على طريق الإصلاح (3) الشراكة في القرار عنوان النجاح
    السبت 21 نوفمبر / تشرين الثاني 2015 - 21:51
    أياد السامرائي
    الامين العام للحزب الاسلامي العراقي
    يتفاوت الناس في كيفية التعامل عند مواجهة القضايا المصيرية ، فالبعض مستبد برأيه لا يشاور ، وان شاور فذلك ليس في أصل التوجه بل في طرق تنفيذه .

    والبعض الآخر يشاور من اجل رفع العتب ، أو من هم متفقون مع رأيه ، مثلما إن البعض يشاور من لا يقولون له لا.

     وكل ذلك لا يؤدي في غالب الأحيان إلى قرار صحيح  ، ولكن القرار الصحيح يتحقق عندما تؤدي  المشورة إلى شراكة في  القرار .

    عندما طرح السيد رئيس الوزراء مشروعه للإصلاح وافقته غالبية الكتل السياسية وتعلقت به امال الجماهير العراقية وأعلنت دعمها له  ، وكان ذلك دافعاً قوياً للمضي بتنفيذ هذا العنوان .

    ولكن اليوم هناك شكوى من الكتل السياسية إن رئيس الوزراء حصر نفسه في دائرة ضيقة من المستشارين  وابتعد عن التعامل مع الكتل السياسية والتي تمثل الشعب ويهمها أن تأتي الإصلاحات في خدمة الشعب ولذلك تريد أن تكون جزءا من صناعة القرار وان لا يسلب منها هذا الحق بحجة التفويض الممنوح إلى رئيس الوزراء .

    قد يقول قائل إن هناك جهات تعمل على إفشال العبادي وإسقاطه ، وكلنا يعلم من هي هذه الجهة وما عاد الأمر خافيا  ، ولكن المشكلة إن الشكوى تتعدى أولئك الذين يتمنون الفشل للعبادي إلى الذين يريدون له النجاح ولكنهم لا يرون مؤشراته ولا يدرون ما هي الخطوة التالية وهم غير راضين عن الخطوة التي سبقتها لقلة أهميتها وما سببته من مشاكل .

    كان من المتوقع أن يصفق الشعب لخطوات رئيس الوزراء الإصلاحية ولكن تخرج المظاهرات اليوم محتجة على الخطوات ومستمرة في الاحتجاج على ما لم يتحقق ولا توجد إشارة انه سيتحقق ، وذلك مفهوم لأن الشعوب معتادة على الانتقاد وسرعان ما تنسى المكاسب السابقة في خضم المطالبة بمكاسب جديدة ولذلك فان الانتقاد دائما أعلى من الثناء وعلى رئيس الوزراء أن يتحمل ذلك .

    كما إن رئيس الوزراء بحاجة إلى شركاء له في خطة الإصلاح ، فمن هم شركاءه ؟ وأصوات الانتقاد تتعالى ، وغير واضح كيف يعالجها وهو لا يخفي حيرته وعدم القدرة على تقديم حلول حقيقية .

    إن خطة الإصلاح التي طرحت لم تتعدَ إلى الآن ما نسميه بخطة تقشف ، أما الإصلاح الحقيقي الذي نرنو له فلا زالت المسافة بيننا وبينه كبيرة .

    لذلك كله ، فنحن نتوجه إلى السيد رئيس الوزراء بالقول إن قضية الإصلاح ليست قضيتك وحدك لتنفرد بها ، بل هي قضية الجميع والجميع يريد أن يشارك فيها وان يكون له فيها رأي ، ونخشى عندما تمر ستة اشهر دون نتائج حقيقية أن يستغل المنافسون للسيد العبادي هذا الفشل ويحملونه مسؤوليته ليفقد العراقيون فرصة ذهبية أتت و نخشى أن لا تتكرر .


  • على طريق الإصلاح (2) الازمة المالية .. وقفة جديدة - أياد السامرائي
  • على طريق الإصلاح (1) تعديل الدستور - أياد السامرائي
  • © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media