رحلة ألغربة وألغدر وألخيانة والطعن في ألظهر وسوء أخلاق بعض ألناس ألحلقة ألثانية بعض ما عاناه ألمغتربون من غدر وخيانة/ الحلقة الثانية
    الخميس 14 مارس / أذار 2019 - 05:10
    طعمة السعدي
    أرجو ألعلم بأنّ ألغاية من هذه ألمقالات بيان كيف يغدر بعض ألناس ألذين يتملقون للإنسان في وقت قوته حتى ألرجفان بدون سبب كما كان ي حين يكلمني في مكتبي إذ يقف أمام طاولة (ميز) مكتبي ويحس ألمرء برجفانه عند طلبه أي شيء مني كطلب ألتسجيل على سيارة وكأنني بع بع جالس أمامه وكيف يغدر ويطعن في ألظهر متقويا" بالنظام ألمقبور شأنه شأن ع م ح ألذي كنت وأخي ألعزيز ألمرحوم ج نسميه حسقيل بعد فعله ما فعل من خبائث وكرهه ألشديد لأخي ألمرحوم ج ألذي كان له فضل كبير عليه فقسّمت تصرفاته أللا أخلاقية ألعائلة ألتي كانت متحدة إتحادا" تاما" قبل قيامي بتعيينه في مجزرة ألدواجن كما ذكرت ثم وكالة رمزية غير حقيقية للشركة ألسويسرية، حيث أنني كنت ألوكيل ألفعلي، فإستأسد علي متقويا" بأجهزة ألمقبور صدام ألقمعية كما سأذكر لاحقا". 
    نعود إلى قصة هروبي من العراق بشجاعة نادرة، فبعد مواصلة سفرنا بإتجاه ألأردن كانت هنالك نقطة حدود بعد H3 قبيل ألدخول إلى ألأردن ب 200 متر تقريبا". توقفنا هناك لتأشير جوازاتنا، فقال لي ضابط ألجوازات خذ جوازاتكم وإذهب إلى ألمكتب ألمقابل ولم يؤشر جوازاتنا، فشككت أنّ في ألأمر ما قد لا تحمد عقباه ويشهد ألله أنني لم أكن أخشى شيئا" فكان قراري أنه إذا جاء رجال ألأمن لإعتقالي في داري فسأقتل من أستطع قتله منهم ولا أستسلم لهم إستسلام ألشاة للجزار وأهرب. وكنت قد قمت بتنظيف مسدسي ألبرونك نمرة 13 ويتسع لأربعة عشرة إطلاقة ألموجود في بغداد لحد ألآن، صباح يوم هروبي وكأن ألله سبحانه عز وجل كان يحذرني من خطر داهم حيث من عادتي تنظيفه ليلا" كل فترة عدا صباح يوم ألثاني وألعشرين من تشرين ألأول 1980 أي بعد بدء ألحرب ألعراقية ألإيرانية ألتي حطمت ألعراق وشعبه بسبب تهور ألمقبور صدام بشهر واحد تماما" ، حيث وردني نداء هاتفي قبيل توجهنا إلى مويلحة صباح ذلك اليوم للإحتفال مع بيت شقيقتي س وأخي ألمرحوم ج بثاني أيام عيد ألأضحى ألمبارك.
    أركنت سيارتي في نقطة ألحدود مقابل ألمكتب ألذي على يسار ألطريق وفيها أطفالي ألذين أعياهم ألبكاء طوال ألطريق بحيث أصبح صوت بكائهم ضعيفا" بسبب ألتعب وألحزن ألشديد وألإعياء وبجانبهم أفضل زوجة وأم حنون في ألعالم صابرة" مسلمة" أمرها لله ألذي كان يرعانا بعنايته ألإلهية، ودخلت ألمكتب فوجدت غرفة" بمساحة 6×6 متر تقريبا"، وعلى يمينها مكتب لضابط بملابس مدنية خمنت أنه إما ضابط أمن أو ضابط مخابرات وكلاهما من أحقر ما خلق ألله. سلمته جوازي سفرنا حيث كان أحبابي ألأطفال مسجلين في جواز زوجتي ألعزيزة ، فنظر في جوازي وتصفحه وقال بلهجة غير مؤدبة كعادتهم (إكعد هناك) فجلست مقابله وكل حواسي وحالتي النفسية كانت أصلب من ألفولاذ وألله على ما أقول شهيد.
