ المَناطِقة، ولهذا السَّبب نُلاحظ أَنَّ زعيم المُقاومة الحقيقيَّة في زمنِ الإِحتلاِ السيِّد مُقتدى الصَّدر لم يُطلق رَصاصة واحدة ضدَّ القوَّات الأَجنبيَّة المُتواجِدة على الأَراضي العراقيَّة منذُ أَن غادرَت البلاد نِهاية العام [٢٠١١] لأَنَّ الحالة تغيَّرت وصِفة تَواجدها تبدَّلت هذهِ المرَّة.

       *باستثناءِ بعضِ الفصائلِ المُسلَّحة التي تُطلق على تواجُدِ هذهِ القُوَّاتِ صفةِ [الإِحتلالِ] لتبريرِ احتفاظِها بالسِّلاح خارج سُلطة الدَّولة وعدم إِذعانِها لأَوامرِ وقراراتِ القائدِ العام للقوَّات المُسلَّحة والإِنخراطِ في الأَجهزةِ الأَمنيَّةِ والعسكريَّةِ الدُّستوريَّةِ والرَّسميَّةِ كهيئةِ الحشدِ الشَّعبي.

       وهذهِ الفصائِل ليسَت وطنيَّة لأَنَّها تُعلِنُ، من جانبٍ، وبشَكلٍ رسميٍّ وصريحٍ وواضحٍ بأَنَّ سِلاحها وولاءَها لخارجِ الحدُودِ لـ [الغُرباءِ] فهي لا تعترِف بالدَّولة والدُّستور والقانون.

       ومن جانبٍ آخر فهي تنشَطُ ضدَّ المصالحِ الوطنيَّة العُليا للبلادِ والتي تُعرِّضها للخطرِ، كما صرَّح بذلكَ أَكثر من مرَّة السيِّد السُّوداني الذي وصفَها بالعصاباتِ الخارِجة عن القانُون فيما وصفَ نشاطَها بـ [الأَعمال الإِرهابيَّة] متوعِّداً بمُلاحقتِها واعتقالِها وتقديمِها للعدالةِ [وإِن لم يفعل ذلكَ لحدِّ الآن لعجزٍ فيهِ]!.

       ٢٠٢٤/٤/٤

                                             لِلتَّواصُل؛

    Instagram; @nazarhaidariq
    www.tiktok.com/@nhiraq
    ‏Telegram CH; https://t.me/+5zUAr3vayv44M2Vh
    ‏Face Book: Nazar Haidar
    ‏Skype: live:nahaidar
    ‏Twitter: @NazarHaidar5
    ‏WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920
    Viber CH; https://invite.viber.com/?g2=AQAH50yHwKvWGlF3NiKuTBXN4cfcZJm1jGzkFU0bzlIanIjLkrUwc6lrqTlj3cHF

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media