فى الذكرى السنوية الاولى لفاجعة شنكال، الضحايا بانتظار محاكمة ابطال الانسحاب التكتيكي
    الأثنين 3 أغسطس / آب 2015 - 08:34
    جمال فاروق الجاف
    كاتب ومحلل سياسي كردستاني
    تتوالى الفواجع المؤلمة في تأريخ شعبنا الكردي و تتسابق فيما بينها لتحتل موقع الصدارة في خضم الفواجع العديدة التي حلت بشعبنا الكردي. ومنذ ان انقشعت عن سماء كردستان الغيمة السوداء لحكم المقبور صدام حسين، ومنذ ان استلمت القيادة الكردية زمام ادارة اقليم كردستان، حلت على شعبنا فواجع مؤلمة كان بالامكان الحيلولة دون وقوعها. ومن ابشعها كانت الاقتتال الكردي – الكردي والتي ادت في 31 حوزيران عام 1996 الاستنجاد بدبابات صدام لتقتحم اربيل العزيزة وسط  زغارديد وهلهلات كردية صادرة من افواه الذين كانوا يرقصون فرحا مرحبين بالقوات الخاصة لصدام والتي كانت هي نفس القوات المجرمة التي  كانت قد ارتكبت جريمة شنعاء بانفلة البارزانيين قبل اعوام من فاجعة 31 حوزيران. لقد استهوت السلطة الرئيس مسعود البارزاني آنذاك (كما هي الحال اليوم) فلم يعد يكترث حتى بمصير ابناء عشيرته فما بالك بالاخرين.

    و رغم الفواجع العديدة التي مرت علينا،  ستبقى ذكرى فاجعة شنكال عالقة في الاذهان ولن تبرحها ابدا وستظل فاجعة شنكال مدونة في ذاكرة التأريخ الكردي المضرج بالدماء البريئة شأنها شأن اختها التؤام فاجعة حلبجة الشهيدة. 

    شنكال جرح مازال ينزف و لن يندمل ابدا، فقد غدا مزمنا في ثنايا افئدة آباء و امهات ايزيدية تئن تحت وطئة غدر الاشقاء الذين ولوا هاربين من ساحة الوغى تاركين اياهم فريسة سهلة لمخلوقات متوحشة  خرجوا من حاويات القمامة لاصقاع موبوءة بجراثيم التخلف و الجهالة، ليجتاحوا شنكال شنكال جرح ينزف قيحا ودما في عروقنا لن يندمل و مازالت الاف من اخواتنا في قبضة داعش. كيف يمكن دفء قلوب امهات ثكلى و اباء مفجوعين واطفال اصبحوا يتامى بين ليلة وضحاه .. كيف تزول اثار طعنة غادرة من قبل ابطال الانسحاب الغادر  المخجل وهم يمرحون الآن في الارض مرحا  دون وجل من قوانين مطاطية لاقليم كردستان والتي لا تمس الا على الفقراء و المساكين..
    والطامة الكبرى هي ان بعضا من تجار السياسة المحسوبين جورا على الطائفة الايزيدية يظهرون على شاشات فضائيات معروفة يتباكون على الضحايا باسلوب مسرحي فج، وفي الوقت نفسه، وحفظا لامتيازات مادية و منصبية،  يسعون دون خجل لتبييض وجوه اولئك الذين خانوا امانة الدفاع عن شنكال..  دناءة حقا من اولئك الذين يتجاسرون بالاكاذيب على اسود ولبوات  pkk و   ypg الذين هبوا لملأ الساحة التي اخلتها قوات انصاعت لاوامر وردتهم من قيادات عليا . وعندما يلقى القبض على المناضل حيدر ششو الذي هو و رفاقه من الايزيدين ظلوا ثابتين متمسكين بارضهم، لم ينبري احد من اشباه الايزيدين في الدفاع عنه .
    كان من الاولى باولئك الانتهازيين ان يطالبوا (وهو اضعف الايمان) الرئيس مسعود البارزاني ان يفي بوعده بمحاكمة القادة العسكريين لحزبه الذين  تركوا حرائر الايزيدين في قبضة داعش تباع  في أسواق الرَق  والنخاسة .ولكن لا تحبسوا انفاسكم ايها الايزيديون فهذا لن يحدث، فهؤلاء ماهم الا عبيد اذلاء ارتضوا الخنوع مقابل الحصول على امتيازات ألجمت افواههم فارتضوا بالتخلي عن شرف الانتماء لطائفتهم واصبحوا مطايا يديرون طاحونة اغاواتهم. و لقد حق قول هتلر فيهم عندما قال، ان احقر البشر هم أولئك الذين ساعدوني على احتلال بلدانهم "

     واخيرا ابعث بكامل التعازي القلبية و المواساة  لذوي الشهداء الايزيدين و اوجه ندائي لاخواتنا في الاسر، وقلبي يقطر دما، اختاه تجلدي بالصبر والقوة في مجابهة هذه المحنة العصيبة فلا بد لليلكن ان ينجلي،  وان القصاص من الذين تسببوا في فاجعتكن آت قريبا، حتى وان تماطل الرئيس مسعود البارزاني في تنفيذ وعده!! كما واناشد اخواتي واخوتي الايزيدين الشرفاء البدء بحملة جمع التواقيع للضغط على رئاسة و حكومة الاقليم بمحاكمة كل من اصدر القرار الجائربسحب البيشمركة من شنكال.

    جمال فاروق الجاف


    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media