    وبدأ ألتحقيق وألحوار بعد عشر دقائق أو أكثر، وكان يتعمد ألإطالة بتوجيه ألفترة بين سؤال وسؤال ويؤشر جواز كل من كانوا يأتون إليه ما عدانا فقال:
    إلى أين أنت مسافر؟
    ج- إلى ألأردن، فنحن على الحدود ألأردنية ولا يوجد بلد آخر في ألجهة ألمقابلة. فسكت وبعد بضع دقائق عاود ألسؤال وهو يتصفح جواز سفري:
    هل سافرت إلى سوريا؟
    ج- ألجواز في يدك وإذا وجدت فيه ختم سوري معناه أنني سافرت، ولتوفير وقتك أقول لك أنني لم أسافر إلى سوريا، مطلقا"، فرمى جوازاتنا جانبا"، وسكت.
    وبإختصار وتجنب بعض ألإسئلة ألسخيفة، حيث لا أريد ان أطيل فكان أحد أسئلته:
    أنت تسافر كثيرا"؟
    ج- نعم. وفقني ألله عز وجل وأنا غني وأسافر كثيرا"، ولدي موافقة سفر أنا وزوجتي وأولادي.
    لماذا تسافر؟ 
    إنه عيد ألأضحى ألمبارك، وسنقضي بضعة أيام في عمان ونعود إلى بغداد ، وأستحصل موافقة سفر أخرى إن شاء ألله. 
    وإستمر ألوضع ساعة" كاملة"، كنت فيها كالأسد أمامه وكانت روح التحدي كبيرة لدي ويدي هي ألعليا فلم يجد بدا" إلا ختم جوازاتنا، فأخذتها غير مبال به وخرجت دون شكر ولا سلام. 
    وصلنا الحدود ألأردنية وتم ختم جوازات سفرنا فأخذتها ووقفت على بعد مائتي متر تقريبا" على جانب ألطريق، وفتحت صندوق ألسيارة ألخلفي وشربت علبة ، أو زجاجة بيبسي كولا من ألصندوق ألذي وضعنا فيه ألثلج وألماء والمشروبات وكانت أول شيء أشربه منذ صباح ذلك اليوم،  وكانت ألساعة تزيد عن ألسابعة مساء" بتوقيت بغداد فحمدت ألله وشكرته على نعمه ألتي لا تحصى حيث كنت قلقا" جدا" عمّا كان سيحصل لعائلتي لو تم توقيفي قبل وصولي إلى ألأردن. وعدت إلى ألسيارة، وكان أطفالي يشربون ويأكلون ألنزر ألقليل بسبب حزنهم حيث وفرنا لهم كل شيء داخل ألسارة، وكانت هنالك ثلاجة صغيرة خلفهم في ذلك ألطراز من السيارات كنا نضع فيها علب ألمشروبات. 
    تخلصنا من نظام ألمقبور صدام فواجهنا شرطة ألبادية ألأردنية في ألأردن.
    كانت ألمسافة ألتي بين الحدود ألأردنية العراقية وعمان لا تزيد عن 250 كيلومتر كما أتذكر، وذلك قبل أن يعطيهم ألنظام ألمقبور 70 كم داخل ألحدود ألعراقية فيما بعد. وفي تلك المسافة أوقفتنا شرطة البادية وشرطة الأمن العام ستة مرات كانوا يدققون جوازاتنا وختمها ويفتشون كل ما في حقائبنا ويؤخروننا ويسألون إلى اين انتم ذاهبون، وكأننا لسنا داخل ألأردن، وبسبب كل ذلك وصلنا عمان عند منتصف الليل حسب توقيت عمان أي بعد 12 ساعة.
    بعد تفتيش عن فندق وجدت أخيرا" فندق فيلادلفيا في ألعبدلي كما ذكرت في ألحلقة ألأولى، وكنّا في غاية ألقلق عن أهلنا في ألعراق ألذين لم يعرفوا شيئا" عن مصيرنا فكان أول شيء فعلته في أليوم ألتالي كان ذهابي إلى ألبريد ألأردني وأرسلت برقية إلى حبيبي وأخي ألعزيز ألمرحوم م ع هذا نصها:
    إن علي ،ألعامل ألمصري، وصل إلى عمان وسيأتي إلى بغداد قريبا". 
    وكان علي ألمصري يعمل معي كسائق في سيارة الواز التي خصصتها للمجزرة، وكان هنالك عددا" كبيرا" من ألمصريين يعملون معنا في ألحقل و مجزرة ألدواجن.  وعلمت فيما بعد أن ألبرقية لم تصل أبدا".
    وكان ألأمر ألثاني هو ذهابنا إلى ألسفارة ألسويسرية في عمان لإستحصال سمة دخول لزوجتي وأطفالي حيث كانت سمة دخولي ألمتعددة لا زالت نافذة وسمة زوجتي إنتهت قبل أيام قلائل. ففوجئنا بما لم يكن في ألحسبان، حيث طلبت مني موظفة ألسفارة جلب كتاب لهم من ألسفارة ألعراقية تبين فيه ان لا مانع من منحنا سمة ألدخول فذهلت من طلبها وسألت نفسي هل إلى هذا الحد وصل تأثير ألطاغية صدام على الدول؟
    ولم يفد بيان أنني وكيل شركة سويسرية كبيرة وأن زوجتي وأطفالي زاروا سويسرة عدة مرات قبلا".
     بدأت أفكر في بلد أذهب إليه غير ألأردن حيث كنت أشعر أن البلد غير آمن لنا بسبب قوة نفوذ ألحكومة ألعراقية مع ألحكومة ألأردنية وكون ألشارع ألأردني مؤيدا" لصدام 100% تقريبا". فقررت ترك ألأردن، ولكن إلى أين؟
    كان هنالك خياران إمّا مصر أو ألمغرب وهما لا يتطلبان سمة دخول من ألعراقيين ومن هناك أواصل سفري إلى سويسرة وبعد تفكير قررت ألسفر إلى مصر ، فإشتريت بطاقات ألسفر وحجزت في ألطائرة في يوم 24 ت أول ألساعة العاشرة ليلا".
    وكان حدسي صحيحا" فيما يخص ألأردن، حيث قال رجال ألأمن لأختي ألعزيزة أم ر حين علموا أنني سافرت وعائلتي إلى ألأردن فقالوا لها: بسيطة سنجلبه في ألإسبوع القادم وكأنني كنت في بلد تابع لهم.
    ومن حسن الحظ أن شوارع عمان كانت ملآى بالعراقيين وعندما كنا نتمشى في ألشارع قرب مجمع نقليات ألعبدلي ليس بعيدا" عن ألفندق ألذي كنا نقيم فيه رأيت ألمرحوم يحيى جاسم ألدلبوزي وشاب معه أظن أنه كان إبن ألمرحوم حسن شعبان، ونسيت إسمه ألأول، وكان أبوه صاحب معرض للسيارات وكانا من سكنة ألبوشجاع في ألكرادة ألشرقية. وبعد ألسلام سألتهما هل أتيتما بسيارتين أم بسيارة واحدة ؟ قالا بسيارة واحدة. فسألتهما إن كان بإمكانهما إرجاع سيارتي معهما ففرحا وقالا هذا سيتيح لهما شراء حاجيات أكثر من عمان ، فوقعت لأحدهما تخويلا" بقيادتها فأخذاها إلى بغداد بعد ذلك بيومين او ثلاثة، ثم تمت مصادرتها من قبل ألأمن العام وكان سعرها أكثر من 50 ألف دولار، وشاهدتها مرة قبل ما يقارب ألعشر سنوات على جسر ألطابقين. 
    ذهبنا إلى ألقاهرة جوا" ووصلناها في ألساعة ألثانية عشرة ليلا" لنلاقي أقذر ضابط جوازات رأيته في حياتي في مطار ألقاهرة، حيث لم يؤشر جوازاتنا وطلب منا الجلوس والإنتظار ألذي طال لمدة 3 ساعات وكان يسأل أسئلة سخيفة من بينها من تكون ألسيدة التي معي، فأجيبه زوجتي، ثم يسأل بغباء ومن هؤلاء ألأطفال فأقول له ألا ترى ألإسم ألثلاثي لهم وأنني والدهم؟ ولم يصدق ذلك أو تضاهر بعدم التصديق. وكان من حسن ألحظ أنني كنت أحمل عقد زواجنا في حقيبتي (ألدبلوماسية كما كنا نسميها) حيث إحتجتها قبل هروبي لعمل وكالة لزوجتي وبقيت في ألحقيبة، فأخرجتها له، ثم أشر جوازاتنا بعد أن حلت ألساعة ألثالثة صباحا" وأطفالي يبكون وفي غاية التعب. وكان ذلك ألضابط يريد منا رشوة قبل تأشير جوازاتنا كما فهمت فيما بعد من صديق كان لواء" في ألجيش ألمصري.
    أجرنا شقة جيدة مؤثثة ونظيفة في ألجيزة وسكنّا فيها، وأجرت سيارة تكسي كان إسم سائقها ألحاج بسيوني بأجرة يومية قدرها 8 جنيهات فقط على أن يبقى معنا من ألساعة ألعاشرة صباحا" إلى ألليل. 
    وذهبت إلى ألبريد ألمصري وإتصلت بالشركة ألسويسرية وأخبرتهم أنني هربت من ألعراق وطلبت منهم إرسال تلكس إلى  ألسفارة ألسويسرية لمنح سمة دخول لزوجتي وزودتهم برقم ألجواز والإسم وتأريخ ألإصدار فقاموا بذلك مشكورين. وذهبت في يوم 26/10/1980 إلى ألسفارة ألسويسرية مع عائلتي فإستقبلونا بلطفهم المعهود ومنحوا زوجتي وأطفالي سمة دخول فإرتحت لأول مرة لأنني أمنت الذهاب إلى سويسرة.
    وبعد قطع تذاكر سفر على ألخطوط ألسويسرية إلى زيورخ ، بقينا عدة أيام نتجول في آثار ألجيزة كأبي ألهول وألأهرامات وغيرها وزرنا عددا" كبيرا" من مساجد القاهرة  وخان الخليلي وسيدنا ألحسين والسيدة زينب وألمتحف ألمصري وذهبنا إلى ألإسماعيلية.
    سافرنا إلى سويسرة في يوم ألسبت أليوم ألأول من تشرين ألثاني، وكان في إستقبالنا في ألمطار موظفا" في ألشركة ألسويسرية وأوصلنا إلى شقة مؤثثة قرب ألشركة طلبت منهم تحضيرها لي مسبقا" لحين شراء أو تأجير شقة حسب إختياري. وفي أليوم ألتالي ذهبت إلى ألبريد ألسويسري في مركز كانتون سانت كالن ويبعد عن سكننا 35 كيلومتر لإبعاد ألشك عن موقعنا من رقم الهاتف، وإتصلت بأختي ألعزيزة س وأخبرتها أنّ (أبو عزيز، وهي كنيتي قبل ألزواج) وعائلته وصلوا إلى سويسرة برعاية ألله وحفظه، وإطمأننت على صحة ألمغفور لها وألدتي وإخوتي ألأعزاء جميعا" وعوائلهم. 
    وبعد وصولي إلى سويسرة قمت مع زوجتي ألعزيزة بتأسيس أول لجنة عراقية لحقوق ألإنسان إنضم إليها أخي ألعزيز موفق صالح عبود وزوجته ألسابقة ألكندية- الأميركية كاثي وراسلنا كل حكومة مهمة أو رئيس وزراء أورئيس جمهورية ووسائل ألإعلام وكل رؤساء وملوك ألدول ألعربية، وضياء ألحق رئيس وزراء باكستان وبابا ألفاتيكان وشرحنا لهم ألظلم والتعذيب وإنتهاك الأعراض ألذي كانت تمارسه أجهزة ألمقبور صدام ألقمعية ألتي لم يسلم منها حتى ألأطفال. وأدار العالم الظالم لنا آذانا" صماء فالكل كان مع ألباطل عدا رئيس ألوزراء ألكندي آنئذ وإسمه Pier Trudeau، وبعض منظمات حقوق ألإنسان، وألأدهى من كل ذلك أن ألمخابرات ألأميركية كانت تصادر بريدنا ألذي كان عنوانه مدينة أميركية قريبة من ألحدود الكندية لإبعاد ألشبهة عن أخي ألعزيز موفق صالح مباركة ولا بد أنه يتذكر ذلك جيدا" حفظه ألله. وكانت حجة ألأميركان أن منظمتنا (لجنة حقوق ألإنسان، تمثل خطرا" على أمن الولايات ألمتحدة، تخيلوا كم كانوا يحمون أللعين صدام؟) وربما عدت لهذا ألموضوع في مقالة تفصيلية في مقالة أو مقالات قادمة.
    لنعد إلى قصة ي ع م وكيف جازاني بعدما إضطررت إلى ألهرب من العراق، وسأعود إلى كيفية تعامل ع م ح معي ومع أخي ألأصغر رحمه ألله في مقالة قادمة حيث لم أر لغدره ولؤمه مثيلا" أبدا" في ألعوائل الشريفة كعوائلنا، وكلام حق له أخ رائع اطال الله في عمره وأخ شهيد كان مثلا" في ألخلق وألشجاعة والنبل رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
    طلبت من ي ع م ألمجئ إلى سويسرة في صيف 1982 على نفقتي ألخاصة وكان لا يزال يعمل في مكتبي بنفس راتبه وذلك لتدريبه على بعض أجهزة ألمساحة ألألكترونية، فحضر وأسكنته فندقا" ودربته أنا شخصيا" ، وفاجأني في أحد ألأيام، وكنا نجلس في شرفة شقتي ألكبيرة في ألطابق ألثالث، وقال: أريد نصف أرباح ألمكتب من ألآن فصاعدا"ّّ!!!
    ذهلت لهذا ألطلب فأجبته: نعم؟ نصف الأرباح؟ ولك إنت منو حتى تطلب مثل هذا ألطلب؟ ومن ألذي يعرفك أنت وأنا ألذي بنيت سمعتي وسمعة هذا ألمكتب وشهرته وكل ألأعمال تأتي لنا بسببي وليس إكراما" لنكرات؟
    وسألته: هل تعرف ما كنت سأفعل بك لو طلبت مني هذا ألطلب في ألعراق؟
    فقال مرتجفا" كعادته:
    ماذا تفعل؟
    أجبت: أضربك مئة (جلاق) وأرميك من هذه ألشرفة، لكننا في سويسرة ولا أريد إلإساءة إلى سمعتي.
    قال ألله تعالى:  هل جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ،  ( ألرحمن-60)
     وقال ألشاعر:
    ومن يصنع ألمعروف مع غير أهله..... يلاقي ألذي لاقى مجير أمّ عامر
    أدام لها حين إستجارت بقربه..... .......لها محض ألبان أللقاح ألدرائر
    وأسمنها حتى إذا تكاملت.................. فرته بأنياب لها وأظافر
    فقل لذوي ألمعروف هذا جزاء من ..... بدا يصنع ألمعروف في غير شاكر
    وبعد هدوئي من غضبي عرضت عليه ربع ألأرباح، فرفض فقلت له: وألله أغلق ألمكتب ولا أعطيك ما تريد مقابل إبتزازك لي بجبن مستغلا" مصيبتي. هذه أخلاق بعض ألعراقيين في ذلك الوقت وليس كلهم طبعا".
    وهكذا تم طرده من ألمكتب ثم عمل بائع قهوة ثم سائق تكسي وبقيت عينه علينا، حيث كان يطلب من أخي ألمرحوم ج أن نستأجر سيارته لنقل ألخبراء ألسويسريين إلى ألدوائر فرفضت ذلك.
    عدت إلى العراق، في حزيران 2003 ولو أنّ شخصا" عمل لي ما فعلت له، ووقع في مصيبة مثلي لذبحت عدة خرفان بين رجليه بعد عودته سالما".
    وتناسيت الأمر ودخلت بيته وزوجته ب م ح بحدود سنة 2006 لأول مرة أنا وزوجتي ألعزيزة، ومرة في عرس حفيد لأخي ألمرحوم ع قبل 4 سنين تقريبا" إكراما" للحفيد ووالده . فماذا فعل ي لإكرامي؟
    تعلمنا نحن من تربينا تربية" صالحة أن إكرام ألضيف واجب حين يدخل بيتك حتى لو كان عدوا" لك، وأن من إصول تقديم ألقهوة أو الشاي أو أي شيء يبدأ صاحب الدار أو ألمضيف بتقديمها من يمينه ويستمر حتى آخر شخص في ألغرفة أو ألمضيف.
    قام ي بتقديم تمر برحي وكنت أول ألجالسين فتجاوزني ولم يقدم لي حسب ألإصول فأأخذ واحدة أو أكثر أو أشكره. لكنه تعمد إهانتي في بيته فمر من جانبي قائلا" أعطي ألتمر للصائمين فقط ولم يكن رمضانا" بل يوم خميس يصوم فيه بعض ألناس وكان هو منهم ومن دخلوا عالم ألتدين راكبين الموجة. وبعضهم لا يعرف من الدين إلا ألطمع في ألحور ألعين ألتي لن يرونها أبدا" بتظاهرهم ألتدين لمصالح دنيوية معروفة. 
    وإكراما" لإبن أخي وولده وحضور ألزفاف بلعت الإهانة ولم أترك داره.
    ومرت 3 سنوات على إهانتي له فحدث له ما لم يكن في ألحسبان. يدعون أنهم كانوا يحملون أربعة ملايين دولار ويقولون لآخرين 3 ملايين دولار كذبا" وتمت سرقتها منهم لأن ليس هنالك عاقل يحمل مثل هذا ألمبلغ بسيارته. على كل حال كثر عليه الدائنون (وألله لا يضرب بعصا كما نقول) فهرب هو وعائلته إلى أوروبا بعد شرائهم سمات دخول بعمل غير مشروع ويحاسب عليه قانون الدول ألأوروبية وغيرها إذا تم إكتشافه. ضربه الله بعد أن اراه من مال ألدنيا كثيرا" بشطارة اولاده وليس شطارته، فأخذها ألله منهم بلمح ألبصر، وجعلهم إما يتخفون أو هاربين إلى خارج العراق. وألله يمهل ولا يهمل، ووالله أنا لست متشفيا" بهم لأن ذلك ليس من أخلاقي، لكن ألله عاقب كل من آذاني بشكل أو بآخر سواء بماله اوصحته أو أي شيء آخر عقابا" شديدا".
    لم أذهب إلى العراق منذ 3 سنوات ونصف، وبدأت ألكلام بواسطة ألموبايل مع ب م ح بعد طلبها ذلك، فذكرتها بمواقف معهم وكيف أنني منحت ي 2000 دينار للتسجيل على سيارة، فأرسلت لي هذا الجواب حرفيا" وأستطيع تحويله بالواتساب أو الفايبر لمن يشاء:
    05 آذار 2019  ألساعة 18:01 
    ألمفلس بلقافلة يدوّر بلخرا حب ركي. طبعا راح اتصل على ق يوديك لدكتور نفساني لان انته مريض ههههههههه. 
    هذا نص رسالتها حرفيا"، وق أخوها ألذي لا يختلف عنها. لكن لديها أخ كبير شريف نبيل أمين عفيف قل وجود مثله في هذا ألزمان وسبحان الله الذي له في خلقه شؤون.
    كنا نقبل أيدي أعمامنا وأخولنا وكل كبير في ألسن، نعرفه أو لانعرفه، ونتكلم معهم بكل أدب حتى لو ضربونا، وهذا لم يحصل لأن والدينا ربيانا تربية صحيحة. فأين هذا من أخلاق ي، وزوجته ب.
    وقال طرفة إبن ألعبد ألذي عاش وقتل في ألجاهلية في ألقرن ألسادس ألميلادي:
    وظلم ذي ألقربى أشد مضاضة" ...........على ألمرء من وقع ألحسام المهند
    أرجو ان لايلومني أحد على فضحهم لكي تأخذ ألناس ألعبرة وتزن ألقريب والبعيد جيدا" قبل مساعدته وإكرامه، فبعض ألناس عقارب سوداء، وبعضهم ورود من ورود الجنة.
    في ألحلقة ألقادمة: كيف تنمر ع م ح وإستقوى عليّ بنظام صدام ألمقبور وكيف إستغل كرمي أخوه الجاهل ألأخر.

    أبو ريم
    طعمة ألسعدي/ لندن: 12 03 2019

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media